المدارس الحكومية تتفوّق على الخـــاصة في رضا ذوي الطلبة

أكثر الشكاوى من الدروس الخصوصية وطول اليوم الدراسي وعدم فاعلية أدوات التقويم

المدارس الحكومية تتفوّق على الخـــاصة في رضا ذوي الطلبة

 

المدارس الحكومية تقدّمت على الخاصة في درجة الاهتمام بتدريس اللـغة العربية.
المدارس الحكومية تقدّمت على الخاصة في درجة الاهتمام بتدريس اللـغة العربية.

أعلن مجلس أبوظبي للتعليم، عن نتائج الاستبيان، الذي نفذه أخيرا، والخاص بقياس درجة رضا ذوي الطلبة عن جودة التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في أبوظبي، إذ تبين أن المدارس الحكومية تتفوق على الخاصة في رضا ذوي الطلبة، وكانت أكثر الشكاوى من الدروس الخصوصية، وطول اليوم الدراسي، وعدم فاعلية أدوات التقويم.

وأكد مدير عام المجلس، الدكتور مغير الخييلي، أن المجلس تعامل مع نتائج وتوصيات الاستبيان بكل شفافية وموضوعية، مشيرا إلى أنه «اتخذ العديد من القرارات المهمة، التي جاءت بناءً على هذه النتائج والتوصيات، إضافة إلى حرص المجلس على التعامل مع نتائج الاستطلاعات التي أجراها كافة بمثل هذه الطريقة وهذا النهج نفسه».

ارتفاع الرسوم

شكا ذوو طلبة في مدارس خاصة مشكلة ارتفاع الرسوم، مشيرين إلى أنه لا يوجد توافق بين ما يدفعونه من رسوم وما يقدم لأبنائهم من تعليم، فضلاً عن لجوء بعض المدارس الخاصة إلى اتباع طرق ملتوية في تحصيل رسوم إضافية، كما شكوا نوعية الأغذية التي تقدم إلى أبنائهم في المقاصف، وتسببها في التسمم والسمنة، مطالبين بضرورة وضع معايير صارمة تضمن تناول أبنائهم أغذية صحية متوازنة، تجنبهم السمنة والأمراض وحالات التسمم.

فيما شكا ذوو طلبة نظاميين قضية الدروس الخصوصية وإثقالها كواهلهم، خصوصاً في ظل استغلال بعض المدارس والمدرسين حاجة الطالب إلى التعليم وتحسين التحصيل، وربطوا بين هذه القضية وبين جودة التعليم الذي يقدم إلى لأأبنائهم في المدارس، وعدم فاعلية أدوات التقويم المستخدمة بصورتها الحالية، وأنها تعطي تقييماً غير حقيقي، ومؤشرات غير واقعية عن مستويات أبنائهم التعليمية. وأظهر الاستبيان تكرار الشكاوى من طول اليوم الدراسي، والفصول الدراسية الثلاثة، وكثرة الامتحانات ومتطلبات التقويم المستمر، مقابل قلة في الأنشطة الإضافية التي يحتاج إليها الطالب.

وأكد الخييلي أن هذا الأمر يأتي انطلاقاً من إيماننا بأهمية دور الأسرة كشريك للمجلس، وأنه صاحب الدور الأساسي في إعداد الأبناء للمستقبل والحياة، وتهيئتهم لذلك قبل المدرسة بخطواتٍ وسنواتٍ عدة، لتسـتمر هذه الرعاية في ما بعد، وتتكامل مع الدور الذي تؤديه المدرسة في سبيل ذلك.

وشدد على اهتمام المجلس بجميع القطاعات والمدارس، على مختلف مناهجها وتبعيتها، وتركيزه الدائم على تطوير التعليم نحو الأفضل، وأن الجميع شركاء في العملية التعليمية، تخطيطاً وتنفيذاً وتقييماً، وأن هذه العملية لا تكتمل إلا بتكامل أدوار جميع الأطراف ذات العلاقة، مؤكدا أن ذلك يأتي في إطار السياسة التي يعتمدها المجلس من أجل الوصول بالتعليم في إمارة أبوظبي إلى مصاف العالمية، ولتكون مخرجات العملية التعليمية ملبيةً احتياجات الإمارة، التي تتوافق وسوق العمل ومتطلبات التنمية فيها.

وأوضحت نتائج الاستبيان، الذي شارك فيه ‬62٪ من مجموع ذوي الطلبة في المدارس الحكومية، و‬38٪ في الخاصة، تفوق المدارس الحكومية على الخاصة في رضا ذوي الطلبة، إذ تقدمت الأولى على الثانية في درجة الاهتمام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، ففي حين كانت درجة رضا ذوي طلبة المدارس الحكومية عن تدريس اللغة العربية ‬81.0٪، والتربية الإسلامية ‬84.0٪، كانت للمدارس الخاصة ‬74.6٪ و‬77.2٪ للغة العربية والتربية الإسلامية على التوالي، وفي المقابل تقدمت المدارس الخاصة على المدارس الحكومية في درجة الاهتمام بتدريس مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، ففي حين كانت درجة رضا ذوي طلبة المدارس الخاصة عن مستوى تدريس هذه المواد على التوالي ‬82.0٪، و‬81.4٪، و‬82.0٪، كانت للمدارس الحكومية ‬77.8٪، و‬76.0٪، و‬76.2٪ فقط، وعلى التوالي أيضاً.

وتقدمت المدارس الحكومية على الخاصة في ما يخص محاولة إشراك ذوي الطلبة في صناعة القرار المدرسي، وذلك من خلال مجالس الآباء والأمهات بدرجة رضا بلغت ‬70.6٪ للحكومية، مقابل ‬64.7٪ للخاصة، وبالمقابل تقدمت المدارس الخاصة على الحكومية بخصوص إبقاء ذوي الطلبة على اطلاع مستمر بمستوى تحصيل ونجاح أبنائهم، بدرجة رضا بلغت ‬76.1٪، مقابل ‬73.7٪ للحكومية.

وذكر ‬36.4٪ من ذوي طلبة المدارس الحكومية أن الرسائل النصية، من خلال الهواتف الخلوية، هي طريقة التواصل المفضلة لديهم، في حين فضّل‬20.34٪ من ذوي طلبة المدارس الخاصة التواصل معهم من خلال مذكرة المعلم، التي يدون عليها ملاحظاته ويرسلها مع الطالب.

وتقدمت المدارس الحكومية على الخاصة في درجات الرضا عن طبيعة الخدمات والتجهيزات والتسهيلات والمرافق، التي يحويها المبنى المدرسي، فبلغت في المدارس الحكومية ‬65٪، مقابل ‬50٪ في المدارس الخاصة، في حين ذهبت النسبة المتبقية إلى إبداء درجة متوسطة أو أقل من الرضا.

وأشار الاستبيان إلى تقدم المدارس الحكومية على الخاصة في درجة رضا ذوي طلبة ذوي الإعاقة، إذ بلغت في الحكومية ‬69.7٪، مقابل ‬66.9٪ في المدارس الخاصة، كما تقدمت المدارس الحكومية عن الخاصة في درجة الرضا عن مستوى الاهتمام بتراث المجتمع الإماراتي والتركيز على التعلم القيمي، إذ بلغت في الأولى ‬77.6٪، مقابل ‬68.9٪ للخاصة.

وأشارت النتائج إلى تقدم بسيط للمدارس الخاصة على المدارس الحكومية في الإرشاد الأكاديمي، خصوصاً في مجال توجيه وإرشاد طلبة الثانوية العامة نحو التعليم الجامعي، إذ كانت درجة رضا ذوي طلبة المدارس الخاصة عن هذا الجانب ‬71.3٪، مقابل ‬69.1٪ للحكومية.