الكاتب محمد الرويحل ـ الأعمال الجليلة !!

 لم أفهم المقصود بالأعمال الجليلة التي يتبجح بها من جعلها سببا لحصول المرء على الجنسية الكويتية كما أتحدى أن يخرج لنا مسؤول في الحكومة لكي يفسر لنا معنى الخدمات الجليلة التي تمنح الجنسية لمن يقوم بها على الأقل لنعرف ويعرف كل من يريد الحصول على الجنسية.

ماجعلني أتحدث عن الخدمات الجليلة هو ما تتداوله بعض وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا حين نشر صوره تقارن بين شخصيتين الأولى تحمل صورة لرجل وبياناته الشخصية وجاء بها أنه من فئة البدون ومن مواليد الكويت في عام 1964م ويعمل عسكريا في وزارة الدفاع استشهد في قصر دسمان في الثاني من أغسطس أبان الغزو العراقي الغاشم دفاعا عن الوطن ووضع على صورته ختم غير مستحق للجنسية الكويتية بينما الشخصية الثانية جاء بها بأنه إيراني الجنسية ومن مواليد 1979 عمل ممثلا في القطاع الفني وختم على صورته مستحق الجنسية الكويتية ..
حتما أن تلك الصورة ليست برسمية ولم تصدر من جهات حكومية الا أنها صورة تعبر عن العبث الذي يمارسه البعض بحجة الأعمال الجليلة ليمنح الجنسية لمن يريد خصوصا أن هذا البند لا تفسير له من قبل الحكومة من استشهد وحمل السلاح وضحى بنفسه من أجل الوطن مازال وأسرته من فئة البدون بينما من أدى دورا في التمثيل أو غنى قد حصل على حق المواطنة والجنسية وهو الأمر الذي لا يمكن لعاقل أو منصف أن يقبل به أو يقره ويجب أن يخرج لنا مسؤول في الحكومة ليخبرنا ما المقصود بهذا البند حتى نفهم ما يحصل ويفهم الآخرون معنى الخدمات الجليلة ليحصلوا على الجنسية الكويتية بعد أن كانوا يعتقدون ونعتقد بأن العمل الجليل هو أن يقدم المرء نفسه فداء للوطن مدافعا عن ترابه وسيادته لا أن يكون مطربا أو ممثلا يتقاضى أجرا وشهرة نظير عمله ومن ثم يعتبر هذا العمل جليلا وخدمة وطنية يستحق عليها الجنسية وحق المواطنة.. 
لست ضد تجنيس أحد طالما أنه مستحق لذلك ولكن من العقل والمنطق أن من يحمل السلاح من منتسبي الجيش والشرطة ويدافع عن تراب الوطن وسيادته مقدما روحه ودمه وفاء وولاء أن يكون الاولى في ان يمنح الجنسية على هذا البند ثم وظائف أخرى تأتي بعدها الى ان نصل للفن والتمثيل في ذيل القائمة اذا كان ذلك من الأعمال الجليلة هذا على اعتبار أن الغناء والتمثيل عمل جليل ووطني حسب رؤية الحكومة التي جعلت الغناء والتمثيل من الاعمال الجليلة التي يستحق من يقوم بها الجنسية بينما من ضحى بروحه ودمه وحمل السلاح ليحمي الوطن لا يعتبر ممن قدم الخدمات الجليلة .. 
يعني بالعربي المشرمح:
 
الغناء والتمثيل بنظر الحكومة هو عمل من أعمال الست جليلة من يؤديه سيحصل على الجنسية الكويتية بينما من حمل السلاح دفاعا عن الوطن ومن استشهد فداء للوطن مازالت الحكومة ومنذ عقدين من الزمن تناقش ما قام به أن كان ذلك يندرج ضمن الخدمات الجليلة أو لا يندرج ، فالحال منقلب لدينا رأسا على عقب حيث سراق المال العام هم الوطنيون المخلصون للوطن وضاربو الوحدة الوطنية هم عيال بطنها والحريصون على أمن وسلامة الوطن والمرتشون هم حراس المال العام والدستور هكذا هي الاعمال الجليلة والوطنية وغيرها مازالت حكومتنا الرشيدة تنظر في أعمالهم وتضحياتهم لتقر ما اذا كانت تلك الأعمال يمكن أن تكون أعمالا جليلة أم لا ، لقد فقدنا العقل والمنطق بين عمل هذا وذاك حين نقر بمثل هذا المنطق وهذا التصرف الذي اذا ما استمر فقد يتحول الناس من منطق التضحية والولاء والفداء الى منطق الشهرة والتمثيل والغناء لكي ترضى عنهم الحكومة وتصنف أعمالهم ضمن الأعمال الجليلة.. 
 
شرمحة آخر السطر: 
 
منحة بنك وربة جاءت عكسية على المواطنين حيث الامتهان والذل الذي يتعرضون له في مواقع البورصة وشركات التداول وطوابير لها أول وليس لها آخر من المواطنين الراغبين ببيع أسهم وربة التي منحت لهم ولا نعلم اذا ما كان وزير التجارة يعلم بحالة أو لم يكلف نفسه أو أحد مسؤولي الوزارة ليروا بأعينهم كيف تتعامل تلك الجهات مع المواطنين بامتهان وغطرسة وفوضى.