تحذيرات من تشريع الدستور التونسي «تسليح ميليشيات»

تجدد الاشتباكات بين الأمن ومحتجين على غلق معبر «رأس جدير»

تحذيرات من تشريع الدستور التونسي «تسليح ميليشيات»

 

 

حكومة الجبالي تواجه اعتصامات واحتجاجات في مناطق عدة
حكومة الجبالي تواجه اعتصامات واحتجاجات في مناطق عدة

حذرت منظمة غير حكومية من أن مسودة الدستور التونسي الجديد، الذي اعده المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان)، تفتح الباب امام «تسليح ميليشيات»، لا تنتمي للجيش او لجهاز الامن الوطني، فيما جرح ستة متظاهرين في مدينة بن قردان الحدودية، التي شهدت لليوم الثاني على التوالي، اشتباكات بين قوات الامن ومئات المحتجين الذين يطالبون بإعادة فتح نقطة عبور رأس جدير الى ليبيا اغلقتها طرابلس لأسباب غير معلومة.

وتفصيلاً، قالت «الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب»، في بيان ان الفصل ‬95 من مسودة الدستور «يشرع بصفة صريحة تسليح مجموعات لا تنتمي لا لسلك الامن الوطني، ولا لسلك الجيش أي بمعنى آخر ميليشيات مسلحة من شأنها ان تدخل تونس في دوامة عنف ونزاع مسلح».

وأضافت «نرجو ألا يكون ذلك تمهيدا لنهاية مريعة لتونس المدنية الحديثة المسالمة والمتمدنة».

وتهدف «الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب» الى «توثيق علاقات تونس بالدول الأورومتوسطية»، حسبما تقول في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

وتستعمل المعارضة ومنظمات اهلية تونسية اليوم عبارة «ميليشيات» عند الحديث عن «الرابطة الوطنية لحماية الثورة» غير الحكومية التي لها فروع في مختلف مناطق البلاد، والمحسوبة على حركة النهضة الاسلامية الحاكمة.

وتقول المعارضة ان رابطة حماية الثورة «ميليشيات اجرامية» تحركها حركة النهضة لضرب خصومها السياسيين، فيما تنفي الحركة هذه الاتهامات باستمرار.

وينص الفصل ‬95 من مسودة الدستور التونسي الجديد، على ان «الدولة وحدها التي تنشئ القوات المسلحة (الجيش) وقوات الامن الوطني، ولا يجوز انشاء تنظيمات او اجهزة مسلحة غير منضوية تحت الجيش الوطني أو الامن الوطني الا بمقتضى القانون».

وقالت الجمعية التونسية الاورومتوسطية للشباب «واجب علينا جميعا التصدي لهذا الفصل، وحصر التسلح للجيش والامن الوطنيين لا غير، واعتبار تهمة حمل السلاح خارج اطارهما جريمة ترقى الى درجة الخيانة العظمى».

ودعت الى تعديل الفصل ‬95، ليتضمن ان «الدولة وحدها التي تنشئ القوات المسلحة (الجيش) وقوات الامن الوطني، ولا يجوز انشاء تنظيمات او اجهزة مسلحة غير منضوية تحت الجيش الوطني أو الامن الوطني».

وجرح ستة متظاهرين، أمس، في مدينة بن قردان التونسية الحدودية التي تشهد لليوم الثاني على التوالي اشتباكات بين قوات الامن ومئات المحتجين الذين يطالبون بإعادة فتح نقطة عبور رئيسة الى ليبيا اغلقتها طرابلس لأسباب غير معلومة.

من ناحية أخرى، قال مراسل وكالة «فرانس برس» في منطقة بن قردان، ان قوات الامن اطلقت وبشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة، ونقل عن مصدر طبي ان ستة من المحتجين اصيبوا خلال الاشتباكات.

وتابع أن أغلب المدارس والمحال التجارية في بن قردان اغلقت بسبب تواصل أعمال العنف.

ويطالب سكان بن قردان الذين يعيشون اساساً على التجارة مع ليبيا، بفتح معبر «رأس جدير»، الذي يمثل نقطة العبور الرئيسة الى الجارة النفطية.

ونقلت وكالة الانباء التونسية عن معتمد بن قردان قوله ان قرار غلق المعبر قد يكون مرتبطا بحرق سكان غاضبين شاحنة سلع ليبية، بعدما قتلت في حادث سير، شاباً تونسياً بأحد طرق ولاية القصرين (وسط غرب).

يأتي ذلك في وقت بدأ سكان محافظة القصرين التونسية بوسط غرب البلاد «أسبوع الغضب» احتجاجا على تأخر التنمية والتشغيل في الجهة بعد عامين من اندلاع الثورة.

وأعلن نشطاء ومنظمات من المجتمع المدني في محافظة القصرين عن«أسبوع الغضب» منذ مطلع العام الجديد، ومن المنتظر أن يتوج، السبت المقبل، بمسيرة كبرى ينظمها الاتحاد الجهوي للشغل، بالتزامن مع إحياء الذكرى الثانية لاندلاع الثورة التونسية.