«الحرّ» يسيطر على «اليرموك».. والفـصائل تدعو إلى تحييد المخيمات

القوات النظامية تنسحب من مواقع في محافظة حماة

«الحرّ» يسيطر على «اليرموك».. والفـصائل تدعو إلى تحييد المخيمات

عناصر الجيش الحرّ يساعدون أحد المصابين في الاشتباكات مع القوات النظامية شمال حلب.
عناصر الجيش الحرّ يساعدون أحد المصابين في الاشتباكات مع القوات النظامية شمال حلب.

 

 

سيطر الجيش السوري الحر، أمس، على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، الذي طوقته القوات السورية النظامية بالدبابات وطالبت بإخلائه من «الإرهابيين»، فيما دعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الى تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية تبعات الاحداث الدائرة، ودانت في الوقت نفسه «المجزرة» التي ارتكبتها قوات الرئيس بشار الأسد التي قصفت المخيم. في حين انسحبت القوات النظامية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، أمس، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر. بينما بحث الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة مع مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «جهود حل الأزمة».

وأحرز الجيش السوري الحر تقدماً واضحاً على الارض داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بحسب ما ذكر احد سكان المخيم، مشيراً الى ان «مئات من عناصر الجيش السوري الحر موجودون» داخل المخيم. ودخل الرجل المخيم لجلب أغراض شخصية من منزله قبل ان يغادره من جديد.

وأشار الى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت الى السكان ليغادروا المكان. وأضاف الشاهد ان الجيش السوري أمهل السكان حتى الساعة ‬00:‬12 لأخذ اغراضهم والرحيل. إلا انه قال لوكالة «فرانس برس» انه لم يلحظ وجوداً للجيش السوري في محيط المخيم.

ويبلغ عدد سكان المخيم ‬150 ألفاً، أغلبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون أيضا، ونزح قسم كبير منهم خلال اليومين الماضيين بسبب الاشتباكات التي وقعت داخل المخيم بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام. كما تعرض المخيم، الاحد الماضي، لغارات جوية من طيران حربي تابع لجيش النظام، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص. إلى ذلك، أكد الشاهد أن «البعض قرر الامتثال للانذار، والآخر قرر البقاء». وقال انه شاهد في شوارع المخيم العديد من عناصر الجيش السوري الحر، الذين قدموا من أحياء مجاورة، لاسيما الحجر الأسود ويلدا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الاسد منه.

وأفاد المرصد، أمس، بأن «اشتباكات عند اطراف مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الاسود بين القوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة من جهة، ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة بينهم فلسطينيون أيضاً».

وأسفرت الاشتباكات، بحسب المرصد، «عن احراق آلية ثقيلة للقوات النظامية وسقوط خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وقال فلسطيني من سكان المخيم، قدم نفسه باسم «أبوالسكن»، لـ«فرانس برس»، عبر «سكايب»، ان المقاتلين من الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة انسحبوا الى ما وراء مواقع الجيش السوري، فيما «انضم فلسطينيون آخرون الى الثوار».

ورأى أن «وضع الجيش الحر الاستراتيجي جيد في المخيم، وان عناصره دخلوا المخيم من الجهة الجنوبية، وبات بإمكانهم ادخال تعزيزات».

وأشار الى ازمة انسانية حادة في المخيم الذي يخلو من المستشفيات، و«الطرق فيه باتت غير آمنة».

وفي قطاع غزة، دعت الفصائل الفلسطينية الى تجنيب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية الاحداث الدائرة في هذا البلد، ودانت «المجزرة» في مخيم اليرموك بسورية. وقالت الفصائل وبينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان بعد اجتماع طارئ عقدته، انها «تدعو جميع القوى الفلسطينية في سورية إلى الالتزام بالموقف الوطني الفلسطيني، الذي اتخذته بتجنيب المخيمات الفلسطينية وشعبنا من ان يكون جزءاً من حالة الصراع الداخلي في سورية».

ودانت الفصائل «المجزرة» التي «ارتكبت بحق ابناء شعبنا في مخيم اليرموك» في سورية.

كما دعت الفصائل منظمة التحرير الفلسطينية «لتحرك سياسي فاعل على المستويين العربي والدولي، لتجنيب المخيمات الفلسطينية تبعات الصراع السوري الداخلي»، داعية المنظمات الدولية «وبشكل خاص وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) للقيام بدورها الإغاثي والانساني تجاه ابناء شعبنا» في سورية. وشددت الفصائل على ان الفلسطينيين «ليسوا طرفاً في الصراع السوري الداخلي».

من جهته، أكد السفير الفلسطيني في سورية، محمود الخالدي، أن أكثر من ‬95٪ من لاجئي مخيم اليرموك فروا منه ونزحوا، بسبب شدة القصف الذي تنفذه طائرات ودبابات النظام السوري. وقال في تصريحات لوكالة أنباء «معا» الفلسطينية، إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر والجيش النظامي في المخيم، وإن دماراً كبيراً حلّ في منازل اللاجئين بالمخيم. وبين الخالدي أن مدارس وكالة الغوث فتحت أبوابها لاستقبال النازحين من اللاجئين الفلسطينيين، بعد أن تحول المخيم إلى ساحة اشتباك بين الجيش الحر وجيش النظام.

من ناحية أخرى، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، أمس، بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل ‬48 ساعة، بحسب ما ذكر المرصد.

وقال المرصد في بيان، إن «القوات النظامية انسحبت من الحواجز والمقرات في مدن وبلدات وقرى كفرنبودة وحلفايا وحيالين والحماميات، بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ ‬48 ساعة». وأشار الى معلومات اولية عن سقوط قتلى في صفوف القوات النظامية، اثر استهداف حاجز الغربال في كفرنبودة براجمات الصواريخ قبل الانسحاب منه، والى قتل وأسر عناصر حواجز في قريتي حيالين والحماميات، بالاضافة إلى الاستيلاء على آليات عسكرية.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن، ان مقاتلين من مجموعات عدة «بدأوا هجوماً واسعاً على معظم الحواجز في ريف حماة» اعتباراً من الاحد.

كما أفاد المرصد بأن الطائرات الحربية استهدفت دمشق وريفها صباح أمس. وذكر في بيان أن مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت الطائرات الحربية وقذائف أرضية. وأضاف المرصد أن بلدة شبعا ومحيطها تعرضت للقصف من الطائرات الحربية وقاذفات الصواريخ بالتزامن مع اشتباكات في محيط المنطقة.

سياسياً، بحث العربي في القاهرة مع الإبراهيمي مستجدات الوضع في سورية. وقال مصدر في الجامعة، إن الابراهيمي والعربي بحثا «الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سورية، في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الابراهيمي مع مختلف اطراف الأزمة، ونتائج محادثاته الاخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن، التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي». وكان نائب الامين العام للجامعة أحمد بن حلي، اشار في تصريحات، الاثنين الماضي، الى افكار متداولة بشأن ما سماه «جنيف ‬2» تتعلق بمرحلة انتقالية في سورية.

وأوضح بن حلي أن «هناك الآن فكرة مطروحة حول (جنيف ‬2)، بمعنى ان هناك بياناً صدر في ‬30 يونيو الماضي عن اجتماع جنيف يحتوي على عدد من العناصر الاساسية التي يمكن ان تكون مرجعية لأي تحرك سياسي».