القوات النظامية تسيطر على بلدة قارة شمال دمشق

لافروف بحث مع المقداد وشعبان التحضيرات لمؤتمر ”جنيف2” المزمع عقده لحل الأزمة السورية.
لافروف بحث مع المقداد وشعبان التحضيرات لمؤتمر ”جنيف2” المزمع عقده لحل الأزمة السورية.

أعلنت القوات النظامية السورية سيطرتها، أمس، على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، فيما توالى سقوط القذائف على أحياء وسط العاصمة، أصاب بعضها الجدار الداخلي للجامع الأموي الواقع في دمشق القديمة. في وقت أكدت روسيا أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية «بدأ يظهر واقعية أكثر في مواقفه»، مؤكدة أن الأولوية المطلقة حالياً في سورية هي لمحاربة «الإرهاب» وليس لتنحية الرئيس بشار الأسد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن «جيشنا الباسل يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على آخر التجمعات الإرهابية فيها، وتدمير أدوات إجرامها». وأشار إلى أن «العملية استغرقت ثلاثة أيام» اضطر خلالها آلاف السوريين إلى النزوح إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية مع سورية. وأكد مصدر أمني لـ«فرانس برس» على أهمية مدينة قارة «كونها همزة وصل بين الحدود اللبنانية والداخل السوري لجهة المنطقة المتوسطة». كما تقع في المنطقة مستودعات أسلحة ومراكز ألوية وكتائب عسكرية عدة للجيش السوري.

من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن القوات النظامية سيطرت بشكل كامل على مدينة قارة بعد ثلاثة أيام من انطلاق معركة القلمون الكبرى و«انسحاب مقاتلي جبهة النصرة من المدينة».

ونقل المرصد عن نشطاء مقربين من «جبهة النصرة» قولهم، إن الجبهة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) توعدوا بالعودة إلى قارة قريباً.

وتعرضت مدينة قارة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الاحد الماضي لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما أفاد المرصد. ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من «حزب الله» ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيداً في منطقة القلمون، لاسيما على طريق حمص دمشق القريبة من قارة.

ومنذ اسابيع يتخوف خبراء من حصول معركة كبيرة في القلمون ذات الطبيعة الجبلية، إلا أن مصدراً أمنياً في دمشق أشار إلى أن المواجهات في قارة ناتجة عن عمليات يقوم بها الجيش السوري لمطاردة بعض الفلول الهاربة من مهين في ريف حمص الجنوبي الشرقي.

وتبعد مهين 20 كيلومتراً شرق قارة. وكان مقاتلو المعارضة استولوا خلال الاسبوع الماضي على جزء من مستودعات أسلحة موجودة على أطرافها ومناطق محيطة، لكن قوات النظام استعادتها الجمعة بعد معارك طاحنة.

وفي العاصمة، نقلت «سانا» عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن قذيفة هاون «أطلقها إرهابيون سقطت على جدار الجامع الأموي من الداخل وخلفت أضراراً مادية فيه من دون وقوع إصابات بين المواطنين».

وفي حلب، أفادت الوكالة بمقتل أربعة مواطنين واصابة 10 آخرين جراء اعتداء إرهابي بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب.

وفي وسط البلاد، قتل ثمانية اشخاص بينهم ممرضة وسيدة إثر قصف القوات النظامية بصاروخ يعتقد انه من نوع ارض ارض لمشفى الوليد الحكومي في حي الوعر، بحسب المرصد.

وفي موسكو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن الائتلاف الوطني السوري «بدأ يظهر واقعية أكثر في مواقفه».

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي، في موسكو، إن الجانب الروسي أجرى أخيراً مباحثات مع ممثلين عن المعارضة السورية وبينهم ممثلو الائتلاف، مشيراً إلى أن «الائتلاف بدأ يظهر واقعية أكثر في مواقفه». وشدّد على أن موسكو تسعى إلى عقد مؤتمر «جنيف 2»، وتؤكد على ضرورة مشاركة جميع أطياف المجتمع السوري فيه.

لكن الوزير الروسي لفت إلى أن تشكيل المعارضة السورية وفداً موحّداً ليس شرطاً للمشاركة في «جنيف 2»، مضيفاً أن موسكو تسعى إلى حث مختلف أطياف المعارضة على المشاركة في المؤتمر، ولذلك تجري لقاءات مع ممثلي مختلف قوى المعارضة. في السياق، بحث وفد من الحكومة السورية ضم نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، أمس، في موسكو مع لافروف التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2». وأكد لافروف عقب اللقاء أن «شركاء روسيا باتوا يدركون أكثر أن محاربة الإرهاب، وليس تنحية الرئيس السوري بشار الأسد، له اليوم الأولوية المطلقة في الأزمة السورية».