سامي النصف ـ الحكومة الغائبة

لا أعتقد كمراقب ان الكويت مرت بتاريخها الممتد لقرون بما تمر به هذه الأيام، فلأول مرة يرتعب الشعب وتبدأ الشكوك القاتلة بالمستقبل ومصير البلد وسط الأحداث الجسام القائمة في المنطقة، ولأول مرة يصيب الناس احباط شديد من الفساد وسوء الأداء يشمل الجميع وتتكون رغبة لدى كثيرين في الهجرة وإيجاد بيت آخر خارج الكويت حتى اصبحنا محجا للمشاريع العقارية المقامة في العالم.

>>>

كل هذا والحكومة صامتة صمتا لا حكمة فيه فلا وزير يظهر ولا مستشار او مسؤول حكومي يتكلم ويشرح للخلق خطط الحكومة المستقبلية بما يطمئنهم ويبدد مخاوفهم، وهو امر معاكس تماما لما يحدث في جميع الديموقراطيات المتقدم والمتخلف منها، ولو زرت فضائيات الدول الاخرى او قرأت جرائدها لوجدت انها لا تخلو قط مع كل يوم يمر من وزير يتكلم او مسؤول يتحدث للناس.

>>>

في الكويت القضية الاسخن هذه الأيام هي الاتفاقية الأمنية التي كتبت حولها عشرات المقالات وعقد لأجلها العديد من الندوات واستمع المراقبون للآراء المختلفة عدا رأي عريس الحفل اي الحكومة الذي بقي غائبا بالكامل، فلا شرح لبنود الاتفاقية ولا مقاصدها او الهدف منها خاصة أنها دون مذكرة تفسيرية ولا اجابة عما يطرح من ملاحظات حول مساسها بسيادة الدول او بعض مواد دساتيرها… إلخ، فهل هناك حكمة لا يعلم بها احد من هذا الصمت المريب؟!

>>>

آخر محطة: حذرنا ولانزال نحذر من مفهوم سياسي خاطئ جدا يروج له بعض العباقرة القريبين من مطبخ الحكومة وهو الاكتفاء بحصد تأييد بعض ممثلي الشعب عن حصد دعم الشعب كافة عن طريق الاقناع عبر وسائل الاعلام المختلفة، مذكرين بأن الربيع العربي قام في تونس ومصر وليبيا وسورية… إلخ ومجالس الشعب فيها مسيطر عليها من قبل حكومات بلدانهم بنسب تقارب الـ 90% دون ان يوقف ذلك الغضب الشعبي حتى انفجر!