توزيعات «إعمار» تحدّد مسار الأسهم

محللون أكّدوا أن زيادتها تمنح السوق قوة.. وثباتها عند النسبة المقترحة يفقدها الزخم

توزيعات «إعمار» تحدّد مسار الأسهم

 

سوق دبي المالي أنهى تعاملات الأسبوع مرتفعاً ‬1.9٪.
سوق دبي المالي أنهى تعاملات الأسبوع مرتفعاً ‬1.9٪.

قال محللون ماليون إن أسواق الأسهم المحلية تترقب قرارات اجتماع الجمعية العمومية لشركة «إعمار العقارية»، والتي ستنعقد الثلاثاء المقبل، لتحديد مسارها في الفترة المقبلة، إذ ستكون التوزيعات عاملاً مؤثراً قوياً في تحرك سهم «إعمار» القيادي، ومن ثم الأسهم الأخرى بالتبعية.

وأوضح المحللون أنه بناء على توزيعات «إعمار» ستتخذ القرارات الاستثمارية لمعظم المستثمرين الأفراد فإذا نجحت «عمومية» الشركة في زيادة نسبة التوزيعات على ‬10٪ نقداً، فسيكون مردود ذلك على سهم «إعمار» وعلى الأسهم الباقية إيجابياً، أما إذا ظلت التوزيعات كما هي فقد يفقد السهم الزخم الذي يمكنه من الصعود ويتراجع، مؤكدين أن حالة الارتباط بين أداء الأسهم وتحركات «إعمار» لن تستمر طويلاً إذ ستصبح نتائج الأعمال هي المحدد لمسار المؤشرات في الفترة المقبلة، سواء صعوداً أو هبوطاً. وأشار المحللون إلى أنه على صعيد الاقتصاد الكلي لدولة الإمارات، أظهرت إحصائية رسمية وردت في تقريرين لمنظمة «أونكتاد»، التابعة للأمم المتحدة و«المؤسسة العربية لضمان الاستثمار»، أن الإمارات أكبر مصدر لرؤوس الأموال في العالم العربي خلال العقود الثلاثة الماضية، وأيضا هي ثاني أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية في العالم العربي بعد السعودية، لافتين كذلك إلى توقع مجموعة «سامبا» المالية نمو اقتصاد الإمارات بنسبة ‬3.3٪ خلال ‬2013 نتيجة ارتفاع الإنفاق الحكومي وبقاء أسعار النفط قوية، ونمو معظم القطاعات غير النفطية، خصوصاً في دبي.

توزيعات «إعمار»

تقارير دولية

ذكر مدير تحليل الأسهم في شركة مباشر للخدمات المالية، عصام عبدالعليم أن الأخبار المتعلقة بالاقتصاد الكلي لدولة الإمارات فقد أظهرت إحصائية رسمية خلال الأسبوع، أن الإمارات ضخت ‬55.5 مليار دولار (‬204 مليارات درهم)، على شكل استثمارات مباشرة في الأسواق العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية، ما جعلها أكبر مصدر لرؤوس الأموال في العالم العربي».

وقال إن «الإحصائية التي وردت في تقريرين لمنظمة (أونكتاد)، التابعة للأمم المتحدة و(المؤسسة العربية لضمان الاستثمار)، ومقرها الكويت، أوضحت أن الإمارات تلقت أيضاً ما يزيد على ‬85 مليار دولار (‬312.2 مليار درهم) على شكل استثمارات أجنبية مباشرة، خلال تلك الفترة، لتصبح ثاني أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية في العالم العربي بعد السعودية».

وأضاف كذلك توقع مجموعة «سامبا» المالية نمو اقتصاد الإمارات بنسبة ‬3.3٪ خلال ‬2013، نتيجة ارتفاع الإنفاق الحكومي وبقاء أسعار النفط قوية، ونمو معظم القطاعات غير النفطية، خصوصاً في دبي»، لافتاً إلى أن «البنك المركزي الإماراتي توصل لاتفاق مع البنوك حول سقف التمويل العقاري، من المتوقع تنفيذه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ويقضي بأن يصل التمويل إلى ‬80٪ من قيمة المنزل الأول للمواطنين الإماراتيين، و‬75٪ من قيمة المنزل الأول للمقيمين، بالإضافة إلى تحديد سقف التمويل العقاري للمنزلين الثاني والثالث عند ‬65٪ للمواطنين الإماراتيين، و‬60٪ للمقيمين».

وتفصيلاً قالت رئيسة قسم البحوث والدراسات المالية في شركة الفجر للأوراق المالية، مها كنز، إن «الأسواق المالية استكملت، الأسبوع الماضي، حالة الضعف في أحجام التداولات مع ميل الأسعار إلى الانخفاض في أولى جلسات الأسبوع»، عازية ذلك إلى «التذبذب الأفقي لسهم إعمار (بين ‬5.06 و‬5.20 دراهم)، ثم عودة النشاط إلى السهم بشكل تدريجي، بدءاً من جلسة الثلاثاء ليواصل السهم الارتفاع ويعوض أكثر من ‬50٪ من خسائره، خلال الفترة الماضية ويرتفع إلى مستويات ‬5.4 دراهم».

وتوقعت كنز، استمرار حالة الزخم على السهم في الأسبوع المقبل، ليعوض كامل ما خسره وذلك قبل موعد انعقاد الجمعية العمومية يوم الثلاثاء المقبل، مسوغة توقعاتها بحدوث عمليات مضاربة على السهم نتيجة احتمال رفع قيمة التوزيعات المقترحة من مجلس إدارة الشركة لهذا العام عن ‬10 فلوس للسهم خلال اجتماع الجمعية.

خسائر الشركات

وفي ما يخص إفصاحات الشركات المدرجة عن نتائجها المالية السنوية، التي جرت خلال الأسبوع المنقضي، أفادت كنز، بأن «شركة الخليج للملاحة سجلت خسائر بقيمة ‬147.8 مليون درهم في العام المالي ‬2012 ، مقابل خسارة قدرها ‬72.7 مليون درهم في عام ‬2011».

وأوضحت أن «صافي خسائر الشركة عن الربع الأخير من العام بلغت ما قيمته ‬119.2 مليون درهم، لتضاف إلى الخسائر التي منيت بها الشركة على مدار الفترات الفصلية الثلاث الأولى من العام والتي بلغ إجماليها ‬28.6 مليون درهم»، مشيرة إلى أن «الشركة أرجعت السبب في ارتفاع الخسائر إلى تخفيض قيمة الشهرة».

وأضافت كنز: «كما أعلنت الإسلامية العربية للتأمين عن تسجيلها خسائر قدرها ‬393.6 مليون درهم بنهاية عام ‬2012، مقارنة بأرباح قدرها ‬59.7 مليون درهم حققتها عام ‬2011».

وبينت أن «قيمة خسائر الشركة عن الربع الأخير من العام المالي وصلت إلى ‬272.5 مليون درهم، وعزته الشركة إلى ما تعرضت له إحدى شركاتها التابعة والعاملة بماليزيا، وذلك بسبب فيضانات تايلاند، والتي كانت واحدة من الكوارث الطبيعية الخمس الأكثر كلفة في التاريخ الحديث».

وذكرت أن «من الشركات التي أعلنت نتائج أعمالها، الأسبوع الماضي أيضاً الخليجية للاستثمارات العامة، التي أعلنت انخفاض خسائرها إلى ‬327.7 مليون درهم بنهاية عام ‬2012، مقارنة بخسائر قدرها ‬1078.1 مليون درهم، حققتها خلال الفترة نفسها من عام ‬2011»، مؤكدة أن من أهم العوامل الرئيسة التي أسهمت في تقليص الخسائر، هو نجاح الشركة في المحافظة على استقرار المبيعات مع تخفيض التكاليف التشغيلية، إضافة إلى انخفاض كلفة التمويل بشكل جوهري (بنسبة ‬50٪)».

ونبهت كنز، إلى أن «شركة الخليجية للاستثمارات العامة تمكنت من تحقيق تدفقات نقدية تشغيلية موجبة بقيمة ‬143.3 مليون درهم مقابل تدفقات تشغيلية سالبة بقيمة ‬26.5 مليون درهم عام ‬2011، وتالياً ساعدتها تلك التدفقات التشغيلية في سداد مديونيتها المستحقة عام ‬2012، بقيمة ‬69.5 مليون درهم، وجزء من مديونياتها المستحقة لعام ‬2013 بقيمة ‬25.3 مليون درهم».

وقالت إنه «وفقاً للموازنة التقديرية للشركة للعام ‬2013، فإن الشركة تتوقع تحقيق صافي أرباح يزيد على ‬200 مليون درهم، وهو ما نراه مقبولا في ظل استمرار محافظة الشركة على بقاء الإيرادات عند المستويات نفسها مع تقليص التكاليف، واستخدام حصيلة بيع جزء من الأصول في تطوير مشروعاتها العقارية»، لافتة إلى أن «الشركة أعلنت أيضاً عن بدء تنفيذ أربعة مشروعات عقارية جديدة في دبي، كما أفصحت عن بيع شركتين من أصل ‬27 شركة مملوكة لها، وأن حصيلة البيع ستدخل ضمن التدفقات النقدية لعام ‬2013».

أخبار إيجابية

ومن جهته، قال مدير تحليل الأسهم في شركة مباشر للخدمات المالية، عصام عبدالعليم، إن «مؤشر سوق أبوظبي أنهى تعاملات الأسبوع مرتفعاً بنسبة ‬1.4٪ (‬41.1 نقطة)، ليغلق على ‬3058.81 نقطة، كما أنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي تعاملات الأسبوع مرتفعا بنسبة ‬1.9٪ (‬35.5 نقطة)، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى ‬1880.42 نقطة»، موضحاً أن «قيم التداولات الأسبوعية سجلت ما يقارب الـ‬1.22 مليار درهم (بين ‬508 ملايين درهم لأبوظبي، و‬715 مليون درهم لدبي).

وأضاف أن «سوق دبي شهد ارتفاع سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة ‬8.5٪، ليغلق على ‬2.15 دراهم في نهاية الأسبوع، وذلك بعد قيام وكالة فيتش الدولية لخدمة المستثمرين بتثبيت تصنيف بنك دبي الإسلامي على الفئة ( A) من حيث المخاطر لإصداراته على المدى الطويل، وعلى الفئة ( B) من حيث الاعتمادية».

وأشار إلى أن «الوكالة الدولية بررت تثبيت التصنيف بأهمية البنك في قطاع البنوك بالإمارات، وارتفاع احتمالات حصوله على الدعم الحكومي، إذا اقتضى الأمر». ولفت إلى أن «من الأخبار الإيجابية التي تم إعلانها، الأسبوع الماضي، إعلان شركة إعمار العقارية عن خطتها لزيادة استثماراتها في السوق المصرية إلى ‬53 مليار جنيه، فضلاً عن خطتها لإنشاء مشروع ضخم مشابه لمول دبي في الرياض، خلال السنوات المقبلة»، مبيناً أنه «في ما يخص سوق أبوظبي فقد أعلنت إدارة السوق أن مؤشره العام ازداد بنسبة ‬14.99٪ في الربع الأول من العام الجاري، ما يمثل أعلى زيادة بين جميع أسواق المال العربية».

أسبوع الحسم

أما المحلل المالي مصطفى حسن، فقال إن «الأسبوع الجاري يعد أسبوع الحسم لتحديد مسار أسواق الأسهم في الفترة المقبلة، ولحين إعلان نتائج الربع الأول من العام المالي ‬2013، إذ ستحدد القرارات التي ستصدر عن اجتماع عمومية إعمار العقارية يوم الثلاثاء المقبل توجهات الأسهم ومؤشرات الأداء».

وفسر ذلك بأن «السوق تترقب توزيعات (إعمار)، وبناء عليها ستتخذ القرارات الاستثمارية لمعظم المستثمرين الأفراد فإذا نجحت (عمومية) الشركة في زيادة نسبة التوزيعات على التوزيعات المقترحة والبالغة ‬10٪ نقداً، فسيكون مردود ذلك على سهم (إعمار)، وعلى الأسهم الباقية إيجابيا، أما إذا ظلت التوزيعات كما هي فقد يفقد السهم الزخم الذي يمكنه من الصعود ويتراجع».