د. طارق العلوي ـ تبادلون يا أهل الإمارات؟

كلما نسينا.. أو تناسينا، جاء سمو الشيخ محمد بن راشد وغرد على «تويتر»، ليذكرنا ان رئيس وزرائنا ما زال هو.. جابر المبارك!
ورغم ذلك، فاننا لا نبرئ محمد بن راشد من احتمال تقصده في كثير من الأحيان رفع الضغط والسكري عند أهل الكويت!
والا ما تفسير ألا يكتفي محمد بن راشد بتحويل دبي الى مركز سياحي عالمي، وانما يقوم بعد ذلك بجمع شباب وشابات الامارات ويجلس معهم طالبا مقترحات تسهم في تطوير «الصحة والتعليم» بالامارات، فيحصل على 50 ألف مقترح خلال 3 أيام، يتم دراستها جميعا واختيار أفكار ابداعية منها يقرها مجلس الوزراء الاماراتي في «خلوته الوزارية»!
يحدث هذا في الوقت الذي يقف فيه شامخا سمو الشيخ جابر المبارك، مفندا استجواب النائبين صفاء الهاشم ورياض العدساني، فيقول ردا على انتقاد الناس لقلة انجازاته: «أنا وحكومتي صرنا كما يقول المثل «عنز ولو طارت»!
وبينما يخرج جابر المبارك معتمرا الخوذة فوق «الغترة والعقال»، ليتفقد بعض المشاريع التي لم تنته في موعدها، كان محمد بن راشد يتجول مع ابنته في الصحراء، فيشاهد مجموعة من موظفي شركة صينية، في مكان ناء، وقد انهمكوا في جلسة «عصف ذهني». فينزل بن راشد من سيارته ومعه ابنته، فيفترشان الأرض تحت ظلال احدى الأشجار، ويتبادل مع الموظفين أحاديث بعيدة كل البعد عن.. «العنز»!
كنا نمزح صغارا فنقول: «بما ان الحكومة تملك ثروات طائلة، فلماذا لا تغطي البلد بسقف من زجاج.. وتضع أجهزة تكييف في كل مكان حتى تصبح الكويت باردة»!
ولم يدر بخلدنا يوما ان يأتي محمد بن راشد، فيتمشى في «الأفنيوز» بدون حراسة، ويرى السقف الزجاجي في التوسعة الجديدة من السوق، فيخرج علينا بعدها باطلاق مشروع «مول العالم»، الذي سيجسد أول مدينة مكيفة بالهواء بشكل كامل على وجه الأرض!
في الوقت نفسه يلغي جابر المبارك زيارة مقررة لـ«الأفنيوز»، على الرغم من الاستعدادات الأمنية المشددة، بعد ان كان متوقعا تدشينه.. لاستبيان مرزوق الغانم! واذا كان جابر المبارك «يحلم» بأن تكون في كويت «المستقبل» حكومة الكترونية، فان محمد بن راشد قد تعدى مرحلة الحكومة الالكترونية، وبدأ في تدشين الحكومة الذكية في الامارات «اليوم»!
وبينما يعلن محمد بن راشد عن تسخير كافة الامكانيات المادية والمعنوية، ووضع الحوافز المغرية لاستقطاب أفضل الأساتذة في العالم، في مقابل ان تقفز جامعات الامارات «عشر درجات» كل عام في سلم التقييم العالمي، كي تصل الى مراتب متقدمة، مقارنة مع الجامعات العريقة.وقد كنا لنقول بأن محمد بن راشد أخذ يبالغ في تطلعاته، لولا ان احدى أهم مؤسسات التصنيف العالمي للجامعات، اختارت دولة الامارات، يوم أمس، لاطلاق تقريرها السنوي لعام 2014، لنتائج تصنيف الجامعات على مستوى العالم، والذي يعد أحد أهم التقارير الدولية في هذا المجال!
بينما يتابع محمد بن راشد ذلك، تقوم حكومة جابر المبارك بتذليل العقبات أمام تعيين ما يسمى بـ«حملة شهادات الدكتوراه» الكويتيين، ممن تخرج بعضهم من جامعات لم نسمع بها في الفلبين والهند ومصر، وتستجيب الحكومة لضغوط مجلس الأمة، فتزيد نسب القبول، لتحشر آلافا اضافية من الطلبة الكويتيين في الجماعة الحكومية «اليتيمة» في الكويت منذ عام 1966.. ولن أضيف قائلا بأنني، وبصفتي عضو هيئة تدريس في جامعة الكويت، مضطر لأن أشتري، ومن حسابي الخاص، كتاب المنهج والأقلام التي أكتب بها على السبورة لأشرح للطلبة، بسبب عدم وجود ميزانية كافية لدى الجامعة، في أعقاب اعلان رئيس الحكومة الرشيدة بأن «دولة الرفاه شارفت على الانتهاء في الكويت»!
ثم تأتي قاصمة الظهر مع اعلان سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس وزراء الامارات حاكم دبي، بأن الامارات تتطلع للوصول الى «المريخ».. ليس بالقوة، بل بالعلم والمعرفة وقوة الارادة والايجابية.داعيا الاماراتيين، كل من موقعه، للعمل للوصول الى الهدف.. مهما بدا للغير بعيد المنال.ويختم كلامه قائلا: «نحن أهل للوصول الى العلا، ولكن من طلب العلا من غير كد.. سيدركها اذا شاب الغراب»!
كل هذا يجري، وسمو الشيخ جابر المبارك، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، ينظر للشعب الكويتي ويقول بكل ثقة وحزم: «الله يهنيهم اللي قارنتونا فيهم (أي الامارات وقطر).. الله يهنيهم فيما وصلوا اليه.. لكن كويتنا أحلى.. الكويت هي عزنا.. وهي أحلى اسم بقلوبنا.. لا تقارنوننا بأحد»!
٭٭٭
سمردحة: من باب تبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون الخليجي، ما رأيكم اخواننا في الامارات لو تعيروننا محمد بن راشد لمدة 3 شهور، ونعيركم جابر المبارك لمدة سنة.. وفوقه وزيرين مجانا؟