د. طارق العلوي يكتب عن سحب الجناسي ـ كله سحب سحب .. مفيش شتيمة!؟

عبارة طريفة علق بها أحدهم على الأوضاع الحالية قائلا: «ليش ما تسحبون جناسي كل الكويتيين.. وبعدين تعيدون توزيعها براحتكم»؟!
تمخض مجلس الوزراء الموقر يوم أمس، فأصدر قرارا جديدا بسحب عشر جناسي جديدة، ليصبح المجموع 12 جنسية (وتوابعهم).. وحتى تاريخه.
واذا أخذنا بالاعتبار تصريح عميد الصحافة، الذي فتحت له آفاق الغيب قبل شهرين، حتى قبل ان تبدأ لجان الداخلية بفحص ملفات التجنيس (الا اذا سالفة اللجان مجرد تمثيلية)، حيث أعلن العميد عن سحب 30 جنسية بالطريق!
وبحسبة بدو، يتضح جليا أنه تبقى سحب 18 جنسية فقط.. وبعدها «تبلّش» الحكومة تنمية.
عموما الديرة هي ديرة الناس الطيبين أمثال ناصر وجاسم ومرزوق وجاسم الثاني والمدير والوكيل والذي منه.. واللي يامرون عليه يصير، لأنهم «طيبين».. واحنا نستاهل!
لكن سمو الشيخ جابر المبارك، في غمرة انشغاله بإعمار الكويت والتخطيط لمستقبل أحفادها، فاتته بعض «الشكليات» التي ربما أخذها بعض المتربصين مستمسكا.. لذا كان من واجبنا ان نقوم بما يمليه علينا «شرف المواطنة» وأن ننبه سموه لهذه الهفوات.
ولعل الهفوة الأولى هي في عدم اعتقال المسحوبة جنسياتهم بتهمة «الاخلال بالأمن العام»، فمن المنطقي ان سحب الجنسية لن يمنع من يضمر شرا بالكويت من ان يكمل ما بدأه، سواء بجنسية أو بدونها، ما دام حرا طليقا في البلد!
ربما يزعم البعض ان سحب جنسيته كان بهدف اغلاق القناة والصحيفة! ونحن نعوذ بالله من هذا الفكر الخاطئ، فحاشا لله ان تتعسف الحكومة، وأن تتجاوز قانون المرئي وقانون النشر بهذا الشأن، وتلجأ لحيلة رخيصة بسحب الجنسية كي تصل للقناة والصحيفة.. والعياذ بالله!
الهفوة الأخرى، وهي بخصوص من سحبت جنسياتهم، بعد ان ثبت شرعا أنهم مزورون.. و«هيلقية».
ولكي لا يشكك أحد باجراء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، الشهير بصاحب «المسطرة الواحدة»، فاننا ندعو سموه لأن يكمل معروفه ويتبع الاجراءات القانونية السليمة، والتي تجبره على ان يحيل هؤلاء «المزورين» للتحقيق، بتهمة «التزوير»، حتى ينالوا جزاءهم العادل.
.. الا اذا كان سموه قلقا ان ينكشف اسم الوزير الذي منحهم تلك الجناسي، أو يخشى ان يتبين عدم وجود «تزوير» لأنه لا توجد أي أوراق أصلا في الملف، وانما تعليمات من مسؤول بالتجنيس.. السياسي!
أما الاكتفاء بسحب الجناسي، والتستر على «المزورين» وعدم احالتهم لجهات الاختصاص.. فهذه أمور ليست من عاداتنا ولا تقاليدنا ولا مسطرتنا يا سمو الرئيس!
٭٭٭
سمردحة: كله سحب سحب.. مفيش شتيمة؟!