د. ناجي المطيري: مشروع الشقايا يحقق توجيهات سمو الأمير بإستخدام مصادر الطاقة المتجددة

وقع معهد الكويت للأبحاث العلمية اليوم خامس عقود المرحلة الأولى لمبادرة الشقايا للطاقة المتجددة مع إحدى الشركات الإسبانية بقيمة 116 مليون دينار كويتي (نحو 380 مليون دولار أمريكي) لتصميم وإنشاء وتشغيل أول محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية الحرارية وبسعة 50 ميغاوات.

وأكد المدير العام للمعهد الدكتور ناجي المطيري في كلمة عقب التوقيع أهمية هذه الخطوة في تعزيز أمن الطاقة للمستقبل وإنتاج الكهرباء من الحرارة الشمسية ما يدعم خطط التنمية المستدامة ويساهم في تحقيق توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.

وقال المطيري إن تأمين إنتاج 15 في المئة من حاجة دولة الكويت للطاقة بحلول عام 2030 أحد الأهداف التي أكد عليها سمو أمير البلاد في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي بالدوحة خلال شهر ديسمبر عام 2012 مشيرا إلى أن هذا العقد سيحقق طموحات سموه في هذا الشأن.

وأضاف أن المحطة تنتج طاقة كهربائية عن طريق حرارة الشمس بسعة 50 ميغاوات وتخزن الطاقة لعشر ساعات لاستخدامها بعد مغيب الشمس دون الحاجة إلى الوقود عدا أشعة الشمس متوقعا ربط إنتاج المحطة بالشبكة الكهربائية بحلول ديسمبر عام 2017 عند بدء التشغيل الفعلي للمحطة.

وذكر أن تنفيذ مبادرة (الشقايا) للطاقة المتجددة تعد رائدة وطموحة حيث تقدم بها المعهد عام 2010 لإعداد دراسة استراتيجية الكويت للطاقة لعام 2030 ووضع المخطط الهيكلي للمشروع والبدء بنقل وتوطين تقنيات الطاقة المتجددة في الكويت لإنتاج الكهرباء.

وبين أن المشروع حظي بمتابعة ورعاية مستمرة من سمو أمير البلاد حيث تشرف فريق المعهد بلقاء سموه في العديد من المناسبات لتقديم إيجاز عن سير العمل بالمبادرة بحضور سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ومجموعة من القيادات في الدولة وحاز المعهد مباركة ودعم سمو أمير البلاد منذ كانت المبادرة مجرد فكرة.

ولفت المطيري إلى أن المعهد أعد في وقت سابق دراسات استراتيجية واقتصادية وفنية وبيئية خاصة بمشاريع نقل وتوطين تقنيات الطاقات المتجددة في البلاد إذ أكدت هذه الدراسات مدى ملاءمة الظروف المناخية لتوليد الطاقة الكهربائية من مصادر طاقة متجددة ونوعية التقنيات المناسبة في الكويت.

وأشار إلى أن المشروع التطبيقي بني على أساس دراسة جدوى حول إقامة محطة للطاقة المتجددة باستخدام أنسب التقنيات لأجواء البلاد مثل نظام الطاقة الشمسية الحرارية ونظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية ونظام طاقة الرياح.

وأوضح أن الدراسة خلصت إلى وضع أفضل السيناريوهات المتاحة لتوطين تقنيات توليد الطاقة المتجددة للفترة بين عامي 2015 و 2025 لاستيعاب قدرة إنتاجية تصل لألفي ميغاوات تنفذ على ثلاث مراحل مبينا أن الكويت تحتفل اليوم ببدء تقنية الطاقة الشمسية الحرارية ضمن المرحلة الأولى للمشروع بسعة 50 ميغاوات.

من جانبه قال وزير التربية ووزير التعليم العالي ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور بدر العيسى في تصريح صحافي على هامش التوقيع إن للمشروع آثارا إيجابية متعددة تشمل تعزيز أمن الطاقة وتوفير الاستهلاك المحلي للوقود الأحفوري فضلا عن النواحي الاقتصادية والبيئية والاجتماعية على المدى البعيد.

من جهته أشاد وزير الأشغال العامة ووزير الكهرباء والماء المهندس أحمد الجسار بهذا المشروع التنموي معتبرا إياه أحد حلول مواجهة تحديات مصادر الطاقة في الكويت لاسيما أن الطاقات النظيفة هي مستقبل البلاد والمشروع يشكل بداية لإطلاق العديد من المشاريع باستخدام الطاقات البديلة.

بدورها قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح إن كل السياسات والاهداف والخطط السابقة تنادي باستخدام الطاقات المتجددة للتخفيف من الضفط على طاقة الوقود آملة تحقيق مشاريع اخرى في هذا الشأن بالاشتراك مع القطاع الخاص.

من ناحيته قال المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء الدكتور سالم الحجرف إنه سيتم اكمال إنجاز المرحلة الأولى للمشروع بنهاية عام 2017 “ويعد هذا المشروع خطوة أولى ستتبعها العديد من الخطوات لتأمين مصادر طاقة المستقبل للكويت” مبشرا بأن الكويت ستكون على موعد مع إنجازات اخرى في هذا الاتجاه في القريب العاجل.

وأضاف الحجرف وهو مؤسس مبادرة (الشقايا) أن المبادرة استهدفت إنشاء مجمع متكامل لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات مصادر الطاقة المتجددة ويشتمل المجمع على مزيج من تقنيات الطاقة المتجددة هي 100ر1 ميغاوات لطاقة حرارة الشمس و750 ميغاوات لطاقة ضوء الشمس و150 ميغاوات لطاقة الرياح.

وأوضح أنه تم تحديد هذا المزيج من التقنيات بعناية فائقة بعد دراسة خمسة مواقع منتقاة في الكويت لاستهداف أعلى إنتاج للمحطة خلال أيام فصل الصيف وبلوغ حجم الطلب على الطاقة لمستوياته القصوى.

وبين أن مجمع الشقايا سيتنج طاقة كهربائية تكفي لسد حاجة 100 الف منزل وتوفير 12 مليون برميل نفط مكافئ ويمنع انبعاث خمسة ملايين طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا كما يوفر أكثر من ألف و200 فرصة عمل للشباب الكويتي.

وبشأن العقد أوضح أن هذا الجزء من المشروع الخاص بتقنية الطاقة الحرارية سيؤمن للشبكة الكهربائية ما يقارب من 180 ألف ميغاوات في الساعة سنويا من أشعة الشمس بتكلفة إنتاج لا تزيد على (50 فلسا لكل كيلواط/ساعة) على أن تبدأ المحطة بضخ إنتاجها للشبكة الكهربائية بالنصف الثاني من عام 2017.

وذكر أن كوادر المعهد ومهندسي وزارة الكهرباء والماء يمتلكون اليوم خبرات متميزة ونادرة على مستوى المنطقة بشأن دراسة وتقييم مصادر وتقنيات الطاقة المتجددة المناسبة للعمل تحت الظروف المناخية الصحراوية الصعبة.

وقال الحجرف إنه بتوقيع عقد المشروع فإن معهد الأبحاث ووزارة الكهرباء نجحا وللمرة الأولى بتوطين تقنية الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح بهذا الحجم وتدشين شراكة استراتيجية بين المعهد والوزارة لتنفيذ هذه المبادرة الطموحة.

وبين أن محطة الشقايا تعمل على مدار 24 ساعة ولاتحرق وقودا مساندا وتعد حجر أساس لمستقبل جديد في استخدام طاقة الشمس كمصدر ثابت للطاقة وتأمين الطاقة في الشرق الأوسط وليس في الكويت فحسب.