جاسم العون ـ يا صاحب السمو اعقلها وتوكل

عذراً يا صاحب السمو،،،

قد تعودنا وجبلنا دائماً من سموك والقيادة السياسية في سيرة الحكم، ومنذ ان زاولت العمل السياسي لمدة خمس وثلاثين سنة، أن تكون حواراتنا وجهاً لوجه، ولكن الأحداث المتسارعة على الساحة الكويتية وانشغال سموكم بمتابعتها جعلني أتوجه الى سموكم بهذه الرسالة عبر وسائل الإعلام، فعذراً يا صاحب السمو.

كنت دائم الترديد على مسامعنا في لقاءاتنا مع سموك الكلمة الخالدة لأمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه «لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها».

وها نحن يا صاحب السمو نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص، نقولها لهذه الأرض الطيبة، التي تربينا وتمرغنا في ترابها، ولهذا الشعب الكريم الأصيل، نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص لسموكم ولأسرة الحكم التي عاهدنا الله على الولاء لها فعلاً وقولاً بذلاً ونصيحة.

نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص إن الحكم قدركم، وان قدركم أن تكون رأس ذرية مبارك الصباح.

نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص، لأنها أمانة، ولأن الله تبارك وتعالى يقول في محكم تنزيله «ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، ولأن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص، لأن الدستور الكويتي حدد نظام الحكم في ذرية مبارك الصباح.

نعم يا صاحب السمو نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص، لأن قلوب أهل الكويت الطيبة فجعت واحترقت لوعة وحسرة وألماً على ما آلت إليه الأوضاع الحالية.

نقولها بكل صدق ومحبة وإخلاص بعد ان بلغ السيل الزبى وخوض بعرض وشرف وأمانة شريحة كبيرة من أهل الكويت.

نقولها بكل صدق ومحبة واخلاص ان آمال وانظار اهل الكويت، بعد الله عز وجل، متجهة الى سموكم بسرعة المبادرة باجتثاث هذه الفتنة التي كادت تعصف بهذا البلد الطيب.

نقولها بكل صدق ومحبة واخلاص، لاننا على يقين ومدركون ان سموكم وكبار اسرة الحكم على علم واف ان بطل ومهندس هذه الحالة هو احد ابناء اسرة الحكم.

نقولها بكل صدق ومحبة واخلاص انكم واسرة الحكم تعلمون جيداً ان المعارضة، والاغلبية تحديداً، ما كانت لتتحرك لولا ان وثائق ومستندات هذه الجريمة ان صحت – قد وصلت اليهم.

ولا عجب في وصفها بالجريمة، نعم يا صاحب السمو انها جريمة بحق الوطن، وتجاه الشعب والنظام الديموقراطي، فالذي حدث لا يخرج عن احد أمرين:

اما ان تكون هذه الاوراق والمستندات والوثائق صحيحة سليمة، وبالتالي يترتب على ذلك ان كل من تثبت عليه التهمة ممن ورد اسمه، ايا كانت صفته او نسبه، مجرم مرتش يستحق القصاص، وارجاع الاموال المنهوبة الى الخزانة العامة، ومكافأة وتقدير الذي رمى بكل الاعتبارات وتحمل تبعات كشفه هذه الجريمة بشجاعة وطنية، فتصدى للعبث بالمال العام وللتآمر على مقدرات الدولة وسلطاتها.

واما ان تكون هذه الاوراق والوثائق والمستندات مزورة اريد من خلال طرحها ونشرها تشويه اناس ابرياء طُعن في شرفهم وامانتهم بالباطل، فرُموا بافك اصابهم، وهي جريمة لا تغتفر، يتعين كذلك القصاص ممن استحل الطعن بذمم الناس وشرفهم.

وعلى ذلك نقولها بكل صدق ومحبة واخلاص يا صاحب السمو، ان مسؤولياتكم الدستورية والقانونية، وقبل هذا كله مسؤوليتكم امام جبار السموات والارض، ان تأخذ على يد الظالم، ايا كان موقعه أو صفته أو نسبه، دون أن تأخذك في الله لومة لائم.

ان الكويت يا صاحب السمو لا يمكن ان تتجاوز هذه المحنة، الا ان بادر سموك بتشكيل لجنة محايدة بعيدة عن اي سلطة لاي اسم او صفة تناولتها الاتهامات، تكون مهمتها البحث والتدقيق بتفاصيل الجريمة، ايا كان وجهها، وان تستعين بمن تراه في داخل الكويت او خارجها للوصول الى الحقيقة وكشفها ووضعها نقية ناصعة امام عين سموكم واهل الكويت.

يا صاحب السمو اعقلها وتوكل. ولا نملك الا ان نسأل العزيز القدير أن يشرح صدرك وصدورنا للحق، وان يهيئ لك البطانة الصالحة التي تعين على طاعته.