الكاتب محمد الرويحل ـ دكتاتوريتها جاءت بالربيع العربي !!

 لا اعتقد بأن الثورات العربية التي جاء بها الربيع العربي مؤخرا ضد الأنظمة العربية قد أتت بفعل فاعل، أي نتيجة مؤامرة قد دبرت بليل أو نتيجة مخطط غربي أو صهيوني كما يروّج له الاعلام الفاسد وأبواق الدكتاتوريات والفساد، بل هي نتيجة طبيعية لحالة الظلم والقهر والجوع التي تعاني منها تلك الشعوب على مدى عقود طويلة ولرفض انظمتها منحها حقوقها المدنية والطبيعية التي نصت عليها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية حيث تعيش تلك الشعوب حالة مأساوية نتيجة الاضطهاد والحرمان التي فرضتها أنظمتها عقودا من الزمن وحرمت من أبسط حقوقها بل وأهدرت كراماتها وسرقت خيراتها وبددت ثرواتها واستشرى الفساد بكل مؤسساتها وصبرت صبر أيوب على أن تتكرم تلك الأنظمة وتصلح حالها وحال شعوبها الا أنها لم تفعل بل تغطرست وتمادت بطغيانها وفسادها حتى بلغ الأمر لدى بعضها أنها امتلكت البشر والحجر والشجر وأن الدولة بمن عليها ومن فيها ملكية خاصة لها بمعنى ان تلك الأنظمة بلغت مرحلة استعباد شعوبها وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ..

لقد ثارت الشعوب العربية نتيجة قهر وظلم واستبداد طال عمره واستمر دون أي بارقة أمل لأي إصلاح قد تبادر به تلك الأنظمة بل زادت بطغيانها واستمرأت بظلمها وازداد فسادها ونهب خيرات أوطانها الامر الذي جعل شعوبها ترى تلك الخيرات خيرات الوطن تُنفق فقط على النظام وحاشيته دون أن ينالها شيء منها بل وتعيش في فقر وجوع وقهر الامر الذي جعل تلك الشعوب في بادئ الامر تخرج بمسيرات مطالبة بالإصلاح والحرية والكرامة وحقوقها المسلوبة لإنذار أنظمتها وإرسال رسالة له بأنها لم تعد تحتمل لعل وعسى أن تصحو ضمائر حكامها وتستشعر بمأساتها وتتفهمها وتبدأ بإصلاح أحوالها ، فأبت تلك الانظمة بل وكابرت واعتبرت ذلك الامر تمردا على ولي النعمة وصاحب المزرعة «الوطن» وان المتظاهرين هم عبيد لا حق لهم في مطالبة أسيادهم فقمعوهم وقتلوهم واعتقلوهم بل واتهموهم بالعمالة والخيانة ، الامر الذي جعل معه تلك الشعوب تثور بعدها مطالبة بإسقاط انظمتها ومحاربتها ولسان حالها يقول عليّ وعلى اعدائي فلم يعد لديها ما تخسره بل واكتشفت ان العدو الحقيقي لها هي تلك الأنظمة الدكتاتورية التي هدرت كرامتها وسرقت خيرات اوطانها وجعلت من أبنائها عبيدا وهم احرارا في بلدانهم باسم القومية والحرية والديمقراطية بل وأوصلتهم لمرحلة لا يمكن السكوت عنها أو الاستمرار في العيش معها.. 
لقد ثارت الشعوب العربية بسبب طغيان أنظمتها وليس طمعا في السلطة أو نتيجة مؤامرة خارجية كما تروّج له تلك الانظمة وشبيحتها وبلطجيتها وهي التهم التي لفقت لتلك الشعوب الثائرة حتى تبرئ ساحتها وتخفي حقيقة طغيانها وخيانتها وتتستر على عيوبها واخطائها الامر الذي جعل من تلك الثورات تأكل الأخضر واليابس وتفتح حدود الوطن على مصراعيه للتدخل الخارجي إقليميا كان أو عالميا وتكون ساحة الوطن مسرحا لصراع الدول الاخرى ومصالحها ..
 
يعني بالعربي المشرمح:
 
الربيع العربي الذي أصبح بركانا من النيران الملتهبة أكل أحلام تلك الشعوب والتهم آمالها ، وكشف حقيقة تلك الأنظمة العميلة والدكتاتورية التي بنت جيوشها لا لتحرير أراضيها المحتلة أو محاربة الصهاينة والأعداء كما كانت تدعي بل لمثل هذا اليوم الذي ثارت به شعوبها عليها اي لتحميها تلك الجيوش وتحافظ على عروشها يعني بالعربي المشرمح ثارت تلك الشعوب من أجل حقوقها ومطالبها المشروعة وليس طمعا في السلطة والحكم الا أن أنظمتها الدكتاتورية والمتغطرسة أبت ان تكون دولها ديمقراطية ورفضت أن تعيد الحقوق لشعوبها الامر الذي جعلها في حروب مستمرة ومتواصلة مع شعوبها ولمصلحة أعدائها وأعداء الامة.. 
 
سؤال مشرمح:
 
هل استعادت روسيا مكانتها الدولية لتكون القطب المضاد لأمريكا كما كانت أبان عهد الاتحاد السوفيتي أم أن صفقة أبرمت بين الاثنين على حساب دماء وأرواح السوريين ؟