سجَان مانديلا: كان سجيني .. وصديقي ووالدي !

مع تذكر جنوب إفريقيا لزعيمها الراحل نيلسون مانديلا،  نروي حكاية المسؤول عن حراسة السجن الذي مكث فيه مانديلا 27 عاما بسبب نضاله ومقاومته لسياسة التمييز العنصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

كريستو براند انتقل بعمر 18 عاماً من الزراعة للعمل بمنصب سجان لمانديلا عام 1978 على جزيرة روبن، حيث قيل له إنه سيعمل على حراسة أخطر إرهابيي العالم، لكن ولصدمته فإن السجين الذي حمل الرقم 46664، بعمر الستين حينها، سأله عن حال عائلته وعن آماله وعن مخاوفه المستقبلية، مضيفاً بأن العنصرية “لم تكن حاجزا” بينهما.

 

الرئيس الراحل نيلسون مانديلا

 

واستمرت حكاية الصداقة بين الرجلين، فعندما قامت السلطات بمحاولات لتخفيف الحكم، نقلت موقع سجن مانديلا لمكان آخر عام 1982، وانتقل معه سجانه براند، وحتى عندما نقل لموقع ثالث عام 1988 انتقل براند معه.

ووصف براند مانديلا بكونه “متواضعاً”، ويستغرب إلى هذا اليوم كيف تمكن مانديلا من تغيير العلاقة بينهما، ليقول: “كان سجيني، لكنه كان والدي في الوقت ذاته.. كنت ألجأ إليه طلباً للنصيحة عندما تواجهني أي مشكلة في حياتي.”

وظل الرجلان سوياً حتى أطلق سراح مانديلا عام 1990، حينها قال براند إنه “خلف فراغاً كبيراً وراءه”، والآن يبلغ السجان من العمر 53 عاماً، ويعمل مرشداً سياحياً في السجن ذاته.