جمل يوتر العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد

أثارت خطة وزارة الخارجية الأميركية وضع تمثال جمل، دفعت 400 ألف دولار لشرائه، داخل سفارتها في إسلام آباد، أثارت مشكلة بين البلدين، فيما اتهم باكستانيون الحكومة الأميركية بأنها تجهل ثقافة وتراث بلدهم وأنها لا تفرّق بين الباكستانيين والعرب!.


ابتاعت وزارة الخارجية الأميركية تمثال الجمل، الذي صنعه الفنان جون بولديساري من الألياف الزجاجية، وسمّى عمله: “جمل يتأمل في إبرة”، في اطار مشروع رُصد له مليار دولار، من أجل تجديد السفارة الأميركية في إسلام آباد.

يستوحي العمل الفني كتاب الله في قوله “إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ”، وكذلك من إنجيل متى في قوله: “إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من دخول غني ملكوت السماء”.

خطأ حضاري؟
وقالت وزارة الخارجية الأميركية “إن الفن الشعبي، الذي سيُقدم في السفارة الجديدة، يجب أن يعكس قيم بلد إسلامي في الغالب” مثل باكستان.

لكن ردود أفعال الباكستانيين جاءت متسمة بالاستغراب. ونقلت صحيفة التايمز عن المحامي الباكستاني ياسر لطيف حمداني تساؤله عن علاقة تمثال الجمل بالثقافة الباكستانية. وقال حمداني: “نحن لسنا بلدًا صحراويًا”. وأضاف أن الأميركيين يخلطون بين الباكستانيين والعرب.

وطلب رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي في مجلس النواب جايسون شافيتز من وزير الخارجية جون كيري أن يقدم مبررات مقنعة للمشروع ولشراء أعمال فنية أخرى، وصف اقتناءَها بأنه “استخدام مشكوك فيه لأموال دافعي الضرائب”.

سفارات فنية
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية كريستين فوشي إن مقترح شراء تمثال الجمل جاء من مكتب “الفن في السفارات”، التابع للوزارة، وإن شراء الأعمال الفنية في المشاريع الإنشائية الجديدة لتحديث السفارات لا يمثل إلا نسبة ضئيلة، تبلغ نحو 0.5 في المئة من إجمالي الموارد المالية المرصودة لهذه المشاريع.

وقال التاجر الفني ستيفن باير، الذي تعاملت معه وزارة الخارجية بشأن شراء التمثال، “إن الحكومة فاتحتنا، وفوجئنا تمامًا بطبيعة الحال”. وأكد باير أن 400 ألف دولار سعر مخفَّض لمثل هذا العمل الفني، وأن هناك سوقًا فنية لمثل هذه الأسعار، فضلًا عن أن العمل من إنتاج واحد من أبرز الفنانين الأميركيين.

 

 

 

المصدر: إيلاف