دراسة: «إعجابات فيس بــوك» تكشف أسرار المستخدم

برنامج علمي يتنبأ بالميول السياسية والعرق والدين لــ «المعجب»

دراسة: «إعجابات فيس بــوك» تكشف أسرار المستخدم

 

دراسة: «إعجابات فيس بــوك» تكشف أسرار المستخدم
دراسة: «إعجابات فيس بــوك» تكشف أسرار المستخدم

قد تكشف الإعجابات التي يقوم بها المستخدم على شبكة موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أكثر مما يتوقع حول أسراره وحياته الخاصة، إذ يمكن من خلال تحليل هذه «الإعجابات» التنبؤ بأشياء مثل توجهاته الجنسية، والسياسية، والدينية، وأشياء مثل استقراره العاطفي، أو حتى إدمانه على الكحول أو المخدرات، وذلك بحسب دراسة جديدة قامت بها جامعة «كامبريدج» البريطانية.

وتقول الدراسة إن عملية الإعجاب بأي صفحة كانت على «فيس بوك»، قد تكون عملية عابرة بالنسبة للمستخدم تمر دون تفكير. إذ يمكن للمستخدم وبنقرة واحدة الإعجاب بصفحات تابعة لشركات، وشخصيات عامة، وموسيقى، وأفلام، ومجموعات مختلفة، ومقالات يقوم الآخرون بمشاركتها على الشبكة الاجتماعية، إضافة إلى صور و«تحديثات الحالة» التي ينشرها الأصدقاء.

لكن هذه «الإعجابات» السريعة التي قد تبدو للمستخدم عابرة، قد تمثل تقريراً كاملاً عن ميول المستخدم.

ويقول الباحث المشارك في الدراسة، ديفيد ستيلويل، إن «إعجابات (فيس بوك) تحمل من المعاني ما يمكن استخدامه لفهم (السيكولوجية) التي تقف خلف ما يفعله الناس».

ودرس الباحثون الملفات الشخصية و»الإعجابات»، إضافة إلى بعض اختبارات الشخصية لأكثر من ‬58 ألف مستخدم. وباستخدام هذه البيانات، طوروا برنامجاً يستطيع التنبؤ بالصفات الشخصية للمستخدم، اعتماداً على «إعجابات فيسبوك»، وبدرجة عالية من الدقة.

وتمكن هذا البرنامج من تصنيف الأشخاص بحسب العرق (قوقازي أم من أصول إفريقية) بدقة بلغت ‬95٪، كما استطاع التنبؤ بـ«الجنس،» والميول السياسية (ديمقراطي أم جمهوري)، فضلاً عن تمكنه من التمييز بين المسلمين والمسيحيين.

أحد التصنيفات غير التقليدية التي تم تطوير البرنامج لتمييزها، هي فيما إذا كان والدا المستخدم انفصلا قبل بلوغه سن الـ‬21، إذ حقق البرنامج في اكتشاف هذا الأمر نسبة بلغت ‬60٪، وهي دقة منخفضة، إلا أنها لاتزال مهمة للاعتماد عليها بالنسبة للمعلنين كما يقول أصحاب الدراسة. وعادةً ما يكون هؤلاء الأشخاص ذوو احتمالية عالية للإعجاب بعبارات تتحدث عن العلاقات العاطفية وأهميتها، ما يعطينا نظرة عن الأثر الذي يتركه انفصال الوالدين في نفسية الطفل، كما يقول الباحث ستيلويل.

وبحسب الدراسة، فإن «الإعجابات» بحد ذاتها قد تكون واضحة ومحيرة في الوقت ذاته، إذ اكتشفت الدراسة وجود علاقة بين الإعجاب بمطربين معينين أو ألبومات موسيقية معينة، وبين الشذوذ الجنسي لدى الرجل، بينما كان الإعجاب بموضوعات رياضية وبممثلي السينما الذين اشتُهروا بالفنون القتالية مثل «بروس لي»، أكثر شيوعاً لدى الأسوياء جنسياً. ويمكن لـ«الإعجابات» التي قام بها الشخص على «فيس بوك» أن تُستخدم للتنبؤ بدرجة ذكائه. ويقول الباحثون إن الإعجاب بأشياء مثل برنامج «ذي دايلي شو»، وبصفحات العلوم، وبصفحة «صوت مورغان فريمان» تدل على أن الشخص يمتلك ذكاء عالياً.

بينما وجدت الدراسة أن الإعجاب بأشياء أخرى قد تشير إلى شخص ذي نسبة ذكاء منخفضة. وبالطريقة ذاتها، فإنه يمكن لتحليل «الإعجابات» أن يكشف عن شخصية «منبسطة»، أو «انطوائية»، أو« عصابية»، أو «عفوية». وقد فتح الباحثون هذه الأداة للجميع على العنوان YouAreWhatYouLike.com، إذ يمكن للمستخدم الحصول على تقرير لتحليل شخصيته من خلال «الإعجابات» التي قام بها على «فيس بوك». ويقدم الموقع اختباراً فورياً للشخصية، ويقيم مدى انفتاح واستقرار الشخص، ومدى قبوله لدى الآخرين، وغير ذلك من النتائج.

وبحسب الدراسة، فكلما ازداد عدد «الإعجابات» التي قام بها المستخدم، أصبح من الأسهل استخدام هذه المعلومات للتنبؤ بشخصيته بدقة أعلى. وقد تضمنت ملفات المستخدمين الشخصية التي تم استخدامها في الدراسة بين إعجاب واحد إلى ‬500 إعجاب، في حين كان متوسط الأشياء التي قام المستخدمون بالإعجاب بها نحو ‬170 إعجاباً. ويقول ستيلويل إن «الشركات الكبرى تستخدم حالياً تقنيات مشابهة للاستفادة من مثل هذه المعلومات للأغراض الإعلانية، إذ تقوم شركات مثل (غوغل)، و(فيس بوك) بعرض الإعلانات المناسبة على المستخدمين، بعد محاولة الحصول على معلومات مشابهة من المستخدمين من خلال ما يقومون بالنقر عليه أو تصفحه». والخطوة التالية، بحسب الدراسة، هي تطوير مثل هذه التقنيات، وربط جميع النقاط مع بعضها، لرسم صورة أكثر تكاملا حول الأشخاص، وتقديم فائدة أكبر للمستخدمين، مثل الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها مثل هـذه البرامج اقتراح أفلام أو مطاعم مناسبـة للمستخـدم بناء على موقعـه الجغرافي وعلى الأشياء التي استمتع فيها بالماضي، أو عرض الإعلانات المناسبة والمهمة فعلاً للمستخدم والتي تكون ذات فائدة له.