خبراء: التركيز على السياحة الخليجية والعـــــــائلية يدعم أهداف «رؤية دبي ‬2020»

مكتوم بن محمد افتتح «الملتقى ‬2013» بمشاركة ‬3000 عارض

خبراء: التركيز على السياحة الخليجية والعـــــــائلية يدعم أهداف «رؤية دبي ‬2020»

 

مكتوم بن محمد خلال جولته في معرض سوق السفر العربي بحضور أحمد بن سعيد.
مكتوم بن محمد خلال جولته في معرض سوق السفر العربي بحضور أحمد بن سعيد.

أكد متخصصون ومسؤولون في القطاع السياحي، أن تركيز دبي على استهداف السياحتين الخليجية والعائلية سيكون له نتائج إيجابية في تحقيق رؤيتها الرامية إلى تطوير القطاع السياحي بحلول عام ‬2020، مؤكدين أن أعداد السياح الخليجيين تشهد زيادة مطردة، في حين أن السياحة العائلية تزيد عدد السائحين وحجم الإنفاق.

وأوضحوا، على هامش فعاليات الدورة الـ‬20 لمعرض سوق السفر العربي «الملتقى ‬2013»، الذي افتتحه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أمس، أن دبي غدت وجهة يقصدها السياح من جميع دول العالم، نظراً لتضافر عوامل عدة، أبرزها البنية التحتية المتطورة، وتنوع المنتج السياحي، ما يستدعي العمل بجد للحفاظ على هذه المكانة خلال السنوات المقبلة، مشيرين في هذا الصدد إلى ضرورة تكثيف الحملات التسويقية الهادفة لفتح أسواق جديدة حول العالم، إضافة إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المتخصصة، خصوصاً في قطاعي الطيران والسياحة، والعمل على توفير خطط استراتيجية اتحادية من شأنها زيادة دخل السياحة، والاستحواذ على حصة أكبر منها إقليمياً وعالمياً.

مردود استثماري

قال المدير العام لفندق «ميلينيوم بلازا»، معين سرحان، إن «الدولة، ودبي خصوصاً، تشهد نشاطاً سياحياً منقطع النظير من حيث عدد المشروعات السياحية القائمة، وتلك التي ستدخل الخدمة قريباً، في إطار استعدادات الإمارة لاستضافة معرض (إكسبو ‬2020)»، لافتاً إلى أن «البنية المواتية التي توفرها الإمارة تتميز بسهولة الاستثمار وجدواه».

وبين أن «أهم ما ينظر إليه المستثمر بشكل عام هو المردود الكلي للاستثمار المطلوب، وهذا ما توفره دبي من حيث سرعة المردود، إذ تراوح الفترة فيها بين خمس وسبع سنوات، مقارنة بالبلدان الأخرى، التي تراوح فيها الفترة بين ‬10 و‬15 سنة».

وأكد سرحان أن «ذلك يدفع بالعوائد لكل من المستثمر والجهات الممولة لهذا الاستثمار، إضافة إلى توفيرها حالة من الاستقرار المالي لكل الأطراف».

وذكر أن «تكاتف كل القطاعات من شأنه العمل على زيادة عوامل الجذب السياحي، بدءاً من الطيران إلى مختلف الجهات العاملة في هذا الإطار، مستفيدة من الخدمة التي تنفرد بها دبي، التي تعد الأرقى من كل الجوانب مقارنة بالبلدان المتقدمة سياحياً مثل لندن ونيويورك».

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعتمد أخيراً رؤية دبي ‬2020 لتطوير القطاع السياحي، متضمنة سلسلة من الأهداف الطموحة، من أبرزها زيادة التدفقات السياحية إلى دبي، وصولاً إلى ‬20 مليون سائح بحلول مطلع العقد المقبل، وكذلك مضاعفة المساهمة السنوية للقطاع السياحي في الاقتصاد المحلي لدبي إلى ثلاثة أضعاف ما يتم تحقيقه حالياً من عائدات، وصولاً إلى ‬300 مليار درهم، وذلك عبر العمل على ثلاثة محاور، هي: تعزيز السياحة العائلية، وتحويل الإمارة مركزاً للفعاليات، وجعل دبي وجهة أولى للأعمال.

يشار إلى أن «الملتقى ‬2013»، المنعقد في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض حتى التاسع من مايو الجاري، يشارك في فعالياته ‬3000 جهة عارضة تمثل مختلف الهيئات الحكومية والشركات المعنية والمتخصصة في صناعة السياحة والسفر، ويقام على مساحة ‬22 ألف متر مربع.

«الخليجية والعائلية»

وتفصيلاً، قال الرئيس والرئيس التنفيذي في مجموعة «جميرا»، غيرالد لوليس، إن «دبي باتت من أهم المقاصد السياحية في العالم، إذ تدل الأرقام والإحصاءات على أن دبي من بين أكبر المدن التي تتم زيارتها في العالم، لما تتمتع به من مقومات جذب سياحي مهمة».

وبين أن «(رؤية دبي ‬2020)، التي ترتكز بشكل رئيس على السياحة، ستدعم تحول المدينة إلى مدينة سياحية من الطراز الأول، إلا أن هناك بعض المحاور التي يجب أن توضع في الاعتبار لدعم الحركة السياحية في الإمارة، أهمها: السياحة الخليجية، التي باتت تستحوذ على حصة مهمة من السائحين في دبي، فضلاً عن السياحة العائلية، وسياحة المؤتمرات»، مشيراً إلى أنه «يجب تقديم تسهيلات أخرى مثل الحجز الإلكتروني، وتصميم الباقات حسب الطلب، وتقديم العروض السياحية المخصصة لكل فصل وبأسعار تناسب كل وقت».

وأضاف أن «نجاح الإمارات في استضافة (إكسبو) سيزيد من الطلب على السفر في الإمارة، من حيث السياحة والتجارة والاقتصاد، الأمر الذي يرفع من حركة السفر، والطيران، والفنادق، ويدعم القطاع بشكل ملحوظ».

وقال لوليس إن «القطاع السياحي يمثل ‬9٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وساعد في توظيف أكثر من ‬255 مليون شخص أو بنسبة ‬7.8٪ من مختلف الأعمار والأجناس من جميع أنحاء العالم، وهو يعد أحد أهم القطاعات القليلة التي تنمو بشكل كبير سنوياً».

من جانبه، اتفق مدير المبيعات والتسويق في منتجع «بانيان تري»، جورج الهاشم، مع لوليس على أهمية تركيز دبي على جذب السياحتين الخليجية والعائلية لدعم تحقيق رؤيتها لعام ‬2020، إذ إن «أعداد السائحين الخليجيين القادمين إلى دبي تزداد عاماً بعد آخر، وباطراد، بينما تزيد السياحة العائلية المتنامية من أعداد السائحين وكذا حجم الإنفاق، ما يستلزم العمل على تحقيق متطلبات هاتين الشريحتين، وتوفير الوجهات والباقات السياحة التي تناسبهما، لضمان جذب المزيد من أفرادهما».

وذكر أنه «هناك عوامل أخرى يجب وضعها في الاعتبار، مثل زيادة الفعاليات الترفيهية خلال العام، لاسيما فصل الشتاء والربيع، وتقديم العروض المغرية والتخفيضات في فصل الصيف، الأمر الذي يضمن زيادة الأعداد في جميع أوقات العام، ويرفع من الحضور السياحي للإمارة».

استكمال المشروعات

من جهته، قال رئيس العمليات لدى شركة «هوسبيتالتي مانجمنت هولدينغ (إتش إم إتش)»، فريدريك بلشت، إنه «يمكن القول عموماً إن دبي فعلت كل ما يمكنها أن تفعله لتزيد من جاذبيتها السياحية، لاسيما تطوير البنية الأساسية من فنادق وشبكات اتصالات وطرق وغيرها، وكذا إنشاء واحدة من أكبر شركات الطيران العالمية (طيران الإمارات)، فضلاً عن تحفيزها سلاسل الفنادق العالمية وشركات السياحة على العمل، وتوافر المقومات السياحية المختلفة»، مؤكداً أن «دبي توجت جهودها في هذا المجال بسعيها لتنظيم (إكسبو ‬2020)، ما سيجذب المزيد من السائحين لها خلال السنوات المقبلة حال نجاحها في استضافته».

وأوضح بلشت أن «المطلوب من دبي لإتمام المشوار الناجح الذي بدأته، استكمال المشروعات التنموية والترفيهية التي أعلنت عنها، خصوصاً مشروع (دبي لاند)، الذي سيشكل بؤرة جذب سياحية لا يستهان بها عند اكتماله».

وأشار إلى أن «دبي مطالبة أيضاً بالحفاظ على سر نجاحها وجهة سياحية، الذي يتجلى في توفيرها البرامج السياحية لفئات السائحين كافة، من دون التركيز فقط على السياحة الفاخرة أو المعالم السياحية التي تتسم بالرفاهية»، لافتاً إلى أن «الحفاظ على حصة دبي الحالية في جميع الأسواق السياحية المصدّرة، والعمل على جذب المزيد من السياح من وجهات سياحية جديدة، سيسهمان في استمرارها وجهة سياحية مفضلة، لاسيما من الدول التي تشهد طفرة في عدد السائحين المسافرين، مثل الصين والأسواق الآسيوية الجديدة».

تنسيق الجهود

بدوره، قال المدير العام لفندق «رمادا داون تاون دبي»، وائل الباهي، إن «قطاع السياحة في الدولة بشكل عام، خصوصاً في دبي مستقر جداً ويتمتع بأداء مميز حتى الآن، وسجل فترة الربع الأول من عام ‬2013 معدلات إشغال عالية في معظم الفنادق فاقت ‬85٪».

وأضاف «لا شك أن العائد على الاستثمار هو الهدف الرئيس من الاستثمار في قطاع السياحة، فالفنادق ومراكز التسوق، والمعارض، والمتنزهات، والبنية التحتية هي التي تولد الحركة وترفع من الإيرادات والأرباح»، لافتاً إلى أن «العائد على الاستثمار في قطاع السياحة صحي جداً ومشجع لأنه يولد أرباحا عالية خلال فترة زمنية معقولة من تاريخ بداية الاستثمار».

وبين أن «البنية التحتية تعد من أهم عوامل الجذب السياحي، وهي تسير بشكل جيد وفي مكانها الصحيح، كما أنه يجب تكثيف ومواصلة الحملات التسويقية الهادفة في المنطقة وحول العالم، لأن الاستقرار والأمن والبنية التحتية وتنويع المنتج، هي من المعايير الرئيسة لجذب الزوار»، مشيراً إلى أن «الجهات الحكومية والطيران المدني تبذل جهوداً كبيرة وجبارة لتعزيز الوجهة».

أداء جيد

إلى ذلك، أفاد المدير العام لوكالة الفيصل للسفريات والسياحة، ياسين دياب، بأن «أداء القطاع السياحي جيد على مستوى الدولة، وفي إمارة دبي خصوصاً، نظراً لموقعها الاقتصادي المهم والتطور المطرد لمقوماتها السياحية بشكل يتناسب مع كل الجنسيات والفئات»، مبيناً أن «الجدوى الاستثمارية في القطاع السياحي ممتازة، خصوصاً في ظل الاستقرار والأمن، فضلاً عن أن العوائد المتأتية من الاستثمارات السياحية جيدة جداً».

وطالب دياب بتعزيز وزيادة عوامل الجذب السياحي، فمن خلال إيجاد هيئة اتحادية بقرار اتحادي، يكون لها نظام داخلي ملزم يوضع بعد دراسة وافية من خبراء المهنة، وحسب الأصول، وتكون قراراتها ملزمة لجميع مكاتب السفر والسياحة بالدولة من دون استثناء، وتعيين مندوبين لها بكل إمارة للمتابعة»، مشيراً إلى أن «هذا التنظيم سيبعد الدخلاء على المهنة المهرولين وراء الأرباح».

وأضاف أن «هذه الخطوة سترفع من مستويات الخدمة وتنظم السوق، من خلال أطر تلزم شركات السياحة بأعلى المعايير، لكي تؤدي دورها الحقيقي في الترويج للمنتج السياحي، لتجعل من الدولة ودبي نداً قوياً للوجهات السياحية العالمية كما هو الاقتصاد».

تعزيز الجهود

وقال الخبير والمستشار في قطاع الطيران، الدكتور خالد المزروعي، إن «أداء القطاع السياحي يزداد أهمية في الدولة عموماً، وفي دبي خصوصاً، نظراً لزيادة السياح والزوار الخليجيين والعرب والأجانب خلال السنوات الأخيرة الماضية».

وأضاف «بما أن القطاع السياحي يشكل جزءاً مهماً في الاستراتيجيات الاقتصادية للدول، وأحد أهم موارد الدخل الوطني فيها، تتضح لنا أهمية الاستثمار في هذا القطاع، ونحن في الإمارات نلاحظ أهمية القطاع عبر أمور كثيرة، منها على سبيل المثال ازدحام الفنادق بالكامل، وعدم توافر غرف فندقية خلال المواسم السياحية، على الرغم من وجود عدد كبير من الفنادق»، لافتاً إلى أنه «يجب ألا تنحصر الاستثمارات في الفنادق ومراكز التسوق، لكن يجب أن تصاحبها انسيابية في الحركة المرورية، وتوافر وسائل المواصلات الحديثة المتطابقة مع المواصفات البيئية الخضراء، إضافة إلى العديد من الخدمات الأخرى التي تشكل عملية جذب للسياح».

وأكد المزروعي أن «الاستثمارات السياحية تسهم في زيادة أعداد السياح، ومن ثم إيجاد وظائف جديدة على المستوى المحلي في الإمارات، كما تستفيد المطارات وشركات الطيران والفنادق وقطاع المواصلات الأرضية من النمو المتوقع جراء الاستثمارات». وحول المقترحات لزيادة الجذب السياحي أكد أنه «على الرغم من الجهود المخلصة التي يبذلها المجلس الوطني للسياحة في الدولة، وبعض الجهات الأخرى المعنية بقطاع السياحة، فإنه يجب أن يكون هناك تضافر للجهود، ومزيد من التنسيق بين الجهات المختصة، خصوصاً بين قطاعي الطيران والسياحة، مع العمل على توفير خطط استراتيجية اتحادية من شأنها زيادة دخل السياحة والاستحواذ عليها إقليمياً وعالمياً»، مضيفاً أنه «يجب أن تكون الاستثمارات السياحية مدروسة وأن تأتي بناء على استراتيجيات اتحادية، بدلاً من أن تكون محلية فقط، في ظل غياب التنسيق والتناغم في المشروعات السياحية على المستوى الاتحادي».

وبين أن «السياحة تشكل اليوم جزءاً رئيساً في استراتيجيات التنمية الاقتصادية العالمية، وتعد صاحبة الدخل الأقوى والأكبر للكثير من الدول، فبحسب (إياتا)، فإن صناعة السياحة أسهمت بنحو ‬6.57 تريليونات درهم في الاقتصاد العالمي العام المنصرم، ودعمت أكثر من ‬99 مليون فرصة عمل مباشرة عالمياً، أي ما يساوي ‬3.4٪ من مجموع الوظائف في العالم، ويتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة أن يوفر قطاع السياحة عالمياً أكثر من ‬120 مليون وظيفة في ‬2021».