الكاتب محمد الرويحل ـ بلد العجائب والغرائب

ثمة أمور تحدث هنا لا يمكن لكائن من كان أن يفسرها ولا يمكن لعقل أن يقبلها ولا منطق يتقبلها فالأمور هنا مقلوبة راسا على عقب فلا قانون يطبق ولا دستور يحترم ولا حكومة تنفذ القوانين أو برلمان يشرّع لها فكل شيء هنا لا ملامح له ولا وجه او ضوابط، واختلط الحابل بالنابل وأصبح المواطن في حيرة ، وقلق ، وإحباط فاقدا ثقته بمؤسساته الدستورية بسبب ما يحدث له وأمامه من أمور لا يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم ..

بلد العجائب والغرائب بلدي فكل ما يحدث به لا يخضع لعقل ومنطق وأي رواية خيالية قد ترويها هنا يمكن تصديقها ومتوقع حدوثها ، فما يحدث غريب وعجيب لا يمكن حدوثه الا هنا ولا تصديقه أو تخيله في مكان آخر.. 
من عجائبنا أننا البلد الوحيد في العالم لا يوجد لدينا سجين فاسد رغم كل الفساد الذي تقره الحكومة ويتحدث عنه البرلمان فلدينا فساد عم البلاد الا انه ليس لدينا فاسد.. 
ومن غرائبنا أن المال العام يتعرض للسرقة والاستباحة وبطرق كثيرة وعديدة دون أن يكون لدينا سراق أو حتى حرامي واحد عوقب أو سجن أو اعتقل أو حتى وجه له اتهام بذلك بل الغريب أن من يستبيح أموال الأمة يصبح من سادة القوم ومن أصحاب القرار ويتصدر الساحات والمنابر والمجالس كشخصية عامة ووطنية.. 
ومن الغرائب لدينا أن تباع بأسواقنا اللحوم والأغذية الفاسدة ويتم ضبطها من قبل البلدية ويعلن عنها رسميا دون أن يسجن من أدخلها وباعها على المواطنين ودون أن يذكر حتى اسم هذا التاجر الفاسد.. 
ومن عجب العجاب أن لدينا قوانين وتشريعات وضوابط ولدينا حكومة وبرلمانا ولدينا سجونا ومحاكم وقضاء الا ان ذلك لم يردع الحرامية والفاسدين بل لوقاحتهم ونفوذهم لم يعودوا يخجلون مما يفعلون خصوصا بعد أن ايقنوا ضعف الحكومة وخضوعها لهم ولمشاريعهم.. 
الطامة أننا بلد يدعي الديمقراطية ونتبجح بالحريات وسجوننا بدأت تعج بأصحاب الرأي بينما خلت من الفاسدين والحرامية.. 
 
يعني بالعربي المشرمح 
 
لوتحدثت عن غرائبنا وعجائبنا في أي بقعة من بقاع الأرض فلن يصدقك أحد بينما لو تحدثت عنها وعن غيرها من غرائب الدنيا لأي مواطن هنا فسيقبلها ويصدقها لان كل ما حدث ويحدث جعل المواطن يتقبل كل شيء حتى وإن كان غريبا.