القوات السورية تصدّ هجوماً عـلــــــــى المسطومة قرب إدلب

فصائل موالية لدمشق تطالب بنزع سلاح مخيّم اليرموك

القوات السورية تصدّ هجوماً عـلــــــــى المسطومة قرب إدلب

 

رجال يسحبون أحد المصابين من تحت أنقاض مبنى دمّر بصاروخ في حي المشهد وسط حلب.
رجال يسحبون أحد المصابين من تحت أنقاض مبنى دمّر بصاروخ في حي المشهد وسط حلب.

صدّت القوات النظامية السورية هجوماً على بلدة المسطومة في شمال غرب سورية التي تضم تجمعاً كبيراً للدبابات، بعد أيام من دخول مقاتلي الجيش السوري الحر إليها، بينما أسقط الجيش الحر، أمس، طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها الى مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب. في حين طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري في دمشق، أمس، بجعل مخيم اليرموك «منزوع السلاح»، ودعوا في الوقت نفسه إلى حملة اتصالات لاعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات النظامية السورية تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة في شمال غرب سورية، بعد أيام من دخول مقاتلي المعارضة إليها.

وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من بلدة المسطومة القريبة من مدينة إدلب صباح أمس، بعد اشتباكات عنيفة وقعت أول من أمس، بينهم وبين القوات النظامية التي تملك مركزاً عسكرياً كبيراً عند طرف البلدة، يوجد فيه عدد كبير من عناصر الجيش وأكبر تجمع للدبابات في المنطقة.

وقال مصدر عسكري إن الجيش السوري بمؤازرة «كتيبة المهام الخاصة، واللجان الشعبية نجح في السيطرة على المسطومة»، مشيراً الى مقتل أكثر من ‬20 مسلحاً، وجرح عدد كبير غيرهم في الاشتباكات التي سبقت السيطرة على البلدة.

وتبعد المسطومة نحو سبعة كيلومترات جنوب مدينة ادلب التي لاتزال تحت سيطرة القوات النظامية، بينما معظم ريف إدلب بأيدي مقاتلي المعارضة.

وأوضح المصدر العسكري ان مسلحي المعارضة كانوا تمكنوا من دخول البلدة قبل نحو خمسة أيام.

وأوضح عبدالرحمن ان «الثوار قدموا من قرى مجاورة وهاجموا حواجز للقوات النظامية في المسطومة التي شهدت نزوحاً كبيراً»، قبل ان ينسحبوا، أمس.

ونقل عن نازحين من البلدة أن القوات النظامية «أعدمت عدداً من الرجال في البلدة»، من دون ان تعرف أي تفاصيل اضافية عنهم أو عن عددهـم.

من جهة ثانية، قال المرصد إن مقاتلين معارضين أسقطوا، أمس، طائرة مروحية في قرية كراتين كانت في طريقها الى مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب «الذي يحاصره مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الاسلامية منذ ايام، ويحاولون اقتحامه».

وافاد المرصد وسكان في المنطقة عن تراجع المعارك في محيط مطار تفتناز، أمس.

وفي محافظة حلب (شمال)، وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مطار النيرب العسكري، واستهدف مقاتلون معارضون المطار بقذائف عدة.

من جهة ثانية، نقل مراسل «فرانس برس» عن سكان في مدينة حلب ان الجيش السوري أعاد السيطرة على حي الاشرفية ذي الأغلبية الكردية، بعد محاولة مسلحين معارضين التقدم إليه خلال اليومين الماضيين.

واشار الى «اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة نجح في نهايتها الجيش باستعادة الحي، واقامة حاجز له على الدوار الأول».

وأفاد المرصد من جهته عن اشتباكات وعمليات قصف في أحياء اخرى من حلب.

وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة لقصف من القوات النظامية في موازاة اشتباكات في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، وفي داريا جنوب غرب دمشق ومحيطها، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط ثلاث قذائف على مدينة جرمانا المسيحية الدرزية أسفرت عن اصابة تسعة مواطنين بجروح. وفي محافظة الرقة (شمال)، ذكر المرصد ان حريقاً اندلع في مستودعات تجميع القطن قرب بلدة عين عيسى، التي شهد محيطها أول من أمس، اشتباكات عنيفة. إلى ذلك، طالب ممثلو الفصائل الفلسطينية القريبة من النظام السوري بجعل مخيم اليرموك «منزوع السلاح»، ودعوا قادة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القيام بحملة اتصالات عربية واقليمية ودولية لاعادة اللاجئين الذين نزحوا من المخيم بسبب العنف.

وقال المسؤول في جبهة النضال خالد عبدالمجيد، في بيان باسم الفصائل تلاه في مؤتمر صحافي عقد في مكتبه، إن «الهدف الرئيس» لتحرك الفصائل هو «عودة ابناء المخيم الى مخيمهم مخيماً آمناً منزوع السلاح يمارسون فيه حياتهم الطبيعية، ويتابعون فيه حمل قضيتهم الوطنية» ضد اسرائيل.

ودعا «المسلحين الى الانسحاب من مخيم اليرموك لانهاء حالة التشرد التي يعانيها ابناء المخيم، بالاضافة الى الإضرار بالمكانة السياسية التي يمثلها مخيم اليرموك رمزاً للاجئين»، والى «وقف اطلاق النار وجميع العمليات العسكرية، بما فيها عمليات القصف والقنص التي يتعرض لها المخيم». كما دعا البيان «منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية وقيادة حركة حماس الى أوسع تحرك واتصالات سياسية على الصعد العربية والاقليمية والدولية، لرفع المعاناة عن ابناء شعبنا وتأمين عودتهم الى المخيم». وأكد ضرورة «تحييد المخيمات وابناء شعبنا والنأي بالنفس عن الازمة الداخلية السورية».

ومن بين الفصائل الموقعة على البيان، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة و«فتح الانتفاضة» والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجبهة التحرير، في حين غابت حركات «فتح» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» التي اعلنت وقوفها الى جانب المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الازمة القائمة في سورية منذ ‬21 شهراً.

ووقعت معارك عنيفة في اليرموك بين مقاتلين سوريين معارضين، والى جانبهم فلسطينيون مؤيدون لهم، وقوات نظامية مدعومة من فلسطينيين موالين للنظام في ديسمبر الماضي، تخللها قصف جوي من الجيش السوري على المخيم.

سياسياً، بحث وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، مع أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، الوضع في سورية وانجاز الانتقال السياسي ووقف العنف، وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وقال هيغ بعد اللقاء: «ناقشنا الوضع في سورية والجهود المبذولة لتحقيق الانتقال السياسي ووضع حد للعنف، وجددنا دعمنا لجهود مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية، الأخضر الابراهيمي، للمضي قدماً في وضع حل سياسي ذي صدقية للأزمة».

واشار إلى أن بلاده تعتقد أن الأسد «لا يمكن أن يسترد شرعيته أبداً» في نظر الشعب السوري، وترى أن وعوده الأخيرة بإصلاحات رمزية تعكس محاولاته اليائسة للتمسك بالسلطة،مؤكداً استمرار بلاده في دعم التحول السياسي، وتقديم المساعدة الإنسانية، ودعم توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، وتقديم دعم غير فتّاك للمعارضة السورية. من جهته، دعا وزير الإعلام السوري عمران الزعبي «جميع قوى المعارضة» إلى المشاركة في حوار وطني يعتمد على «احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الاجنبي»، مشيراً الى انعقاد مجلس الوزراء، أمس، لوضع آليات تنفيذ خطة الأسد لحل الأزمة في البلاد، وأنه سيكون «هناك لجنة من مجلس الوزراء للبدء بالاتصال مع كل القوى والشخصيات السياسية والوطنية والمجتمعية، تمهيداً لعقد مؤتمر الحوار الوطني».