د. ساجد العبدلي ـ ثماني علامات تدل على أنك بحاجة إلى إجازة !

لا مهرب من العمل، الكل مجبر على أن يعمل في وظيفة ما، اللهم إلا تلك القلة التي رزقها الله مصدراً للرزق يعيلها دون حاجة للانخراط في وظيفة ما، ولكن دعونا من هؤلاء، ولنتحدث عنا نحن العاملين الكادحين، بغض النظر عن مدى استمتاع الواحد منا في عمله، فإنه يظل بحاجة إلى استراحة من العمل بين حين وآخر. وتختلف مدة هذا الحين ما بين شخص وآخر، وكذلك ما بين عمل وآخر، والسؤال الطبيعي هنا، كيف يعرف الشخص أنه قد أصبح بحاجة إلى إجازة من عمله، الإجابة تتلخص في العلامات التالية:
أولاً، أن يبدأ الشخص بارتكاب أخطاء صغيرة متكررة، مثل تكرر الأخطاء الكتابية أو الطباعية غير المعتادة، أو نسيان أجزاء روتينية من عمله اليومي، أو إضاعته للأوراق والملفات بشكل متكرر، عندما يجد الشخص نفسه في مثل هذه الحالة فإنها علامة أولى بأنه مرهق عقلياً وبات بحاجة إلى إجازة.
ثانياً، أن يشعر بأن مهام عمله اليوم قد صارت أكبر من قدرته على الاحتمال، وأنه ما عاد قادراً على متابعة كل ما هو مطلوب منه في العادة، ولا القيام بكل التفاصيل المعتادة لعمله، بالرغم من أن المهام لم تتغير في الواقع ولم يزدد مقدارها أو حجمها. هذه غالباً علامة أخرى على أن هذا الشخص بحاجة عاجلة إلى الخروج من محيط عمله إلى مكان آخر يستعيد به نشاطه ويجدد من نفسه.
ثالثاً، أن يشعر بالإرهاق الجسدي طوال الوقت، حيث تظهر أعراض الإرهاق والتعب ما إن يدخل إلى مقر عمله، وقد يصل الأمر إلى حد شعوره بالنعاس والتثاؤب، وهو الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى وقوعه في تلك الأخطاء الصغيرة المتكررة التي تحدثنا عنها. هذه علامة أخرى على أنه بحاجة إلى إجازة للراحة على وجه السرعة.
رابعاً، أن يشعر بالتوتر بشكل متواصل، فلا يعود قادرا على تحمل حتى أبسط التصرفات من زملائه أو عملائه، بل لعله يبدأ بتخيل الأشياء وتحميل الأمور ما لا تحتمل، حتى مجرد تفكيره بهذا الأمر يقوده إلى التوتر، وهذه الحالة علامة أخرى إلى أن الإجازة العاجلة قد أصبحت ضرورية.
خامساً، أن يشعر الشخص بعدم قدرته على التركيز في عمله، ويجد نفسه مستغرقاً في البحث عن الملهيات، فيقضي وقته متنقلاً ما بين العبث بهاتفه الذكي وتصفح شبكات التواصل الاجتماعي، والتسكع في الممرات والإغارة على مكاتب الزملاء وربما افتعال المشاحنات. هذه علامة أخرى على أنه بحاجة إلى إجازة تعيده إلى التركيز حتى يصبح ذا نفع وفائدة لعمله.
سادساً، أن تبدأ حياته الأسرية والاجتماعية بالتضرر بسبب تعبه وشكواه المستمرة من الإرهاق والتعب في عمله، ومن عدم قدرته على الوجود بشكل صحي ونشيط مع أسرته وأهله وأصحابه. هذه أيضاً من العلامات الدالة على أن هذا الشخص بحاجة إلى إجازة يستعيد بها نشاطه النفسي وحيويته، وبالأخص بصحبة أسرته وأهله وربما أصحابه.
سابعاً، أن يعاني الشخص الأرق واضطرابات النوم، فعندما يقع الشخص في دوامة الأخطاء الصغيرة المتكررة في عمله، وفي شعوره بتراكم الأعباء وعدم قدرته على القيام بها، وبأنه في حالة من الإرهاق الدائم في العمل، وكذلك معاناته من التوتر مع زملائه وعملائه، فإن هذه الضغوط ستجعله يعاني اضطرابات النوم وربما الأرق. وهذه كذلك علامة أخرى تدل على ضرورة الإجازة.
ثامناً، أن يشعر الشخص بفقدانه الحماس والرغبة في أداء العمل، فنراه يقوم في الصباح ويتجه إلى عمله وكأنه ذاهب إلى السجن، من يشعر بالحيوية والحماس فسيعمل بنشاط وسيعطي نتائج جيدة، ومن يشعر بأنه يدفع دفعا نحو العمل فلا يمكن أن ينتج عنه أي نتائج متميزة. ظهور هذه العلامة على الشخص، خصوصا في حال عدم وجود أسباب أخرى واضحة من داخل بيئة العمل وخارجها، قد يعطي مؤشراً بأنه بحاجة إلى إجازة مستعجلة.
وكما ذكرت في البداية، لا مناص من أدائنا لأعمالنا ولا مهرب من ذلك، ليس لأنها مصادر أرزاقنا فحسب، ولكن لأننا جزء من منظومة الحياة المجتمعية التي لا يمكن أن تستقيم إن لم يقم كل منا بدوره، ولهذا وحتى يمكن لنا القيام بأدوارنا على أكمل وجه فإننا بحاجة إلى الإجازة من العمل بشكل دوري. تمنياتي للجميع بإجازات سعيدة ومثمرة.