«الجيش الحر» يستولي على كلـية الإدارة العسكرية في حلب

القوات النظامية تقصف الأحياء الجنوبية لدمشق.. وتظاهرات في جمعة «لا إرهاب في سورية إلا إرهاب الأسد»

«الجيش الحر» يستولي على كلـية الإدارة العسكرية في حلب

تظاهرة تطالب برحيل الأسد وسط أنقاض ساحة مدينة كفرنبل بريف إدلب التي دمرت بقصف القوات النظامــــية
تظاهرة تطالب برحيل الأسد وسط أنقاض ساحة مدينة كفرنبل بريف إدلب التي دمرت بقصف القوات النظامــــية
 

استولى مقاتلون من الجيش السوري الحر، أمس، على كلية الشؤون الإدارية العسكرية في محافظة حلب في شمال سورية عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتحصنة داخل الكلية، فيما قصفت القوات النظامية الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق التي شهدت أول من أمس، تفجيرين بسيارتين مفخختين. في حين ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ ‬21 شهراً الى اكثر من ‬43 الف شخص. في وقت خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية مطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد، تحت شعار «لا إرهاب في سورية إلا إرهاب الأسد».

وأعلن الجيش السوري الحر سيطرته على كلية الشؤون الإدارية العسكرية في حلب، و«تحريرها بالكامل» من القوات النظامية.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة دارت داخل الكلية بعد ان اقتحمتها مجموعات مقاتلة معارضة قبل ظهر أمس.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «الكلية تقع في قرية الزربة بين سراقب ومدينة حلب وهي لا تضم عدداً كبيراً من العناصر النظامية، بسبب سيطرة المقاتلين المعارضين منذ فترة على المناطق المحيطة بها».

وأشار المرصد الى استمرار مقاتلين من كتائب اخرى مقاتلة ضد النظام في محاصرة مدرسة المشاة شمال مدينة حلب التي تضم نحو ‬3000 عنصر من القوات النظامية، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد بتعرض مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها لقصف عنيف من القوات النظامية، يترافق مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط معسكر وادي الضيف القريب من معرة النعمان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن الطيران الحربي السوري شن غارات على الحيين الشمالي والجنوبي في معرة النعمان، ما تسبب في أضرار بالغة في المباني.

ويسيطر المقاتلون المعارضون على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية منذ التاسع من أكتوبر الماضي، ويحاولون منذ ذلك الوقت اقتحام معسكر وادي الضيف، الأكبر في المنطقة. فيما تحاول القوات النظامية استعادة معرة النعمان التي تسببت خسارتها في اعاقة امدادات القوات النظامية الى مدينة حلب التي تدور فيها منذ يوليو معارك يومية بين القوات النظامية والمجموعات المعارضة.

وفي العاصمة ومحيطها حيث قتل، أول من أمس، نحو ‬100 شخص، تواصلت، أمس، العمليات العسكرية، وتعرضت الاحياء الجنوبية للعاصمة لقصف من القوات النظامية. وقتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة المعضمية في ضاحية دمشق، فيما سجل قصف على مناطق اخرى في الريف.

وقال المرصد إن «انفجارات عدة دوت في دمشق بسبب عمليات قصف على المناطق الجنوبية لدمشق».

من جهة اخرى، قتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرون في قصف مدفعي لبلدة تسيل في محافظة درعا، كما قال المرصد.

كما قتل مدني في حمص (وسط) في مواجهات بين الجيشين النظامي والحر.

وفي دير الزور (شرق) قال شهود عيان إن عناصر من الجيش السوري الحر فجروا طائرة مدنية في مطار دير الزور شرقي سورية. وأضافوا أن استهداف الطائرة جاء نتيجة استخدامها من قبل النظام السوري في نقل الضباط والتعزيزات والذخيرة.

وبدأت عناصر من الجيش السوري الحر هجوما على مطار دير الزور في الرابع من الشهر الجاري.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ ‬21 شهرا الى اكثر من ‬43 الف شخص، بحسب ما افاد، أمس، المرصد السوري. وقال مدير المرصد لـ«فرانس برس» ان ‬43 الفا و‬88 شخصا قتلوا منذ منتصف مارس ‬2011، تاريخ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد التي قمعتها السلطات بقوة، وما لبثت ان تحولت الى نزاع عنيف دام. وبين هؤلاء ‬30 الفاً و‬195 مدنياً.

ويدرج المرصد بين المدنيين، اولئك الذين حملوا السلاح الى جانب الجنود المنشقين عن الجيش السوري. كما قتل ‬1450 جندياً منشقاً و‬10 آلاف و‬751 عنصراً من القوات النظامية. وبين القتلى ‬692 شخصا مجهول الهوية، بحسب المرصد.

ولا تشمل هذه الارقام آلاف المفقودين والمعتقلين. وأشار عبدالرحمن الى «وجود عدد كبير من القتلى بين عناصر قوات النظام والمجموعات المقاتلة المعارضة لم يتمكن المرصد من توثيق اسمائهم بسبب تكتم الجانبين على الاعداد، حفاظاً على المعنويات».

في هذا الوقت، خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية مطالبة باسقاط الاسد، تحت شعار «لا إرهاب في سورية إلا إرهاب الأسد». ونشرت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد ‬2011» على موقع «فيس بوك» الالكتروني صوراً لضحايا أطفال قتلوا في النزاع السوري مع التعليق التالي «من قتل وذبح أطفال الحولة (مجزرة الحولة في حمص، وسط، في مايو ‬2012)؟ من أغرق أكثر من ‬200 طفل في دمائهم؟. لا إرهاب في سورية الا ارهاب الأسد».

وأضافت «لنجعلها جمعة يشهد لها التاريخ».

ورفع متظاهرون في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب (شمال غرب) لافتة خلال تظاهرة، أمس، كتب عليها «ذهب مع الريح»، في اشارة الى عنوان فيلم كلارك غيبل الشهير، ورسم للاسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وطالب المتظاهرون في مناطق عدة بسقوط النظام وأكدوا تضامنهم مع «جيهة النصرة الاسلامية» المتطرفة التي ادرجتها واشنطن على لائحتها للمنظمات الارهابية. سياسياً، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، في بروكسل إن الاسرة الدولية يجب ان تحدد هدفاً لها «دفع الاسد الى الرحيل في أسرع وقت ممكن». وأكد في مؤتمر صحافي قبل اليوم الثاني من القمة الاوروبية أن «الحرب تدور الآن في غير مصلحة الاسد». وأضاف «علينا ان نحدد لانفسنا هذا الهدف: دفع الاسد الى الرحيل في اسرع وقت ممكن».

من جهة اخرى، عبر هولاند عن ارتياحه لأن «معظم الدول» قبلت بالائتلاف الوطني للمعارضة السورية «ممثلاً شرعياً للشعب السوري»، مشيراً الى ان فرنسا «كانت اول من اعترف بالائتلاف».

بدوره وجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، تحذيراً جديداً لنظام الاسد، مؤكداً ان «الجمود واللامبالاة ليسا خياراً».

وقال في ختام قمة بروكسل ان «الجمود واللامبالاة ليسا خياراً لسورية».