د. بسام الشطي ـ دمعة موظف في القناة

رأيته في زاوية منهمكا في التفكير ودموعه تنهمر ويحاول كتمانها ولكن لم يستطع فعرجت إليه لاستمع إليه وأهدئ من روعه، فقلت أنت في أحسن حال: صائم وفي العشر الأواخر وبين يديك مصحفك ووقت استجابة الدعاء.. فما الذي حصل لك؟ حاول الاعتذار مع الإصرار ولكن تحدث أخيرا قائلا: تركت بلدي وأقاربي وأمي وأبي من أجل البحث عن عمل يسترني فجئت بعقد صحيح لقناة مرخصة وعملي مصدر فاستدعتني المباحث الجنائية وأخذوا جوازي وأول مرة أدخل فيها قسم الأمن ولا نعرف متى سترجع إلينا الجوازات؟! فقلت إذا كنت شخص غير مرغوب فيه الآن اخرج إلى بلد آخر! وإذا القناة مخالفة وتريدونا أن نخرج نقدم استقالتي الآن ونحن لسنا طرفا في أي مشكلة تحدث والكويت نحبها ونحميها فبلادي التي وقفت معكم في أحلك الظروف من أجل عودة الأمن والاستقرار في ربوعها.. فلماذا يحدث لي ذلك! فعندي التزامات كإيجار الشقة وأقساط السيارة ومستلزمات أساسية وقطعت للسفر وأريد أن أفرح أبنائي وزوجتي للعيد.. ولا نعرف التهمة التي يعاقبوني وزملائي الذين معي في القناة! لم نعهد الكويت البلد التي يتمنى أن يعيش فيها كل العرب والمسلمين لما تتمتع بها من امتيازات تفوق الوصف بل لا يوجد بلد في العالم مثلها، فلماذا تغيرت واتجهت بمنعطف لا يليق بها أبدا؟ ما ذنبنا نحن! ومثلك عارف الوظائف صعبة أين ننتقل وخاصة في الصيف لا يوجد عمل ولا نعرف ما المطلوب منا ومستقبلنا والتزاماتنا وماذا ستقول دولتنا وشعبنا عندما نرجع والقيل والقال! ونحن طول عمرنا لم نؤذ أحدا، فقلت للمحقق أرجوك هل سمعتم شيئا عنا! قال لا، هل تطلبون منا شيئا لم ننفذه قال لا، هل خالفنا قانون الإقامة؟ هل نحن غير مرغوب فينا؟! إذن لماذا تأخذون جوازاتنا أكثر من أسبوع حتى الآن؟!
والمشكلة التي ستترتب على ذلك: السفارة ستأخذ عنا فكرة سيئة لحجز الجوازات، ولا نستطيع مغادرة البلاد والتذكرة ستذهب قيمتها، وصاحب العمارة سيرفع علينا قضايا، وأعصابنا تلفانة مع الزوجة والأبناء ووضعنا يصل إلى الطلاق ووالدي متألمين ويفكران أننا عملنا شيئامخالفا ولم نذق طعم العبادة في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار!
وقال قد أكون أحسن حالا من الموظفين السوريين ماذا سيفعلون إذا طردوا من هذه البلاد وهذه الوظيفة؟ وإخواننا غير محددي الجنسية الذين لا يوجد من يوظفهم بعد ذلك!
وكل دول العالم إذا حدثت مشكلة يتوجه فيها إلى المحاكم ويعرف الجاني تهمته ونحن والله لا نعرف ما هي تهمتنا! ويؤخذون بطلقاتهم وليس جوازاتهم! وإذا كانت هناك مشكلة مع القناة فنحن لسنا أطرافا فيها بل موظفون معتمدون في قناة مرخصة!
فقلت يبدو أن هناك خطأ معينا لأن هذه التصرفات دخيلة على بلادنا التي تتميز عن كل بلدان العالم، ثم عليك بالصبر {إن مع العسر يسرا}، وعليك بالدعاء والله عز وجل هو الرزاق وانظر إلى من هو أشد منك في البلاء، واعلم أن دولتنا لا تحب الظلم ولا تنسى من يقف معها، ولا تحب المشاكل بل هي تشارك في الحلول والمساعدات التي لا تتوقف عنها، وإن شاء الله الجميع يقف معكم وتصل رسالتكم ولا يمكن لدولتنا أن تنزل إلى الأدنى في المعاملة فهي قدوة وفي ارتفاع ونحن إخوانكم ونقف معكم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج همكم ويزيل كربتكم ويرفع البلاء عنكم وتعود الأمور إلى الأفضل والأحسن وتعيشوا معنا في نعمة الأمن والاستقرار والعدل والرحمة وإن شاء الله لا تتكرر تلك الإجراءات وحتما ستتدخل القيادة الحكيمة التي لا تقبل الظلم والتعسف وتشويه صورة الكويت الجميلة عاجلا غير آجل.