الكرة الإسبانية في ‬.2012. هيمـنة وسطوة حتى إشعار آخر

شهد فوز الماتادور بكأس أمم أوروبا

الكرة الإسبانية في ‬.2012. هيمـنة وسطوة حتى إشعار آخر

المنتخب الإسباني حقق كأس العالم ولقبين في أمم أوروبا خلال ‬4 سنـــوات فقط
المنتخب الإسباني حقق كأس العالم ولقبين في أمم أوروبا خلال ‬4 سنـــوات فقط
 

شكل عام ‬2012 تأكيداً لاستمرار الهيمنة الإسبانية وسيادتها على ساحة كرة القدم مجدداً من خلال الدفاع عن لقبه الأوروبي والفوز بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو ‬2012). وهي البطولة التي جاء من خلالها رد بولندا وأوكرانيا رائعاً على المشككين في قدرتهما على استضافة فعاليات البطولة الأبرز في عالم كرة القدم لعام ‬2012. ودافع المنتخب الإسباني عن لقبه الأوروبي بشكل رائع وصعد مجدداً لمنصة التتويج بالفوز على نظيره الإيطالي ‬4/صفر في المباراة النهائية للبطولة على استاد العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال أسطورة كرة القدم الفرنسي، ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) «أشعر بالفخر تجاه بولندا وأوكرانيا، أكدت الدولتان أنهما على قدر المسؤولية». وفجّر بلاتيني مفاجأة أخرى عندما اقترح إقامة فعاليات يورو ‬2020 على نطاق أوسع بتوزيع مبارياتها على مدن أوروبية عدة، وهو الاقتراح الذي أقرته اللجنة التنفيذية باليويفا قبل نهاية العام الجاري.

ولم يكن بلوغ المنتخبين الإسباني والإيطالي نهائي يورو ‬2012 أمراً مثيراً للدهشة، رغم الترشيحات القوية التي رافقت المنتخب الألماني في هذه البطولة، قبل أن يسقط في فخ الهزيمة ‬1/‬2 أمام نظيره الإيطالي (الآزوري) في المربع الذهبي، لكن المثير للدهشة كان الأداء الذي قدمه المنتخب الإيطالي في البطولة والذي لا يتشابه مع أسلوب الأداء الإيطالي التقليدي المعروف بمصطلح «كاتيناتشيو» الذي يعتمد على الخطط الدفاعية التي تصيب المنافس والمشاهد بالرتابة والملل.

وفاجأ المنتخب الإسباني الجميع باعتماده في معظم مباريات البطولة على طريقة لعب تخلو من المهاجم الصريح. وتعادل المنتخبان الإسباني والإيطالي ‬1/‬1 عندما التقيا في الدور الأول (دور المجموعات) بالبطولة وذلك على استاد مدينة جدانسك البولندية، وفاجأ المنتخب الإيطالي بقيادة مديره الفني، تشيزاري برانديللي، الجميع في هذه المباراة من خلال حرمان منافسه الإسباني من الاستحواذ التام على الكرة مثلما اعتاد الماتادور الإسباني على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن كفة الفريقين كانت متكافئة إلى حد بعيد في هذه المباراة حسبما تشير النتيجة.

لكن المباراة النهائية بين الفريقين نفسيهما جاءت مخالفة لذلك تماماً، حيث شهدت أربعة أهداف إسبانية أحرزها ديفيد سيلفا وخوردي ألبا وفيرناندو توريس وخوان ماتا، أكد من خلالها الماتادور هيمنته وحافظ على لقبه الأوروبي الذي أصبح الثالث له في البطولات الكبيرة في غضون أربع سنوات فقط، حيث توج قبله بلقب يورو ‬2008 وكأس العالم ‬2010، وأصبح أول منتخب في التاريخ يجمع ثلاثة ألقاب متتالية في البطولتين. وقال فيسنتي دل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني «نحن نتحدث عن جيل عظيم من لاعبي كرة القدم، إنه عصر رائع لكرة القدم الإسبانية».

وشهد عام ‬2012 فوز زامبيا باللقب الأول لها في البطولات الإفريقية، حيث اقتنص المنتخب الزامبي لقب بطولة كأس الأمم الإفريقية ‬2012، التي استضافتها الغابون وغينيا الاستوائية بالتنظيم المشترك في يناير وفبراير الماضيين.

وتغلب المنتخب الزامبي على نظيره الإيفواري ‬8/‬7 بضربات الترجيح في المباراة النهائية بالعاصمة الغابونية ليبرفيل، التي انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وتحولت أنظار العالم كله في هذا العام صوب كأس العالم ‬2014 بالبرازيل، حيث اشتعل صراع التصفيات في جميع القارات، بينما وجد الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) نفسه مضطراً إلى تصحيح بعض الأوضاع في تعامله مع المنظمين بالبرازيل، بعدما احتدم النزاع بينهما على تأخر الاستعدادات الخاصة بالبطولة.

وكالمعتاد، شهد هذا العام موجة من رحيل وقدوم المدربين في مختلف أنحاء العالم، وكان أبرزها إقالة المدرب مانو مينزيس من منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي في نوفمبر، وتعيين لويز فيليبي سكولاري خلفاً له على أمل أن يكرر مع الفريق الإنجاز الذي حققه قبل سنوات عندما قاد نجوم السامبا للفوز بلقبهم العالمي الخامس بإحراز لقب كأس العالم ‬2002 بكوريا الجنوبية واليابان.

وفي إنجلترا، استقال المدرب الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي في أوائل فبراير الماضي قبل شهور قليلة من خوض الفريق فعاليات يورو ‬2012، وذلك بسبب خلافه مع الاتحاد الإنجليزي للعبة نظراً لقرار الاتحاد سحب شارة قيادة الفريق من المدافع جون تيري لأسباب تأديبية قبل استشارة كابيللو. وبعد البطولة مباشرة، تولى كابيللو تدريب المنتخب الروسي لينطلق به بشكل رائع في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم ‬2014.

وفي المقابل، تولى روي هودجسون مسؤولية تدريب المنتخب الإنجليزي قبل أسابيع قليلة من المشاركة في يورو ‬2012 ولكن مسيرة الفريق انتهت مبكراً مرة أخرى بالخروج أمام المنتخب الإيطالي في دور الثمانية عبر ضربات الترجيح. وفي إسبانيا استعاد ريال مدريد لقب الدوري الإسباني بعدما تغلب أخيرا على منافسه التقليدي العنيد برشلونة ‬2/‬1 في عقر داره باستاد كامب نو، لينهي الريال بقيادة مديره الفني البرتغالي، جوزيه مورينيو، هيمنة برشلونة على الكرة الإسبانية في السنوات الماضية. وفي المقابل، أحرز برشلونة لقب كأس ملك اسبانيا بالفوز ‬3/صفر على أتلتيك بلباو في نهائي البطولة ليكون هذا اللقب هو هدية الوداع للمدرب جوسيب جوارديولا الذي رفض تجديد عقده مع الفريق وفضل الحصول على راحة بعد أربعة مواسم مرهقة وحافلة بالإنجازات التاريخية مع الفريق. وكان أتلتيكو مدريد هو الفريق الإسباني الآخر الذي حقق إنجازاً كروياً في عام ‬2012 حيث تغلب على مواطنه أتلتيك بلباو ‬3/صفر في المباراة النهائية لبطولة الدوري الأوروبي. وقاد إبراهيموفيتش المنتخب السويدي لتحويل تأخره صفر/‬4 أمام المنتخب الألماني إلى تعادل رائع ‬4/‬4 في مباراة الفريقين بتصفيات كأس العالم ‬2014. كما سطع نجمه بشكل أكبر بعدها بأسابيع قليلة من خلال تسجيل أربعة أهداف (سوبر هاتريك) ، منها هدفه الخيالي والتاريخي في الوقت بدل الضائع من المباراة، ليقود السويد إلى فوز كاسح ‬4/‬2 على المنتخب الإنجليزي ودياً. وبخلاف ذلك يتصدر إبراهيموفيتش قائمة هدافي الدوري الفرنسي هذا الموسم برصيد ‬18 هدفاً كما قاد فريقه إلى صدارة جدول المسابقة بفارق الأهداف أمام ليون ومارسيليا.