الكاتب محمد الرويحل ـ الوشيحي وأنا وأذرعة السلاطين (3)

استكمالا لما سبق عن أذرعة السلاطين فسأختم بهذه المقالة أوجه الشبه بين الذراعين الذراع اليميني المقنع برداء الدين واليساري المقنع برداء العلمانية والليبرالية والذي يعملان كأذرعة للسلاطين يبطشون بها العباد متى ما نهض الناس ليطالبوا بحقوقهم ومكتسباتهم وسنجد أنهم متشابهون في الغاية ومختلفون في الوسيلة.
> الذراع الأول يسخّر الآيات والأحاديث في خدمة السلطة بينما الثاني يسخّر الديمقراطية والحرية لذات السلطة.
> الذراع الأول يعتبر المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم خوارج خرجوا عن طاعة ولي الأمر بينما الثاني يعتبرهم غوغائيين وإرهابيين وخارجين عن النظام.
> الذراع الأول  يعتبر المطالبين بالديمقراطية والحرية والحقوق المدنية بالكفار ومقلدي اليهود والغرب بينما الثاني يعتبرها مظاهر فوضوية يجب أن تكون عبر الأطر الدستورية ومن خلال البرلمان.
> تجد الذراع الأول يتبوء المناصب العليا في البلاد وينافسه في ذلك الذراع الثاني رغم صراعهما المعلن واتفاقهم المبطن.
> يتصارع الذراعان إعلاميا حول مغنية أو راقصة فيثيرون أزمة كبيرة «يتلاشطون» الاتهامات فيما بينهم فقط ليشغلوا بها البلاد والعباد عن سرقة كبرى أو قضية مهمة قد حدثت ليبعدوا العباد عما يهمهم.
> حين يعتقل مواطن أو يضرب أو يعذب من قبل السلطة لن تسمع صوتا لكلا الذراعين.
> حين تسرق أموال الأمة أو تبعثر هنا وهناك فلن تسمع صوتا لكلا الذراعين.
> حين تنتهك كرامة الناس وتسلب حقوقهم ومكتسباتهم فلا صوت سيخرج من كلا الذراعين.
> حين تهدم المساجد والكنائس ودور العبادة ويقتل الناس بداخلها سيجمع الذراعان بأن ماحصل هو حرب على الإرهاب لابد من مواجهته.
> عندما يطلب الذراع الأول من الخطباء والعلماء عدم التطرق للسياسة في المساجد وفي خطبهم فإنهم يتفقون مع الذراع الثاني في فصل الدين عن الدولة وهو ما كان يعارضونه في العلن.
> لديهم جملة يتفقون عليها وهو الأمن والأمان حين يطالب المواطنون بحقوقهم ليرهبوا بها الجماهير فيكفوا عن مطالبهم.
> الذراعان تتفقان في التحريض على الفساد والقمع لتستمرا في مناصبهما ويتكسبا من خلالها.
> الذراعان يمارسان مهمة التضليل والخداع كل وفق مساره الذي رسم له لتشغلا الناس عن مطالبهم الشرعية والمدنية.
> لكلا الذراعين مؤيدين ومنتسبين يؤدون مهمة الدفاع عنهما والتشهير فيمن يهاجمهما أو يكشف مخططهما.
 
يعني بالعربي المشرمح
 
هناك أذرع عديدة للسلاطين ذكرنا والزميل محمد الوشيحي أهمها وأشرسها وهناك أذرع أخرى كشيوخ القبائل ووجهاء العوائل وتجار السلطة وكتابها وإعلامييها البعض منهم يتبع الذراعين الرئيسيين اللذين تحدثنا عنهما والجميع هنا يعملون لصالح أسيادهم كلٍ حسب توجهه والخاسر هو الوطن والمواطن، ولعل ما ذكرناه بدأ يتضح للعامة وينكشف رويدا رويدا خصوصا بعد الأحداث التي جاءت نتيجة الربيع العربي فتجد الذراعين تتفقان في مصر وتختلفان في سوريا مثلا رغم تشابه الأحداث الأمر الذي يجعل المتابع يجزم بأن ذلك لم يحدث لولا مصلحة ما لأسيادهم واختم بما ختم الزميل المخضرم محمد الوشيحي.. فقط ركز وحرك عقلك لتكتشف تلك الأذرع.