“حرب الفستق”.. تزداد اشتعالاً بين أميركا وإيران

لعل أكثر ما تشتهر به إيران بجانب إمتلاكها النفط، هو زراعتها لـ”الفستق والزعفران” وصناعتها للسجاد بشكل خاص.

ويتفاخر الإيرانيون بأن تلك الأنواع من الزراعة والصناعة لا يمكن لأحد منافستهم فيها، بيد أن الشركات الأميركية لها رأي آخر في المنتج الأول “الفستق” وترى أن المنتج الأميركي أفضل بكثير.

وبحسب تقرير لصحيفة القبس الكويتية، فقد ظل هذا الصراع قائما منذ أكثر من 3 عقود، واشتعلت الحرب “الفستقية” بين البلدين.

ويقول التقرير “الأميركون ربحوا المعركة العام الماضي، بعد أن أزاحوا إيران من مكانها كأول منتج عالمي للفستق، وها هم يربحون المعركة هذا العام أيضاً، بعد أن انتجت الولايات المتحدة 250 ألف طن، مقابل 200 ألف طن لإيران، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.

الأميركان يتفوقون

ونجح الأميركيون في تجاوز الإيرانيين في عام 2008، بعد ان تسبب حظر تصدير المنتجات الإيرانية في تكبد الزراعة الإيرانية خسائر كبيرة، لكن هذه المرة لم يكن الانتصار لمصلحة الأميركيين بسبب العقوبات الدولية، وإنما بسبب تراجع العملة الايرانية (التومان).

يعتبر الفستق عنصراً أساسياً في الاقتصاد الإيراني ومصدر دخل لهم، ذلك أنه ثالث مدخول للعملة الصعبة بعد البترول والسجاد، وتصدر إيران 70% من انتاجها، مما يسمح لها بجني 1.5 مليار دولار سنوياً، نظير هذا الانتاج الذي يعمل فيه مئات الآلاف من الإيرانيين.

بدأت حرب الفستق بين البلدين في نهاية عام 1970، فبعد سقوط نظام الشاه، حظرت الولايات المتحدة صادرات الفستق الإيرانية بين عامي 1979، و1981 لكن المشكلة التي واجهت الحكومة الأميركية آنذاك هي ارتفاع استهلاك الاميركيين للفستق، مما دفعها إلى اتخاذ قرار لزراعته على أراضيها في كل من كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو، حيث الجو المناسب لتطور شجيرة الفستق.

فستق أميركا أصله إيراني

ومن سخرية القدر أن بذور الفستق التي زرعت في هذه الولايات الأميركية هي بذور أصلية إيرانية، استقدمها عالم النبات الأميركي ويليم وايتهاوس في ثلاثينات القرن الماضي. حين هرّب 10 كيلوغرامات من أفضل البذور، وهكذا أصبحت الولايات المتحدة منتجة لفستق كرمان، الذي يعتبر أرقى أنواع الفستق في ايران.

اتسم هذا الانتاج بسرعة، بطابع سياسي، ذلك أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى زعزعة استقرار الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني بين عامي 1989 و1997، ومعروف أن رفسنجاني بنى ثروة ضخمة من تجارة الفستق.

لقد كانت 3 عقود كافية للأميركيين، لتجاوز الانتاج الإيراني، بفضل لوبي الفستق القوي، الذي تمكن من فرض حظر جديد بين عامي 1987 و2000، ثم في 2010، على صادرات إيران من الفستق، مما سمح للولايات المتحدة بتصدير 65% من انتاجها.

خسرت صادرت ايران نصيبا كبيرا من السوق العالمي، بسبب الفستق الأميركي، بدءا من السوق الأميركي. ثم توالت الضربات بسبب العقوبات الدولية، حيث توقفت العديد من الدول الغربية عن استيراد الفستق الايراني، مفضلة استيراد الفستق الكاليفورني.

وإيران تواجه أيضا في أوروبا منافسة يونانية شرسة، ذلك أن الفستق اليوناني شبيه بالفستق التركي المعروف بطعمه الجيد هو الآخر، مما سمح برواجه خلال الفترة الاخيرة. وتسعى إيران إلى تسويق انتاجها من الفستق نحو الأسواق الناشئة كالصين وروسيا والهند، فيما تصدر جزءا معتبرا للشرق الأوسط.

 

المصدر: العربية