الكاتب عبداللطيف الدعيج ـ لست شريفا..ولن أكون

«أكد عضو مجلس الأمة النائب د. عبدالحميد دشتي اتفاقه مع النائب حماد الدوسري على أن كل كويتي شريف يأتمر بأمر سمو الأمير، شاكراً له تصريحه، لكنه أشار في الوقت ذاته الى أنه لم يبين حكم الاستثناء فيمن يتمرد على طاعة سمو أمير البلاد».

لم افهم شيئا من هذا التصريح.. لكن يبدو انني لا اريد ان افهم. فالمكتوب امامي هو لغة عربية فصحى يؤكد فيها نائب مجلس الامة ان الكويتيين الشرفاء هم وحدهم من «يأتمر» بأمر صاحب السمو امير البلاد، ومن لا يأتمر بأمره فهو بالتأكيد ليس شريفا او ربما ليس كويتيا ايضا. ولتأكيد هذا المعنى فان عضو مجلس الامة المحترم، الذي انتخب من قبل الناخبين «الاحرار» ولم يعين من قبل احد، يستنكر على زميله عدم تبيان حكم من يعصي امر صاحب السمو او لا يأتمر بأمره.!.

لا يهمني ان اكون شريفا او غير شريف، او في واقع الامر، ولكوني ليبراليا وانا استخدم هذه الكلمة للمرة الاولى، فانا معني بالا اكون شريفا على الاطلاق، لاني في هذه الحالة سأكون اسيرا لعقلية عبدالحميد دشتي وغيره مع خالص احترامي لهم. لكن انا في الوقت نفسه اعلم بأني كويتي املك رأيي الخاص. واعتقد بدستور كفل لي حرية هذا الرأي، بل حض عليه وحرص على تنميته بضمانه حق التفكير وحق البحث العلمي ورعايته للفنون والاداب. وشرفني حضرة صاحب السمو بالاستماع الى وجهة نظري اكثر من مرة، وتشرفت بان استعرضها امامه بحرية وامانة، فاعترضت بادب وحاورت مع احتفاظ بالتكريم والاجلال للمقام السامي. واسمعت سموه رأيي الخاص، وما اعتقد.. وليس ما يريد سموه او عبدالحميد دشتي ان يسمع. بل انني كتبت واستعرضت، وفقا لحقي الدستوري، ما لا يتفق وآراء النظام او توجيهات الحكومة التي تمثل بالطبع آراء حضرة صاحب السمو واوامره، ولا ازال اكتب واعبر عن رأيي بحرية وباحترام للمقام السامي واعتزاز بفرديتي وخصوصيتي الانسانية.

ان السياسات والقرارات الاميرية السامية، سياسات وقرارات انسانية، لهذا فهي تصيب وتخطئ، يحالفها التوفيق احيانا، مثل ما يخونها في بعض الاحيان. وهي نتيجة نصائح ومشورات وقراءات انسانية ايضا، هي الاخرى قد توفق وقد تخطئ.

الاعتراض عليها او مخالفتها حق مكفول، مع مراعاة الادب والاحترام للمقام السامي والامتثال والانصياع لمنطوق المادة 54 من الدستور.

لهذا فانني معني هنا بأن استنكر تصريح النائب المحترم. بل اطالبه بأن يعتذر لكل الكويتيين، خاصة « الشرفاء» الذين كانت لهم في الآونة الاخيرة آراؤهم الخاصة التي لا تتفق وما يعتقد النائب دشتي انها اوامر يجب ان تطاع من صاحب السمو، والذين يبدو انهم المقصودون بغير الشرفاء من تصريح النائب عبدالحميد دشتي.