الشيخ حاي الحاي ـ لولي الأمر معاقبة المثبطين ولو بسحب الجنسية

عن عرفة الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه. أخرجه مسلم في الصحيح 1479/3. وفي رواية عند مسلم: فاضربوه كائنا من كان.
قال أبوزكريا النووي رحمه الله: فيه – الحديث – الأمر بقتال من خرج على الامام أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك فان لم ينته قوتل وان لم يندفع شره اﻻ بقتله فقتل كان هدرا.. وقوله صلى الله عليه وسلم (يريد ان يشق عصاكم) معناه يفرق جماعتكم كما تفرق العصاة المشقوقة وهوعبارة عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس/ شرح صحيح مسلم 1477/12.
قلت: للحاكم ولولي الأمر ان يعاقب المثبطين والمخذلين ومن كان معروفا ببث ونشر الفتن وتهييج الناس على وﻻة الأمور وتسفيه من خالفهم ونبذهم بألفاظ بذيئة هم منها برءاء كمرجئة العصر والجامية قلت: لولي الأمر معاقبة وردع تطبيقا لقاعدة فقهية عظيمة وهي (من استعجل بالشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه) ولو أدى ذلك الى سحب جنسية، وتأمل موقف الصحابي الجليل حب النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما.. وقد كان يحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما حضرت فتنة صفين ورغب علي ان يعينه أسامة. قال أسامة لعلي رضي الله عنهما- لو كنت في شدق الأسد لأحببت ان أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره – أخرجه البخاري في الصحيح رقم 6693. كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: ان ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين.
قلت رضي الله عن أسامة وعلي وعن جميع الصحابة وما أنبل موقف أسامة رضي الله عنه في اجتناب الفتن وقد قال صلى الله عليه وسلم (ان السعيد لمن جنب الفتن ان السعيد لمن جنب الفتن. ان السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها)- حديث صحيح أخرجه أبوداود في كتاب الفتن والملاحم باب في النهي عن السعي في الفتنة رقم 4263 والطبراني في كبير معجمه رقم 598 والبزار في المسند رقم 2112.
قلت: فهذا هو الحق فماذا بعد الحق اﻻ الضلال وهكذا تنال الامامة في الدين. وما أدق وأحكم كلمة شيخي الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى (بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين) انظر المستدرك على مجموع الفتاوى (145/1) والشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية (35) واعلام الموقعين عن رب العالمين (135/4) والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (1073/3) واغاثة اللهفان (167/2) ورسالة ابن القيم الى أحد اخوانه 16.
قلت: والفتن ﻻ يمكن ان تحدث وتقع بين الناس اﻻ بالاعراض عن هدي الكتاب والسنة والتنكب والتنكر لجادة السلف واليك كلام شيخ الاسلام رحمه الله جل وعلا الذي خبر وسبر الفتن: قال رحمه الله: وﻻ تقع اﻻ من ترك ما أمر الله به فانه سبحانه أمر بالحق وأمر بالصبر. والفتنة اما من ترك الحق واما من ترك الصبر/ الاستقامة (39/1).