جدل حيال تغيير «ياهـو» وصفها الرسمي إلى «شركة تقنيــة عالمية»

جدل حيال تغيير «ياهـو» وصفها الرسمي إلى «شركة تقنيــة عالمية»

 

تغيير «ياهو» وصفها الرسمي يشير إلى أن التقنية باتت في المقام الأول بالنسبة لها.
تغيير «ياهو» وصفها الرسمي يشير إلى أن التقنية باتت في المقام الأول بالنسبة لها.

أثارت شركة «ياهو» جدلاً في الأوساط الإعلامية بعد تعديل أجرته على وصفها الرسمي من «شركة وسائط رقمية» إلى «شركة تقنية عالمية».

وجاء هذا التعديل في التقرير السنوي، الذي قدمته الشركة إلى هيئة الأوراق المالية والتداولات الأميركية في بداية مارس ‬2013، وهو تقرير يتم تقديمه سنوياً للهيئة، ويقدم ملخصاً شاملاً عن أداء الشركات المساهمة العامة.

وذكر موقع «تك كرانش» الإخباري، أن هذا التقرير يعد الأول في عهد الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة «ياهو»، ماريسا ماير، التي على ما يبدو تسعى لوضع حد للجدل الطويل الدائر حول طبيعة «ياهو»، فيما إذا كانت شركة وسائط رقمية أو شركة تقنية.

وذكرت مراسلة «تك كرانش» في سان فرانسيسكو، كولين تايلور، أن «ماير حسمت هذا الجدل، وإن التقنية الآن تأتي في المقام الأول بالنسبة لـ(ياهو)، وذلك يتماشى مع خطوات الشركة الأخرى منذ أن تولت ماير رئاسة الشركة التنفيذية»، مشيرة إلى أنه «مع أن ما جرى هو تغير بسيط في الوصف، إلا أنه رمزي ومهم».

من جهة أخرى، وجه الكاتب والمحلل في شبكة «زي دي نت» الإخبارية، والمراسل السابق لصحيفة «فايننشال تايمز»، توم فورمسكي، انتقاداً لاذعاً لهذه الخطوة، لافتاً إلى أن «الوصف الجديد أبعد ما يكون عن طبيعة عمل (ياهو)»، مبرراً ذلك بأن «(ياهو) تستعين بتقنيات وسائط رقمية متطورة لنشر المحتوى الرقمي وإدارة الإعلانات».

وأوضح فورمسكي وجهة نظره بأن «الشركات التقنية تعمل على تطوير التقنيات وتبيعها، مثل (أوراكل) المتخصصة بقواعد البيانات، (إنتل) المتخصصة في صناعة المعالجات، و(سيلزفورس.كوم) المتخصصة في البرمجيات كخدمة»، متسائلاً عن التقنية التي يمكن شراؤها من «ياهو».

وأفاد بأن «(غوغل)، هي شركة وسائط رقمية، وكذلك (ايه أو إل) و(فيس بوك) و(تويتر) والمئات من الشركات الموجودة في منطقة وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية».

وتساءل في عنوان عريض عما إذا كان التغيير الذي أحدثته «ياهو» على وصفها الجديد يأتي في الوقت الخاطئ مجدداً.

وقال إن «(ياهو) أدركت أنها شركة وسائط رقمية منذ وقت بعيد وفي وقت مبكر، ووظفت تيري سيميل لشغل منصب الرئيس التنفيذي في عام ‬2001، وهو خبير في الوسائط الرقمية، والرئيس التنفيذي المشارك لشركة (تايم ورنر)، إلا أن ذلك كان خطأ فادحاً، لأنه كان من المبكر جداً التفكير في (ياهو) على أنها شركة وسائط رقمية (ميديا)، وأدى ذلك إلى تأخرها عن التطور الحاصل في تقنيات الوسائط الرقمية الرئيسة مثل تقنيات البحث».

وأشار أيضاً إلى أن «(ياهو) تخلت عن تقنيات الوسائط الرقمية مقابل القليل من المال، مثل ترخيص بروتوكول الدفع مقابل النقرة الواحدة إلى (غوغل)، الذي من دونه لم تكن قادرة على أن تكون شركة رابحة على حد تعبيره». وأشاد فرومسكي بسياسة «غوغل»، التي نعتها بأنها «ثعلب يتخفى في ثياب نعجة» في إشارة إلى سياستها الذكية، موضحاً أنه «في منتصف العقد الماضي أبرمت اتفاقات مع صحيفة (نيويورك تايمز) ودور النشر الكبرى الأخرى لإدارة إعلاناتهم الرقمية على الإنترنت، إذ كانت الصفحة الرئيسة من موقع (نيويورك تايمز) مملوءة بإعلانات تقدمها (غوغل)، غالباً مع رابط يشير إلى أنه في حال الرغبة في الإعلان في هذا الموقع فعليك النقر على هذا الرابط، الذي يؤدي بدوره مباشرة إلى موقع (غوغل)، وقد سلمت (نيويورك تايمز) معاملاتها الإعلانية مع متعامليها إلى (غوغل)، التي تعد بدورها شركة منافسة».

وقال «لو كانت (نيويورك تايمز) تعتبر (غوغل) شركة وسائط رقمية في ذلك الوقت، وهو ما كان صحيحاً، أعتقد أنها كانت تمهلت جداً قبل أن تدخل في مثل هذه الاتفاقات، إلا أن (غوغل) كانت تقدم نفسها على أنها شركة تقنية، وفي يومنا هذا، تنظر (نيويورك تايمز) وجميع ناشري الصحف إلى (غوغل) على أنها شركة وسائط متعددة وأنها شركة منافسة».

يشار إلى أن ماريسا ماير كانت أول مهندسة أنثى تعمل في «غوغل» عندما انضمت للشركة في عام ‬1999، وأسهمت في طرح عدد كبير من منتجات الشركة، بما فيها بريد «غوغل» الإلكتروني «جيميل»، وذلك قبل أن تنتقل لمنصب الرئيس التنفيذي لـ«ياهو» في أغسطس من العام الماضي ‬2012.