دعوات لتأسيس وكالة أنباء للأطفال

أجنحة تتحول إلى مسارح لممارسة أنشطة الطفولة المختلفة

دعوات لتأسيس وكالة أنباء للأطفال

 

جانب من فعاليات أحد الأجنحة المشاركة في المهرجان.
جانب من فعاليات أحد الأجنحة المشاركة في المهرجان.

في خطوة مميزة تحولت بعض أجنحة دور النشر المشاركة في فعاليات مهرجان الشارقة القرائي المقام حالياً على أرض مركز المعارض والمؤتمرات «أكسبو» الشارقة، الذي يختتم فعالياته يوم غد إلى مسارح مختلفة ازدحمت بالأطفال الزائرين وطلاب المدارس لممارسة أنشطة قرائية وترفيهية، إضافة إلى جلسات القراءة واستعراض الكتب والمطبوعات المختلفة. وتوزع الطلاب على شكل مجموعات عدة لممارسة هوايات القراءة والعديد من الفعاليات الترفيهية الأخرى على أجنحة كل من: جناح وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وجناح هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وجناح الإدارة العامة لمراكز الأطفال، وجناح مشروع ثقافة بلا حدود، وجناح إدارة متاحف الشارقة، والكثير من الأجنحة الأخرى المخصصة لدور نشر وعارضين محليين وإقليميين.

وفي جناح هيئة البيئة والمحميات الطبيعية مارس الطلاب العديد من الهوايات المختلفة، وألعاب الفيديو التعليمية الهادفة المصممة خصيصاً لمهرجان الطفل، إذ تضمنت ألعاباً تعرف بأهمية البيئة، والحفاظ عليها وعلى مكوناتها المختلفة، كما أعدت فيلماً عن الحيوانات المهددة بالانقراض، وعرضاً للدمى، وقدمت هدايا للطلاب تتضمن بذوراً لزراعة الأشجار، كما أصدرت جمعية أصدقاء مرضى السرطان كتاباً مخصصاً للأطفال بعنوان «وداعاً للمرض وأهلا باليقطين»، وضم جناح وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عشرات الطلاب للمشاركة في فعاليات الرسم والتلوين والمسابقات والحناء والمشاركة في قراءة الأناشيد، والعديد من فعاليات الرقصات الشعبية والتراثية المختلفة، وحرص مشروع ثقافة بلا حدود على صنع مكتبات للطفل على شكل سيارات وتشكيلات عديدة، وفي جناح الإدارة العامة لمراكز الأطفال تم تخصيص جزء من الجناح لقراءة القصص من قبل موظفي الإدارة للطلاب والأطفال الزائرين، كما حرصت على تجهيز منصية عرض تقدم العديد من المسرحيات التي تنمي القيم المعروفة، وتقديم الهدايا للطلاب الحاضرين، إضافة إلى إجراء العديد من المسابقات داخل جناح الإدارة لتقوية اللغة العربية لدى الأطفال من خلال ألعاب الحروف التي أصدرتها خصيصاً بالمناسبة.

الصحافة والطفل

تقنيات

حول أثر عوالم الطفولة الخيالية في ظل التقنيات الحديثة، قالت الباحثة نورة النومان «عندما نتحدث عن أخطار التقنيات على الأطفال علينا أن نشير إلى الوالدين والأسرة باعتبارها البوابة التي يمكن أن يدخل منها الخطر إلى الأطفال أو لا يدخل، فهما المسؤولان عن تربية الأطفال، والأعرف بشؤونهما اليومية المختلفة، وما إلى ذلك، ومن بينها التقنية الحديثة التي اعتدنا الصراخ بوجهها، كما اعتدنا ذلك مع كل جديد يظهر في الساحة، من الأفضل ألا نعدها عدواً بعد أن أخفقنا في ربط ابنائنا بالكتاب، والتعامل معها بصورة مدروسة لتعويض القصور السابق، والحرص على تنظيم الوقت، والتكيف مع الجديد بصورة تضمن البقاء لا الفناء».

في سياق متصل، احتضن المهرجان محاضرتين حول الصحافة والطفل، وعوالم الطفولة الخيالية في ظل التقنيات الحديثة، نوقشت خلالها العديد من المجالات المتعلقة بإعلام الطفل، والمستجدات حول العالم في هذا المجال، وتم تقديم العديد من الآراء والمقترحات حول صياغة مستقبلية تنطلق بأدب الطفل إعلامياً، وإخراج محتوى من شأنه تعزيز إعلام الطفل في العالم العربي، كما حفلت الجلستان بالعديد من المداخلات التي قدمها متخصصون بشؤون أدب وثقافة الطفل.

تحدثت فاطمة البرماوي في جلسة «الصحافة والطفل» التي أدارها خالد مسلط عن مفهوم صحافة الطفل، وقارنت بين الصحف الإلكترونية والمطبوعة، وتجربتها الشخصية في «موقع الطفل العربي»، وصحيفة «بيلسان» أول صحيفة عربية للأطفال، وعزت أسباب عدم استمرار معظم مطبوعات الطفل في الصدور إلى عدم قدرة السوق على تحمل مثل هذه الإصدارات، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم قدرتها على أخذ أي حصة من سوق الإعلان العربي، إضافة إلى أن الدخول للشبكة العنكبوتية من خلال المدارس أسهم في اعتماد الأطفال على هذه التقنية مرجعية لتلبية احتياجاتهم الإعلامية، وبديلاً عن الصحافة المقروءة للطفل.

أنباء وتساؤلات

دعا الدكتور طارق البكري في ورقته المقدمة للجلسة ذاتها إلى مقترحين مهمين، يتعلق الأول يإنشاء وكالة أنباء للطفل العربي، يمكن أن يصدر في يوم الجمعة باعتباره يوماً قليل النشاطات، وفي ساعات ما قبل الظهيرة التي لا تشهد في العادة زخماً في المواد المنشورة، وبين أهمية استغلال فروع الوكالات أو الوكالة الإخبارية التي تتبنى المشروع لتقديم محتوى إعلامي من قبل الأطفال في البلاد التي ينتمون إليها، وضم ذلك كله في مجموعة واحدة من شأنها أن تخرج في إطار محترف له دور إيجابي في تعزيز شعور الطفل العربي، وتأسيس جهة إعلامية خاصة بالطفل من شأنها أن تصبح مؤثرة ومهمة كلما امتد عملها، كما اقترح في الجلسة نفسها تأسيس صحيفة يومية للطفل العربي، وقدم تصوراته حول التأسيس والإدارة والعديد من التفاصيل الأخرى. ووجه يعقوب الشاروني العديد من التساؤلات في أولى جلسات المقهى الثقافي عبر ورقته «أدب الأطفال فن وعلم»، تضمنت: «إلى أي مدى يرتبط أدب الأطفال بالتربية؟» و«ما هي الاتجاهات المعاصرة في أدب الأطفال؟»

وقال الشاروني: «من أجل أن نحقق أفضل النتائج في دراسة أدب الأطفال، لابد من دراسة الخصائص الأدبية، وتاريخ أدب الطفل، وأنواعه، وغير ذلك، إذ لا يمكن فصل دراسة النص مثلاً عن الأدب باعتباره مسؤولاً عن تنمية الذوق الرفيع لدى الطفل، والحال نفسها تنطبق على الرسوم والإخراج، وعلينا أن نهتم بإعادة صياغة أعمال كبار أدباء الأطفال، والعودة الى الأدب الشعبي مصدراً أساساً لأدب الطفل، والحرص على التفريق بينه وبين الأعمال الدخيلة على الأدب والمجتمع والثقافة والقيم المعروفة».

تنوع

تنوعت الموضوعات التي تطرق لها علي العبدان في جلسة «الأطفال والفن» لتتناول جوانب عدة، بينها: الخط، واللون، والتشكيل، والرسم، والبصمة الذهنية، وشدد على أهمية أن يبدأ الطفل ممارساته الفنية بالطين قبل القلم والالوان، باعتبار أن الطين يتشكل على ما يريده الطفل، بينما يقتصر القلم على يد واحدة، كما أكد أهمية دراسة نفس الطفل من خلال طبيعة الألوان التي يرسم بها، وإيجاد علاقة بين اللون وشخصية الطفل، وبين أن بناء الطفل فنياً يستلزم وجود عائلة تتذوق وتهتم بالفن، ويمكن تعزيز تجربته الفنية من خلال اصطحابه الى المعارض والفعاليات، وزجه في المسابقات المختلفة، وتنمية مهاراته من خلال المتابعة، ودعم الميول والاتجاهات التي تعزز ذائقته الفنية الجمالية.