النزاع السوري يحصد أكـثر من ‬45 ألف شخص

‬20 قتيلاً بينهم ‬8 أطفال و‬3 نساء في قصف عسكري.. وتجدد الاشتــباكات في مخيم اليرموك

النزاع السوري يحصد أكـثر من ‬45 ألف شخص

لقطة من شريط فيديو لمجزرة مزارع قرية القحطانية التي قتل فيهــــا أطفال ونساء.
لقطة من شريط فيديو لمجزرة مزارع قرية القحطانية التي قتل فيهــــا أطفال ونساء.

 

حصد النزاع المستمر في سورية منذ ‬21 شهراً أكثر من ‬45 ألف قتيل، فيما قتل، أمس، اكثر من ‬20 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في قصف للقوات النظامية على محافظة الرقة في شمال البلاد، فيما تجددت، الليلة قبل الماضية، الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بعد ايام من توقفها، اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له.

وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان «استشهد ما لا يقل عن ‬20 مواطناً، بينهم ثمانية اطفال وثلاث نساء، اثر قصف مصدره القوات النظامية السورية، تعرضت له مزارع قرية القحطانية»، الواقعة الى الغرب من مدينة الرقة في شمال البلاد.

وأظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب»، عدداً من الجثث بعضها لأطفال بدت عليها بقع دماء في غرفة لم يحدد مكانها، ووضعت على بعض هذه الجثث اغطية بيضاء وغطيت اخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء ابيض يقوم بتغطية جثث اخرى.

وأكد ناشطون على صفحة «شبكة اخبار الرقة» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، «سقوط جرحى بالعشرات في مزرعة القحطانية، وعائلة بكاملها غرب المدينة»، مشيرين الى ان «اسعافهم يتم الى المشافي بالدراجات النارية، لعدم توافر السيارات والمحروقات». وكان المرصد أفاد في وقت سابق بتعرض قرى مزرعة يعرب وربيعة والقحطانية للقصف من القوات النظامية السورية.

وشهدت الرقة في الأشهر الماضية تصاعداً في اعمال العنف، مع محاولة المقاتلين المعارضين السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا. وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع وكالة «فرانس برس»، أن ضحايا، أمس، هم من المزارعين. ويضاف قتلى القحطانية الى ‬45.048 شخصا قضوا منذ منتصف مارس ‬2011، في اعمال عنف في سورية.

وافاد عبدالرحمن بأن ‬31 الفاً و‬544 مدنياً، و‬1511 جندياً منشقاً، و‬11217 عنصراً من القوات النظامية قتلوا جراء النزاع، اضافة الى ‬776 قتيلاً مجهولي الهوية، علما بأن المرصد يدرج بين المدنيين، السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.

وأوضح أن هذه الأعداد «هي التي تمكنا من توثيقها، والأكيد ان الارقام الفعلية هي اعلى، بسبب عدم معرفتنا بمصير الآلاف من المفقودين داخل المعتقلات السورية من مدنيين وعسكريين».

وأشار إلى أن «أعداد القتلى في صفوف القوات النظامية والمقاتلين المعارضين هي اعلى، بسبب تكتم الطرفين على خسائرهما الحقيقية، للحفاظ على معنويات أفرادهما». ولا يحصي المرصد المقاتلين الاجانب الذين يعلن في بلادهم عن مقتلهم في سورية.

كذلك، لا تشمل الارقام «المجموعات المسلحة التي كانت تقمع التظاهرات في بداية الثورة» منتصف مارس ‬2011، في اشارة الى «الشبيحة»، وهم افراد الميليشيات الموالية للنظام. وقال عبدالرحمن انه «في حال تم التحقيق في مصير كل هؤلاء، فإن الحصيلة الاجمالية للقتلى قد تتخطى الـ‬100 الف شخص».

ميدانياً، تجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بعد توقفها اثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام والموالين له، بحسب المرصد.

ودارت الاشتباكات بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس الاسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، واستمرت من ليل الثلاثاء حتى ساعات الفجر الاولى، أمس، بحسب ما أوضح عبدالرحمن.

وتعرض المخيم للمرة الاولى لغارات جوية الاسبوع الماضي، تزامناً مع اشتباكات في عدد من احيائه دفعت نحو ‬100 الف من سكانه (من ‬150 ألفا) الى مغادرته. وعاد الآلاف منهم بدءاً من الخميس الماضي، مع الحديث عن اتفاق لسحب المسلحين وتحييد المخيم في النزاع.

وأفادت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام، ان الاشتباكات استؤنفت «بعد عودة المسلحين» الى المخيم، وانها ادت الى «نزوح الاهالي مرة ثانية».

وتخوف عبدالرحمن من وجود «مخطط لإبقاء اليرموك ضمن النزاع السوري، ما قد يتسبب بنزوح عدد كبير من سكانه، او فقدان الكثير من الأرواح بسبب الاكتظاظ السكاني» في مخيم هو الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سورية، ويقطن فيه كذلك عدد كبير من السوريين.

وتحدث المرصد ايضا عن سقوط قذائف، الليلة قبل الماضية، في محيط اليرموك، تزامناً مع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي التضامن المجاور له.

وفي محافظة حماة (وسط)، اشار المرصد الى ان القوات النظامية «استعادت السيطرة على قرى معان والزغبة والطليسية»، التي تقطنها أغلبية علوية.

وفي إدلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف، الذي يحاصره مقاتلون بعضهم اسلاميون منذ نحو شهرين، بحسب المرصد، الذي نقل عن ناشطين ان المقاتلين «فخخوا جرافة بأطنان من المتفجرات وأرسلوها الى داخل المعسكر»، حيث انفجرت.

وادت اعمال العنف، أول من أمس، الى مقتل ‬149 شخصاً، بحسب المرصد.