خلف الحربي يهاجم الشيخ محمد العريفي بمقال ” خذوه “

 

احتفاء أشقائنا في مصر بالشيخ محمد العريفي يبهجنا؛ لأنه قد يكون مقدمة لأن يعجب علماء مصر المحروسة وشعبها الطيب بعلمه وأدبه وحلاوة لسانه، فيحلفون عليه بأغلظ الأيمان أن يبقى في ديارهم ليغرقهم ببحر علمه الغزير حتى يصل الماء منتصف الأذنين!.
الشعب المصري الشقيق شعب مضياف، ومصر كثيرا ما احتضنت العلماء والمفكرين والأدباء والفنانين من سائر ديار العرب، والعريفي ــ كما قال في خطبه الأخيرة ــ يحب مصر وأهلها ولا يجد أي مشكلة مع أقباطها!.. بل وما هو أعجب وأغرب تأكيده على أنه يقدر ويحترم دور المرأة المصرية في المجتمع!، وهذه حالة إنسانية رائعة لا أظن أنه قد وصل إليها من قبل؛ لذلك فإن في بقائه في مصر فائدة له كي يبقى على هذه الحال المتسامحة، وفائدة ثانية لأشقائنا المصريين لأنهم سوف يستفيدون من علمه وحلاوة لسانه، وفائدة ثالثة لنا بالطبع لأسباب لا تتسع المساحة لسردها!.
وإذا كان ثمة مثقفون أو مفكرون أو صحفيون مصريون قد يستنكرون ــ بعد أن يطيب لشيخنا المقام في مصر ــ بعض فتاواه المثيرة، أو تصريحاته الخطيرة، مثل أن يطالب الشيخ باحتشام البنت أمام أبيها كي لا تفتنه!، أو أن يعد الجماهير المجاهدة بأنه سوف يصور حلقته القادمة في القدس ثم يظهر عليهم من جبل في الأردن!، أو أن يدعي بأن الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ يمكن أن يبيع الخمر أو يهديه!.. أو أن يذهب لتلبية دعوة كنيسة في هولندا يوم 25 ديسمبر ويكتشف في اللحظة الأخيرة أنهم يحتفلون بالكريسميس والعياذ بالله!.. وغير ذلك من المفرقعات الأسبوعية الجميلة التي تثري الحوار في أي مجتمع عصري!، أقول: إذا استنكر هؤلاء المثقفون ذلك وحاولوا التشويش عليه، فالحل سهل جدا وهو أن يرسل لنا الأخوة المصريون هؤلاء كي يثروا حواراتنا التي سطحها العريفي وأتباعه، وسوف نرسل لهم بالمقابل مئات الآلاف من أتباع الشيخ المخلصين الذين بإمكانهم (شرشحة) كل من يتجرأ على نقده بأبشع الألفاظ، والجميل في هؤلاء الأتباع أنهم في غالب الأحوال ليسوا منغلقين، بل هم منفتحون جدا، وتشهد على انفتاحهم الشديد كل عواصم الأرض، ولكنهم يرون في الذود عن مقام شيخهم الجليل وسب أم من ينتقده شكلا من أشكال الجهاد الإلكتروني الذي يطهر الإنسان من ذنوب إجازة الصيف!.
وما قد لا يعرفه الأخوة المصريون عن العريفي أنه استطاع هداية صيني إلى الإسلام في ثلاث دقائق!.. وهذا قد يدفعهم للاستثمار في قدراته الهائلة، بحيث ينزلونه في فندق بجوار الهرم الأكبر، فيتلقف السياح الأجانب من كل الأديان مهما كانت اللغات التي يتحدثون بها ويهديهم إلى الإسلام بمعدل 20 شخصا في الدقيقة، وهكذا يحول هؤلاء السياح تذاكرهم من القاهرة إلى العمرة، ما يعزز التعاون السياحي في البلدين الشقيقين!. 
لا شك أننا سوف نحزن على فراق الشيخ العريفي، ولكن ما يخفف حزننا أنه لن ينقصنا شيء كثير ــ بفضل الله، فهذا البلد المبارك مليء بأصحاب الفضيلة العلماء المشهود لهم بالفضل والوقار الذين لا تهمهم كاميرات الإعلام ولا يعنيهم تصفيق (الأتباع)، ما يعني أن الفراغ الذي سيحدثه غياب العريفي لن يكون ذا أهمية؛ لأن الحيز الذي يشغله مفتعل من الأساس. 
ماذا تريدون ــ يا أشقاءنا وأحبتنا في مصر ــ أجمل من هذه الصفقة؟.. شيخ جليل ومعه أتباعه من الجنسين مقابل حفنة تائهة من المفكرين والمثقفين والصحفيين الذين لا يبدو أنكم بحاجة لهم في هذه المرحلة بالذات، توكلوا على الله، ولنقرأ الفاتحة، وكما تقولون في أمثالكم: (يا بخت من نفع واستنفع)!.