المصريون يجهلون اسم رئيسهم المؤقت

 بسبب عدم ظهوره الإعلامي وغياب أي دور سياسي له طوال تاريخه، لا يعرف قطاع كبير من المصريين، يصل إلى النصف اسم رئيسهم المؤقت عدلي منصور، في حين يجهل الغالبية العظمى من المصريين في الريف والصعيد اسمه تماماً، بخلاف وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبره غالبية المصريين بطلاً قومياً، ويشبهونه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويضعونه صوره في منازلهم ومحالهم التجارية، ويعتقدون أنهم الحاكم الفعلي للبلاد، وليس منصور.

واستطلعت “إيلاف” عينة عشوائية من المصريين من الفئات الدنيا في القاهرة والجيزة، وسألتهم عن مدى معرفتهم باسم الرئس المؤقت، وكانت الإجابة بالنفي مطلقا أو أنهم يعرفون ان اسمه “عدلي”، أو أن “اسمه حاجة منصور”، وحول معرفتهم بتاريخه السياسي أو القضائي، أكد أفراد العينة أنهم لا يعرفون أية معلومات عنه سوى أنه كان يعمل قاضياً.

وقالت نهاد عبد الحميد، وهي بائعة للخبر في ميدان الدقي، عندها سؤالها عن مدى عرفتها باسم رئيس الجمورية المؤقت: “السيسي”، وعندما أوضحنا أن السيسي هو وزير الدفاع، قالت: “أنا معرفش غيره”، وأضافت متسائلة: “مش هو (السيسي) اللي شال مرسي؟ هو فيه حد تاني بيحكم غيره؟

السيسي “البرنس”

وقال محمد عادل، بائع فاكهة في سوق سليمان جوهر لـ “إيلاف”: “أنا عارف، هو راجل عريض كده وعليها هيبة، واسمه عدلي حاجة.. عدلي أيوب؟ ثم أمسك برأسه برهة، ثم قال: “عدلي منصور، والله ما كنت عارف اسمه، بس افتكرت أني شفته في التلفزيون، وسمعت كلامه شوية.. بس باين عليه راجل محترم”، وأضاف مادحاً وزير الدفاع: “لكن السيسي هو البرنس، مفيش كلام”.

وفي ميدان الجيزة، كان محمد يقف أمام محل لبيع الأحذية، وقال: “مش فارقة كتير، اني أعرف اسم الرئيس المؤقت، المهم أنه يعمل حاجة للبلد، والأحوال تمشي، والناس تشوف أكل عيشها، ساعتها كل الناس هتهتف باسمه”، وأضاف، بينما كان يشير بيديه إلى الميدان قبل بدء حظر التجوال بنحو نصف ساعة، والمصريون يتسارعون للعودة إلى منازلهم، وقال: “الناس بقت بتنام من المغرب زي الفراخ ( الدواجن)، وحركة البيع والشراء واقفة، ومن كتر الهم نسيت اسامي عيالي”، وواصل: “والله أنا خايف أنسى أسمي أنا كمان”.

قاضي محنك ورئيس قدري

حصل عدلي منصور، على ليسانس الحقوق في جامعة القاهرة، العام 1967 ودبلوم القانون العام والعلوم الإدارية من نفس الكلية عامي 1969 و1970. وأوفد إلى العاصمة الفرنسية باريس في منحة دراسية بمعهد الإدارة العامة خلال الفترة من سبتمبر 1975 إلى يناير 1977. وعمل مستشارا قانونيا لوزارة التجارة بالمملكة العربية السعودية، خلال الفترة من 1983 إلى 1990. ورقي الى منصب نائب رئيس مجلس الدولة، ونائباً لرئيس المحكمة الدستورية العليا، في العام 1992. وندب مستشارا بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، في غير أوقات العمل الرسمية عام 1990 وحتى عام 1992.

ولعبت الأقدار دورها معه، ليصبح رئيساً مؤقتاً لمصر، في اليوم نفسه الذي تولي فيه منصبه كرئيس للمحكمة الدستورية العليا، خلفاً للمستشار ماهر البحيري، الذي أحيل للتقاعد في 30 حزيران (يونيو) الماضي، ليتعرف الشعب المصرية عليه للمرة الأولى، إلا أن ندرة ظهوره الإعلامي، وغلبة نجم عبد الفتاح السيسي، جعلت معظم المصريين، لا يتذكرون اسمه جيداً، ويعتقدون أن السيسي هو الحاكم الفعلي للبلاد، لاسيما أن الجيش يحكم قبضته على الأمور حالياً، وتنتشر دباباته وضباطه وأفراده في الشوارع والميادين.

49% يجهلون اسمه

وأظهر إستطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة”، في نهاية شهر يوليوم تموز الماضي، 49% من المصريين يجهلون اسم رئيس الجمهورية المؤقت، مشيراً إلى أن 5% لا يعرفون الاسم لكنهم يعرفون أنه يشغل منصب رئيس المحكمة الدستورية، فيما قال 44% منهم أنهم لا يعرفون اسم الرئيس المؤقت أو ذكروا اسمه بطريقة خاطئة”.

 وشمل الإستطلاع 2214 مصرياً، ذكر 51% منهم اسم الرئيس المؤقت بشكل صحيح. وقال ماجد عثمان مدير المركز، إن نسبة الذين لا يعرفون اسم رئيس الجمهورية المؤقت تصل الى 35% في الحضر، مشيراً إلى أنها تتراوح ما بين  51 و52% في الوجهين البحري والقبلي.

الإناث الأكثر جهلاً باسم منصور

وأفادت نتائج الإستطلاع أن الذكور أكثر معرفة باسم رئيس الجمهورية بنسبة 31%، مقابل 56% للإناث، مشيرة إلى أن المستوى التعليمي له تأثير واضح على المعرفة باسم رئيس الجمهورية. وأوضحت النتائج أن 61% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط، يجهلون اسم الرئيس المؤقت، بينما انخفضت النسبة إلى 11% بين الحاصلين على تعليم جامعي أو فوق الجامعي.

“عدلي أيوب” يثير السخرية

وأثار خطأ النائب السابق مصطفى بكري، في ذكر اسم رئيس الجمهورية المؤقت مرتين عبر حسابه على موقع توتير موجة من السخرية في اوساط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب الاسم “عدلي أيوب، بدلاً من عدلي منصور”.

وكتب بكري على حسابه تعليقاً على حوار منصور للتلفزيون المصري: “الفارق بين حديث الرئيس عدلي أيوب وبين خطب وأحاديث محمد مرسي أن الأول تحدث كرجل دولة والآخر كان يتحدث بلغة رئيس العصابة التي اسماها الأهل والعشيرة”.

وأضاف في تغريدة أخرى، كاتباً اسم الرئيس المؤقت بطريقة خاطئة للمرة الثانية: “حديث الرئيس أيوب كلام يشرف به كل مصري وحديث مرسي كان عبارة عن وصلة من الردح والشتائم”. وعدلي أيوب رجل أعمال قبطي مصري.  وتدارك بكري المعروف بقربة من المؤسسة العسكرية المصرية، خطأه وقدم أعتذراً، وكتب: بتويته: “معذرة أعتذر عن الخطأ في اسم السيد الرئيس عدلي منصور”.

وأشعل خطأ بكري الكثير من التعليقات الساخرة والناقدة، ومنها: ” كلنا كذلك”، ” هههههه تلاقي المؤقت نفسه مش عارف اسمه”، “اعتقد الموضوع دا متعمد علشان يفضل المؤقت على جمب ويبئا السيسى هو الكل فى الكل”، “ما كان قال صبري ايوب احسن عشان احنا صبرنا عليهم كتير اوي”، “كويس انه افتكر يقول عدلي”، ” حتى الانقلابيون لا يعرفون اسمه”، “كلهم طراطير”، “وهوا مين عارفه اساسا”، “هو شبه عم ايوب”، “عاااااادي ولا اي اندهاش”.

 

 

المصدر: ايلاف