«المنشّطات» تهدّد أرمسترونغ بخسارة 10 ملايين يورو

يتوقع تجريده من كل ألقابه ما بين 1998 و2010

«المنشّطات» تهدّد أرمسترونغ بخسارة 10 ملايين يورو

أرمسترونغ أشهر دراج في تاريخ اللعبة.
أرمسترونغ أشهر دراج في تاريخ اللعبة.

يعيش الدراج الأميركي لانس أرمسترونغ «زمن الانهيار»، فمن «ضلل» وفريق عمله الرأي العام وعالم الدراجات الهوائية اعواماً طويلة، اضحى هدفاً لصفعات متتالية يتلقاها، وتحولت نظرة التقدير والاعجاب بشخصه وانجازاته الى بيانات منددة بافعاله البعيدة عن «الاخلاق الرياضية». واتفق الجميع على ان ارمسترونغ (41 عاما)، بطل دورة فرنسا سبع مرات (1999 – 2005)، اعتمد «برنامج التنشط الاكثر تعقيداً في تاريخ الرياضة» في ضوء التقرير الضخم الذي اصدرته الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات «يوسادا» (1000 صفحة)، فصلت فيه أدلة، وضمنته شهادات ووثائق واثباتات جمعتها من 26 شخصاً من اقرب المقربين الى «المتهم»، بينهم 11 دراجاً من زملائه السابقين، وزوجته السابقة كريستين التي تعتبر العنصر الابرز في الحملة ضده، علما ان الفحوص التي اجريت له خلال مسيرته منذ شفائه من سرطان في المحلب، لم تثبت قط تناوله منشطات.

اختبار كشف الكذب

الفضيحة تعصف بتاريخ ارمسترونغ المتمسك ببراءته، وقد يخضع لاختبار كشف الكذب للدفاع عن نفسه جراء «ما يتعرض له من تلفيق»، كما اكد محاميه تيموثي هيرمان، لافتا الى ان مثل هذا الاختبار« قد يكون خياراً»، وسنقبل بالنتيجة إذا ما وافق الشهود الذين يتهمون ارمسترونغ بالخضوع لهذا الاختبار ايضا»، لاسيما في ظل وجود معدات متطورة تدار بشكل صحيح. وارمسترونغ، الاب لخمسة اولاد، اعتزل عام ،2005 ثم استأنف المنافسة عام 2009 من دون ان يحرز القابا جديدة. وعلاقته مع وسائل الاعلام شابتها سقطات كثيرة، لاسيما عندما كانت تشير الى شكوك تتعلق بتألقه الدائم وتعزو سر ذلك الى المنشطات، ومنها ما تناولته صحيفة «صنداي تايمز» في هذا الشأن في مقال نشر عام ،2004 قبل التوصل الى صيغة تسوية معه، تقضي بعدم نشرها معلومات اضافية. لكن التطورات المتسارعة قد تشجع ادارتها على المطالبة بتعويض مقداره 770 الف يورو، بحجة هجومه على الصحيفة واثنين من محرريها.

ومن المتوقع ان تحذف نتائجه كلها بين العامين 1998 و،2010 وسيخسر نحو 10 ملايين يورو كان يتلقاها من داعمين ومعلنين ورعاة «آمنوا» برسالته وآزروا جمعيته «لايفسترونغ» لمكافحة السرطان، علماً ان ثروته تقدر بـ96 مليون يورو.

وكانت الوكالة اصدرت تقريراً رسمياً، في أغسطس الماضي، حظرت فيه على ارمسترونغ المشاركة في السباقات مدى الحياة، وجردته من القابه في دورة فرنسا، بعد اختياره عدم الرد على الاتهامات التي وجهت إليه بتعاطي المنشطات. قبل ايام تخلّى عن ارمسترونغ فجأة الاطراف الاساسيون الذين يرعون نشاطه، وهم شركة «نايكي» للادوات الرياضية، وصانع الدراجات «تريك»، وصانع الجعة «انهوزر بوش»، كما اعلنت شركة «جيرو هلمتز» للخوذات توقفها عن تمويله.

ولن تجدد «إف آر إس» لمشروبات الطاقة الصحية عقد رعايته. واكدت «نايكي» و«تريك» و«انهوزر – بوش» استمرار تقديمها هبات للجمعية. لكن «نايكي» قطعت ابارمسترونغ التي تعود الى عام ،1996 بحجة انه ضللها طوال اكثر من 10 سنين، استناداً الى ما ورد في تقرير الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات.

وكان ارمسترونغ حظي بعقود رعاية من نايكي قيمتها ستة ملايين يورو. والمستجدات الاخيرة ستفتح في وجهه جبهات قضائية اخرى، في ضوء الحملة لوضع حد «لمن أمعن في السرقة والغش على مدى 15 عاماً».

واتضح ان ما حصله الدراج الاميركي من جوائز في دورة فرنسا يبلغ 2.95 مليون يورو، فضلاً عن 100 الف يورو من سباقات اخرى و5.8 ملايين يورو من شركة تأمين ضد اخطار الرياضة على شكل عائدات وحوافز وارباح، الى 16.1 مليون يورو غرامات متوقعة بسبب انكاره وعدم قوله الحقيقة خلال التحقيق، ومنها انه لم يتصل بالطبيب ميكايلي فيراري، الرأس الكبير في عالم التنشط، منذ عام ،2004 علماً ان المستندات والمراسلات والفواتير تظهر انه سدد له بين العامين 1996 و2006 مبلغ مليون و29754 دولارا بدل أتعاب. وكان يطلق عليه اسماً حركياً هو «شومي» (تيمناً بسائق فيراري وقتذاك البطل الالماني ميكايل شوماخر)، أما الصلة المستترة بين الطرفين فكان ستيفانو نجل الطبيب فيراري.