تساقط الشعر، ظاهرة طبيعية… مزعجة

تساقط الشعر، ظاهرة طبيعية… مزعجة

تساقط الشعر، ظاهرة طبيعية… مزعجة
تساقط الشعر، ظاهرة طبيعية… مزعجة

 

 

يعتبر تساقط الشعر والصلع مشكلة تزعج الكثير من الناس. وهي تتعلق أساسا بالجنس والهورمونات وغيرهما من العوامل. تحتوي بُصَيْلات الشعر على إنزيم ‘مختزلة ألفا 5’ (Alpha reductase deficiency‏-5) الذي يتفاعل مع هورمون التستوستيرون (Testosterone) الرِّجالي, فينتج عن هذا التفاعل هورمون جديد اسمه ‘ثنائي هيدروتيستوستيرون’ (DHT – Dihydrotestosterone) وهو أحد الأسباب الشائعة لظاهرة فقدان الشعر والصلع عند كلا الجنسين. لكن الواضح هو أن نسبة هورمون التستوستيرون (Testosterone) في الجسم -التي تختلف بين الرجال والنساء – تؤثر على تساقط الشعر والصلع. خلال المراحل الأولى من الحياة, تكون نسبة هورمون التستوستيرون لدى الرجل أعلى منها لدى النساء, ونتيجة لذلك, فمن الممكن أن يبدأ الصلع الرِّجالي قبل انتهاء سنوات الـ 20 من العمر. يُنْتِجُ جسم المرأة خلال هذه الفترة , كميات أكبر من هورمون الجنس الأنثوي, الإستروجين, وبالتالي فإنه يكون قادراً على تحييد وجود الـ DHT والتيستوستيرون. ومن هنا, يبرز تساقط الشعر لدى النساء, بالأساس, في سن انقاطع الطمث (سن اليأس), نتيجة لانخفاض كمية الإستروجين الذي لا يعود قادرًا على التعامل مع تأثير الـ DHT خلال هذه المرحلة من العمر. بالمقابل, هنالك أيضًا تغييرات فسيولوجية هامة أخرى, مثل الحمل أو الضغط النفسي, والتي من شأنها أن تسَرِّعُ وتيرة تساقط الشعر لدى النساء. كذلك, من الممكن أن ينجم تساقط الشعر أيضًا, عن أمراض جلدية نادرة. ولكن في هذه الحالة يحدث تساقط الشعر أيضًا في أماكن غير فروة الرأس. لا يزال السبب الأكثر انتشارا لتساقط الشعر, هو تأثير سوء التغذية. فنقص الفيتامينات B6 ,B12, وكذلك الزنك (التوتياء), المغنيزيوم, البروتين والبيوتين في النظام الغذائي اليومي, من الممكن أن يؤدي هو أيضًا لتساقط الشعر وليس التغيرات الهورمونية فقط. إمكانيات علاج تساقط الشعر اليوم, هنالك عدة إمكانيات لعلاج تساقط الشعر, لذلك من المهم التعرف على مسبب المشكلة والحصول على استشارة مهنية من أجل اتباع الحل الأكثر فاعلية. إحدى الطرق الشائعة لمعالجة المشكلة هي العلاج الدوائي. لكل دواء من الادوية المستخدمة في هذا المجال, آلية عمل خاصة به, ولكن العلاج بالدواء ليس مناسبا لجميع الناس, بل إن ضرره يكون, في بعض الأحيان, أكثر من فائدته. بالرغم من أن الأدوية تخضع للفحص الدقيق قبل أن يتم تسويقها للمستهلكين, لكن ليس هنالك أي دواء دون آثار جانبية, أو بمنأى عن التفاعلات بين الأدوية بحيث يكون بالإمكان استخدامه في كل الحالات الصحية. كذلك, وإلى جانب الأدوية, هنالك المكملات والإضافات الغذائية, الفيتامينات ومستحضرات طبيعية إضافية تسعى لمنع الصلع وتساقط الشعر. لكن للأسف, فحتى استخدام هذه المستحضرات الطبيعية لا يخلو من بعض المشاكل, فهي لا تخضع لإجراءات فحص مماثلة لتلك التي تخضع لها الأدوية قبل التسويق للمستهلكين, ولذلك إنها قد تنطوي على قدر غير قليل من المتاعب. هنالك طريقة أخرى لعلاج هذه المشكلة, ألا وهي العمليات الجراحية لزرع الشعر. من الممكن أن تساعد عملية زرع الشعر على مكافحة صلع الرجال. خلال العملية, تتم إزالة جزء من فروة الرأس, ثم يتم وضع جلد من فروة الرأس التي ينمو عليها الشعر مكان الجزء الذي تمت إزالته؛ لكن هنا أيضا لا بد لنا من التنبه إلى أن هذه الطريقة لا تخلوا من المخاطر هي الاخرى. المضاعفات المحتملة لعملية منع تساقط الشعر, هي الندوب والالتهابات. ينبغي التأكيد هنا, على أن هذه العمليات لا يجريها إلا طبيب مختص بالجراحات التجميلية أو طبيب جلد فقط. قد يكون استخدام الشعر المستعار (باروكة) أو إضافة الشعر, حلاً آخر للتغلب على تساقط الشعر والصلع. واليوم, هنالك أنواع عديدة من الشعر المستعار وإضافات الشعر المصنوعة من الشعر الطبيعي, بحيث يصبح من الصعب أن يلاحظ أي شخص أن هذا الشعر ليس شعرنا الطبيعي.