«الشؤون» تتعرف إلى الميول المهنية للمعاقات ذهنياً

تخضعهن لاختبار نفسي قبل تأهيلهن لسوق العمل

«الشؤون» تتعرف إلى الميول المهنية للمعاقات ذهنياً

 

الاختبار تم تطبيقه على عينة من الطالبات المعاقات.
الاختبار تم تطبيقه على عينة من الطالبات المعاقات.

تستعين وزارة الشؤون الاجتماعية باختبار للميول المهنية، تطبقه على أصحاب الإعاقة الذهنية من الإناث، وذلك بهدف البدء في تأهيلهن للالتحاق بسوق العمل، من خلال توزيعهن على مراكز التدريب المهني، وفق ميولهن المهنية.

وقالت مدير إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان، إن «الاختبار الجديد سيضمن استقطاب المعاقات ذهنياً في مهن مطلوبة في سوق العمل المحلية».

6 مهن

بين الاختصاصي النفسي في الوزارة والقائم على تقنين الاختبار، روحي عبدات، أنه بعد حصر ومراجعة المهن المتوافرة والمناسبة، واختيار المهن الأكثر شيوعاً، من خلال إجراء مسح ميداني لأكثر المهن قبولاً لدى المجتمع للمرأة المعاقة ذهنياً، خرج اختبار الميول المهنية للإناث بست مهن أساسية هي «الأعمال المكتبية، التصوير، التدبير المنزلي، تغليف الهدايا، تنسيق الزهور، والخياطة والتطريز، تم توزيعها في الاختبار على مجموعة من الأسئلة والصور المكررة بواقع ست صور لكل مهنة أي ‬36 صورة موزعة عشوائياً لضمان الفهم الكامل لطبيعة المهنة من خلال طريقة عرضها على المعاقات ذهنياً والتأكد من صدق خياراتهن دون سيطرة رغبات أخرى على تلك الخيارات». وأضاف عبدات أنه من المتوقع أن تسهم هذه الاختبارات في استكشاف الميول المهنية عند الإناث، ما يفيد في تحويلهن إلى عملية التدريب الملائمة لميولهن، وكذلك الاستفادة من نتائج هذا الاختبار عند تحويلهن لعملية التشغيل، بحيث يقوم اختصاصي التشغيل بتحويل الشخص المعاق إلى بيئة العمل الملائمة.

وبينت أن «الاختبار أجري على عينة مكونة من ‬116 فتاة من الطالبات ذوات الإعاقة الذهنية والملتحقات بمراكز تأهيل المعاقين التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وقسم التأهيل المهني في مدينة الشارقة للخدمات الانسانية، ومركز أولادنا للتعليم والتأهيل، وتراوحت أعمار الفتيات بين ‬13 و‬25 سنة، ودرجات ذكائهن بين ‬40 و‬68 بهدف التحقق من صدق وثبات الاختبار، واستخراج معايير ملائمة للبيئة الإماراتية».

ولفتت إلى أن الاختبار سيُطبَّق على الفتيات من ذوات الإعاقة الذهنية البسيطة والمتوسطة، ويُشترط في الشخص الذي يُطبَّق عليه الاختبار أن يكون واعياً لمدلولات الصورة المعروضة عليه، وقادراً على ربطها بالمهن والمهارات الوظيفية، كما يتعين أن يطبَّق بصورة فردية على الفتيات المعاقات ذهنياً تحت إشراف الاختصاصي النفسي أو مدربة التأهيل المهني المؤهلَة لتطبيق الاختبار، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج دقيقة، وليس لعملية التطبيق وقت محدد، ومن المهم اعتماد الإجابة الأولى للمستجيب.

وأكدت بن سليمان أن الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يواجهون صعوبات في الحصول على العمل المناسب لقدراتهم وميولهم الذي يتوائم مع متغيرات سوق العمل وبيئته، لأن ما تدربوا عليه قد لا يتناسب كثيراً مع ما هـو موجـود في الواقـع في سوق العمل، بسبب التغيرات المتوالية في طبـيعة الأعمـال والمـهن، بعد إدخال عناصر التقنية الحديثة، وتوليد مهن جديدة، ومتطلبات ومهارات جديـدة لابد من إتقانها.

وأشارت إلى أن المراكز التأهيلية الخاصة بالمعاقين على الرغم مما تبذله من جهود كبيرة، لم تكن تهتم بميول الشخص المعاق ذهنياً قبل البدء بتدريبه أو تحويله لعملية التشغيل، بل تبدأ عملية التدريب بناءً على ما هو متوافر من مهن وأعمال، ويظلّ ينتقل الشخص المعاق ذهنياً من مهنة إلى أخرى ومن مكان تدريبي إلى آخر، إلى أن يستقر حاله على مهنة يميل إليها ويرغب في البقاء فيها.

وأفاد الاختصاصي النفسي في الوزارة والقائم على تقنين الاختبار، روحي عبدات بأن استكشاف الميول المهنية للمعاقين ذهنياً ليس بالأمر السهل، خصوصاً إذا سلّمنا بأنَّ الكثيرين منهم يواجهون مشكلات في اللغة التعبيرية، فليس من السهل أن يخبرنا المعاق ذهنياً عن المهنة التي يميل إليها، خصوصاً أنه قد لا يعرف المهن المتوافرة في سوق العمل أصلاً.

وأكد ضرورة ابتكار هذا الاختبار، للتعرف إلى الميول المهنية للمعاقات ذهنياً، عن طريق مجموعة من الصور التي تمثِّل المهن الأساسية والملائمة لهن في البيئة المحلية، مع الحرص على أن تكون هذه الصور ممثِّلة لمجموعة المهارات والمهن الموجودة في واقع بيئة العمل الإماراتية، والملائمة -قدر الإمكان- للمعاقات ذهنياً وقدراتهن، والمقبولة أيضاً من ناحية اجتماعية.