الكاتب محمد الرويحل ـ واحــــد رئيــــس وصـــلحه !!

حين ذهب الشعب المصري ليختار رئيسه عبر صناديق الأقتراع كان يعتقد ملاك القهوة المشرفة على العملية الديمقراطية في العالم أن اختيار المصريين سيعجبهم وأنهم ذويقه ومتحضرين وسيكون اختيارهم وفقاً لما يروق لملاك تلك القهوة اللعينة ، بمعنى أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيصوتون للامريكان كوفي ، هكذا اعتقدوا وهكذا قال لهم بعض من ذويقة الأمريكانه كوفي الا أن ملاك القهوة تفاجؤوا بذوق المصريين المخالف لذوقهم حين اختاروا قهوتهم الشعبية والتي اعتادوا على أن يشربوها « خمسينه « في قهاويهم المعتادة الأمر الذي فاجأ ملاك قهوة الديمقراطية وشعروا بخيبة أملهم من ذوق الشعب المصري ليقرروا بعد ذلك منع « الخمسينة « من قهاوي مصر وبقية دول العالم العربي وفرض الامريكان كوفي على الجميع ومن يتناول « الخمسينة « أو القهوة العربية سوف يحاكم بتهمة الارهاب والتخابر ناهيك عن اتهام المثقفين له بالتخلف والرجعية ..

ولأننا شعوب متخلفة ورجعية وارهابية ونعشق المشروبات الشعبية ولا نفهم معنى ديمقراطيتهم التي يريدون منا ممارستها فمن الواجب علينا اليوم وبعد أن اكتشفنا تلك الصفات بنا ألا نختار المشروبات الشعبية التي تعودنا عليها ونختار مشروباتهم التي تروق لمزاجهم حتى نثبت لهم بأننا شعوب متحضرة وديمقراطية ومسالمة حتى اذا ذهبنا لقهاوي الديمقراطية ما علينا الا أن نقول واحد رئيس وصلحه لنضع عبء الاختيار عليهم..
لذلك أخي المواطن العربي عليك أن تقتنع بأنك لست ذويقاً في اختياراتك الديمقراطية ومزاجك متخلف في مثل هذه الامور الأمر الذي جعلهم يفرضون عليك أذواقهم على اعتبار أنها أذواق متحررة ومثقفة ومناسبة لهذا العصر الذي عليك أن تتعايش معه وتخضع له حتى وإن لم يعجبك ولايناسب مزاجك فهم تكفلوا عنك عناء الاختيار وما عليك إلا أن تتعود على ذوقهم المفروض عليك فتكون من المتحضرين الديمقراطيين ..
وإن رفضت اختيارهم لعنادك فأنت حتما تثبت للعالم المتحضر والديمقراطي أنك مواطن رجعي ومتخلف وإرهابي وتعمل لصالح المشروبات الشعبوية لا المشروبات الصهيونية أقصد المشروبات الحضارية والديمقراطية ..
يعني بالعربي المشرمح:
 
كشعوب عربية لا يمكن لنا أن نبرهن للعالم المتحضر والديمقراطي أننا شعوب متحضرة وديمقراطية الا عند ذهابنا لصناديق الاقتراع ونقول لصناع الديمقراطية « واحد رئيس وصلحه « ونترك عناء الاختيار لهم ليصلحوا رئيسنا حسب أذواقهم لنتجرع حلوه ومره ونثبت للعالم بأننا لسنا متخلفين ولا ارهابيين كما يصفنا دعاة الديمقراطية وصناعها ..
 
شرمحة أخيرة:
 
الربيع العربي الذي أصبح بركانا عربيا كشف لنا ما لم نكتشفته طوال الخمسين عاماً مضت فبعد أن فقدنا الثقة بحكوماتنا وبرلماناتنا بدأنا نفقد الثقة بقضائنا ومشايخنا ومثقفينا وأعلامنا وكل ما هو حولنا حتى وصلنا الى مرحلة أن كل من حولنا يتآمر علينا فقط لأننا خرجنا للشوارع نطالب بحقوقنا المسلوبة وكرامتنا المنزوعة وحريتنا المسجونة.
 
شرمحة أخرى:
 
بعض الحكومات العربية تجيز القتل في مكان وتستنكره في مكان آخر وتدعم الدكتاتورية بمكان وتناهضها بمكان آخر واذا سألت أحد أعضائها عن هذا التناقض قال لك انها السياسة قاتل الله السياسة اللعينة التي تقتل المبادئ والقيم والأخلاق.