الكاتب محمد الرويحل ـ مطرقة الحكومة وسندان المعارضة !!

حين ينتقد المواطن الحكومة فذلك لا يعني أنه حاقد عليها أو كاره لها ويريد زوالها بل لأنه عاتب عليها ويتوقع منها أن تقوم بمسؤوليتها تجاهه وتجاه وطنه ، فالحكومة بنظر المواطن هي المهيمنة على مصالح البلاد والعباد وإدارة الدولة الأمر الذي معه جعل المواطن يحمّل الحكومة مسؤولية كل ما يحدث له ولوطنه من مشاكل وقضايا باتت الحكومة عاجزة عن حلها رغم كل الإمكانيات المتاحة لها ، فالمواطن لا يملك سلطة ولا حول له ولا قوة أمام ماتملكه الحكومة من وسائل وصلاحيات يمكنها ان تنهي من خلالها كل ما يتعرض له المواطن من مشاكل خاصة لعلمه بتوفر الحلول التي بيد الحكومة والتي لو قامت بها الحكومة لأنهت كل ما يعاني منه المواطن بشكل جذري ونهائي ، ولكن الغريب ان الحكومة حين تنتقد من قبل المواطنين على عجزها وسوء إدارتها تتصرف وكأنها خصم وند لمواطنيها فتستمر في أخطائها بتعمد وعناد دون أن تكترث لمسؤوليتها التاريخية ودون مراعاة لمخافة الله وهو الأمر الذي أوصل المواطن لفقدان ثقته بها وقناعة بأنها تعمل لمصالحها ومصالح المتنفذين والفاسدين على حساب مصالح البلاد والعباد.

أما نقد المواطن للمعارضة فهو لا يختلف عن نقده للحكومة خصوصا بعد أن فقد الثقة بحكومته ولجأ لمعارضته لاعتقاده بأنها هي المنقذ والمخلص لما هو فيه من وضع مزر ولأنها ترفع شعارات تلامس معاناة المواطنين وتهتم بمطالبهم فكانت البديل بنظر المواطن ليلجأ لها ويمدها بقوته وحمايته إلا أن جهلها وسلوكها ومراعاتها لمصالحها الانتخابية أحبط المواطنين وجعلها في ذات الخانة مع الحكومة هدفا لسهام النقد من قبل المواطن.. 
فالمواطن والوطن باتا وحيدين بعد أن فقدا الثقة بكل ما هو من حولهما يملك الأدوات والوسائل التي من شأنها إنهاء ما هما به من وضع مزر وسيئ ..
 
يعني بالعربي المشرمح:
 
أصبح المواطن بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة فلا الأولى مهتمة بمشاكله ولا الثانية مكترثة لأوضاعه والاثنان يعملان بخلاف ما يتطلع له المواطن ويتمناه بل ومن أجل مصالحهما الأمر الذي أوصل المواطن لمرحلة من اليأس والاحباط والذي لو استمر فسوف يحدث تغييرا كبيرا في المعادلة الحالية ما لم تدرك الحكومة والمعارضة الوضع الحالي وتدعوان لمؤتمر عام يحدد من خلاله مكامن الخلل ووضع الحلول الناجعة لانتشال الوطن والمواطن من المستنقع السياسي الذي لايمكن البقاء به مدة أطول.