الكاتب محمد الرويحل ـ سايكس بيكو جديدة

في عام 1917 تم الكشف عن اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الوطن العربي بين فرنسا وبريطانيا وبمصادقة روسيا وتم تقسيم الوطن العربي الى مجموعة دول كما هو معروف الآن.

ويبدو أنه وبعد مرور قرن كامل على هذه الاتفاقية هناك نيّة جديدة لإعادة تقسيم الدول العربية مرة أخرى وفقا لموازين الدول العظمى ومصالحها، حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية طريقة تظهر فيها خمس دول عربية وقد قسمت إلى 14 دولة وبحسب التقرير الذي كتبه المحلل روبرت رايت.
وأرفق معه خارطة تبين تقسيم خمس دول عربية إلى دويلات عدة هي السعودية وسوريا وليبيا واليمن والعراق وذكر التقرير أن التقسيم سيكون وفقا للنزاعات الطائفية والقبلية والسياسية الدائرة حاليا في تلك الدول.
وسبق أن نشر أحد الصحافيين الإسرائيليين عام 1980 من القرن الماضي خريطة تقسيم الوطن العربي إلى كيانات أوسع بكثير مما جاء بخريطة  روبرت رايت.
وأن المخططات الغربية والصهيونية ليست بجديدة على الوطن العربي فإن ما تم نشره يجب الأخذ به والعمل على إفشاله بكل الوسائل والسبل المتاحة، خصوصا في ظل الظروف الحالية والتي يمر بها الوطن العربي ووجود نزاعات طائفية وقبلية وسياسية باتت تشكل خطرا واضحا على وحدة وتماسك الشعوب العربية داخل تلك الدول المراد تقسيمها، كما أنه ليس بغريب على الغرب والصهاينة أن يقوموا بإعادة تقسيم الوطن العربي وفقا لمصالحهم ومخططاتهم ورغم وجود تحالفات ومعاهدات بين معظم الدول العربية والإدارة الأميركية والغرب إلا إنه لن يكون ذلك عائقا أمام مصالحهم ومشاريعهم المستقبلية خصوصا في ضوء التقارب الأميركي الإيراني الذي بدأ يتبلور في الظهور وفي ظل التقارب الأميركي الروسي في القضية السورية وقبول أوباما والغرب بالمقترح الروسي اضف إلى ذلك توسع النزاع الطائفي والقبلي في معظم دول الربيع العربي والموقف السلبي والمناهض من قبل الغرب للثورات العربية.
وجميعنا يعلم بأن الخلافات العربية العربية منذ اتفاقية سايكس بيكو عززت نفوذ الصهاينة والغرب في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يجعلنا نؤكد بأن أي مشروع كهذا لإعادة تقسيم دول المنطقة هو مشروع واقعي ومنطقي لإضعاف وتمزق هذه الدول بل أن التقسيم سيزيد من تلك الخلافات ويوسعها الأمر الذي سيجعل من إسرائيل مرتاحة في تنفيذ مخططاتها.
لقد مضى على تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو مئة عام حيث بدأ في 1917م وها نحن نقترب من عام 2017م وكل المؤشرات تفيد بإمكانية اعادة تقسيم دول الشرق الأوسط بل أن المخطط لهذا التقسيم تم وصفه منذ فترة ليست بالقصيرة وأن ما ذكره روبرت رايت بهذا التوقيت دلالة بأن الطبخة الغربية باتت ناضجة وجاهزة للتقديم وأن المصالح والأدوار السابقة يجب أن تتغير فهل نعي خطورة هذا المخطط أم سنقبل به كأمر واقع كما حصل قبل مئة عام.. يعني بالعربي المشرمح:
إذا لم تع أنظمتنا وساستنا ويعدون العدة للتصدي لهذا المشروع عبر إصلاح عيوبهم والتلاحم مع شعوبهم وإعادة الوحدة الوطنية ولحمتها بين أبناء الوطن الواحد والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والإسراع في الإصلاح السياسي  فإن الجميع سيخسر في هذه المعركة وسينجح المخطط الصهيوني العربي في إعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد فهل تستوعب ذلك أنظمتنا أم أنها ستقبل بما يحاك ويرسم لنا في واشنطن وتل أبيب.