تأثيرات قهوة وسيجارة الصباح.. مجرد وهم

باحثون: لا علاقة لهما باستعادة النشاط في أول اليوم

تأثيرات قهوة وسيجارة الصباح.. مجرد وهم

تأثيرات قهوة وسيجارة الصباح.. مجرد وهم
تأثيرات قهوة وسيجارة الصباح.. مجرد وهم

«لا أستطيع بدء يومي من دون تناول فنجان من القهوة».. «أول شيء أفعله بعد الاستيقاظ هو البحث عن علبة السجائر».. «لا يمكنني التركيز من دون بدء اليوم بفنجان قهوة وسيجارة».. عبارات اعتاد أن يرددها من يعتمدون على السجائر والقهوة للشعور بالنشاط والتركيز، إذ يعتقد معظم عشاق القهوة والتدخين أن أول سيجارة، وفنجان قهوة في الصباح، لهما الفضل في الاستفاقة وبدء اليوم بنشاط، ولكنّ للعلم رأياً مختلفاً حول تأثير الكافيين والنيكوتين على جسم الإنسان في بداية اليوم، حيث توصلت أبحاث علمية إلى أن التأثيرات التحفيزية المفترضة للسجائر والقهوة، مجرد «وهم».

فعلى عكس ما يعتقد، لا يساعد أول فنجان قهوة يحتسيه الشخص على الاستيقاظ والاستفاقة، فإدمان الكافيين قوي لدرجة تجعل مستهلكيه لا يحصلون على منفعة حقيقية من أول فنجان يتناولونه في الصباح، وذلك وفقاً لما كشفته دراسة بريطانية.

أجرى باحثون من جامعة بريستول البريطانية دراسة على 379 شخصاً بين من لا يحتسون القهوة أبداً، أو بشكل قليل أو متوسط أو بنسبة عالية، وبين مجموعة لم تتناول القهوة لـ16 ساعة، إذ توصل القائمون على الدراسة إلى أن مدمني القهوة يطورون تجاهلاً تجاه الآثار التحفيزية للكافيين، ما يعني ان هذه المادة لا تؤدي إلى زيادة التنبيه والقدرة على التركيز لديهم، وإنما تجعلهم يعودون إلى حالتهم الطبيعية.

ويرى علماء النفس أنه على الرغم من أن مستهلكي القهوة بشكل مستمر يشعرون بالنشاط بعد تناولهم الكافيين في الصباح، فإن هذا الشعور في الحقيقة عبارة عن مجرد انعكاس لآثار التعب من انسحاب الكافيين الحاد من الجسم.

ويفتح هذا الأمر الباب أمام التساؤل عما إذا كان الشعور التحفيزي الذي يصل لمتناولي القهوة يتحقق مع الفنجان الثاني في الصباح.

ولم يتحقق العلماء من هذا الأمر بعد، ولكنهم يؤكدون أن «جزءاً من الشعور بالنشاط الذي يسببه الكافيين، قد يكون ناجماً عن الزيادة الطفيفة في الشعور بالقلق الناتج عن هذه المادة»، بحسب بيتر روجرز من قسم علم النفس التجريبي في جامعة بريستول ومدير الدراسة.

في ما يخص التدخين، توصلت دراسة أخرى إلى أن السيجارة «الصباحية» هي أكثر سجائر اليوم ضرراً على المدخنين.

وأشارت دراسة أجراها باحثون في جامعة بين ستيت الأميركية بعدما قاموا بقياس مستويات منتج ثانوي للنيكوتين يعكس خطر الإصابة بسرطان الرئتين، إلى أن المدخنين الذين يعتادون التدخين عند الاستيقاظ من النوم مباشرة، لديهم مستويات اعلى من النيكوتين مقارنة بالذين ينتظرون حتى تناول وجبة الإفطار.

وفي المقابل، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين ينتظرون نصف ساعة بعد الاستيقاظ للتدخين لديهم نسب أقل من الكوتينين، وهي مادة تنتج عن التحول الكيميائي الذي يحدث للنيكوتين في الجسم، بغض النظر عن عدد السجائر التي تم تدخينها. وأكد مدير الدراسة، جوشوا موسكات، ان من يدخنون عند الاستيقاظ من النوم يضطرون إلى اتباع استراتيجيات أكثر صرامة وقت الإقلاع عن التدخين.