«الجامعة» تعترف بــ «الائتلاف الـوطني».. وتعهدات غربية بدعمه

اشتباكات في دمشق وقصف على «رأس العين».. والخطيب يطالب بــ «أسلحة نوعــيـة» للجيش الحر

«الجامعة» تعترف بــ «الائتلاف الـوطني».. وتعهدات غربية بدعمه

أكراد يدمّرون تمثالاً للرئيس الراحــل حافظ الأسد وسط بلدة ديريكو حمكو بمحافظة الحسكة.
أكراد يدمّرون تمثالاً للرئيس الراحـل حافظ الأسد وسط بلدة ديريكو حمكو بمحافظة الحسكة.

اعترفت جامعة الدول العربية، أول من أمس، بالائتلاف الوطني السوري باعتباره «الممثل الشرعي للمعارضة السورية والمحاور الأساسي للجامعة العربية»، داعية جميع تيارات المعارضة للانضمام إلى «الائتلاف» الذي حظي، أمس، بترحيب غربي وتعهدات بدعمه من دون الاعتراف به. فيما طالب رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب بدعم الجيش السوري الحر «بأسلحة نوعية». في حين شهدت الأحياء الجنوبية في دمشق اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية التي قصفت عدداً من المناطق في هذه الاحياء، كما استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة رأس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي وقصفتها، أمس، بالطيران الحربي.

واعترفت الجامعة العربية خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، أول من أمس، بالائتلاف الوطني السوري باعتباره «الممثل الشرعي للمعارضة السورية».

وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي أعقب الاجتماع، إن «الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي للمعارضة السورية والمحاور الاساسي للجامعة العربية».

ودعا بيان المجلس سائر تيارات المعارضة الى الانضمام الى الائتلاف الوطني حتى يكون جامعاً لكل اطياف الشعب السوري من دون استثناء، وحث المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف به «ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري».

ورحب البيان بالاتفاق الذي توصلت اليه أطياف المعارضة السورية لتشكيل الائتلاف الوطني السوري في العاصمة القطرية الدوحة الاحد الماضي، ودعا الى تقديم الدعم السياسي والمادي لهذا الكيان الجامع للمعارضة السورية.

كما دعا بيان مجلس وزراء الخارجية العرب الائتلاف والمعارضة السورية الى الدخول في حوار مكثف معه لإيجاد حل سلمي لنقل السلطة، وفقاً لقرارات مجلس الجامعة.

وأكد البيان على الدعم الكامل لمهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.

واكد بيان المجلس على ضرورة مواصلة الجهود من اجل تحقيق التوافق في مجلس الامن، ودعوة مجلس الامن الى اصدار قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، حتى يكون ملزماً لجميع الاطراف السورية. وحضر رئيس الائتلاف الوطني السوري ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا، اجتماع الوزراء العرب. وتحفظ كل من الجزائر والعراق على بيان الجامعة، فيما امتنع لبنان عن التصويت.

وبعد ساعات على تشكيله، حظي «الائتلاف الوطني» بجرعات من الدعم متفاوتة، أكثرها قوة تلك التي صدرت عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أعلن أول من أمس، «الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق»، مؤكداً ان دول المجلس «ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان».

وفي المواقف الغربية، التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة قادة الائتلاف الوطني السوري، أمس، مؤكداً ان فرنسا «ستدعم» هذا الائتلاف، ولم يأت الوزير على ذكر عزم فرنسا على الاعتراف رسميا بالائتلاف، لكنه اشار إلى انها «لطالما كانت في طليعة» داعمي المعارضة السورية التي «خطت لتوها خطوة بالغة الاهمية» بتوحدها.

من جهتها، رحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون باتفاق المعارضة السورية على تأسيس «الائتلاف»، لكنها حذرت من تفاقم النزاع الدائر في سورية. وقالت آشتون في مستهل الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية «أود ان احيي العمل الذي جرى في الدوحة لبناء وتوحيد المعارضة».

وأضافت «لكن مأساة سورية مأساة لا تنحصر في هذا البلد، وانما تطال المنطقة بأسرها».

وأكدت أن «الدول الممثلة هنا تدرك التحديات التي يشكلها موضوع اللاجئين الذين يفرون من بلدهم لإنقاذ حياتهم وتدرك ايضاً خطر تفاقم العنف».

بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين في القاهرة، أمس، أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد خطوة مهمة لكن الأمر يتطلب فعل الكثير قبل أن تعترف به بريطانيا رسميا. وقال «هذا حجر زاوية في غاية الأهمية»

وأضاف «نريد إشراك كل المعارضة السورية، وأن يحظى بدعم داخل سورية. وإن حدث هذا فسنعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري».

في موازاة ذلك، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني» من القاهرة، أنه يطالب بدعم مقاتلي المعارضة «بأسلحة نوعية».

وقال الخطيب ان «المعارصة بحاجة ملحة للاسلحة، لأسلحة نوعية»، وأضاف أن «الدعم يقصر من معاناة السوريين ونزيف دمائهم».

وأضاف لـ«فرانس برس» عبر الهاتف ان «ائتلافات وطوائف كثيرة انضمت للائتلاف الوطني السوري. البعض لهم تحفظات، لكن نحن نتواصل مع الجميع»، مشددا على ان «الائتلاف السوري يمثل معظم المعارضة السورية».

وقال الخطيب «نحن نريد من المجتمع الدولي ان يشعل شمعة في النفق الذي وضع الطاغية بشار الاسد شعبه فيه». وأضاف أن «السوريين يواجهون القصف من مقاتلات بشار ويحتاجون لأسلحة نوعية»، رافضا تحديد نوعية الاسلحة التي قال ان مجلساً عسكريا تابعاً للائتلاف – جارٍ تكوينه – سيحدد نوعيتها. وأكد أنه «إذا استمرت الازمة ربما ستنشأ تطورات اكبر وأخطر». وقال «ربما ستنفجر المنطقة بأكملها».

كما أكد الخطيب لـ«رويترز»، أمس، أنه يريد اعترافا أوروبيا ودعما ماليا للائتلاف، مؤكداً أن ذلك سيسمح له بالعمل كحكومة والحصول على أسلحة.

وأضاف أنه يطلب من الدول الأوروبية الاعتراف سياسياً بالائتلاف ممثلاً شرعياً للشعب السوري وأن يقدم له الدعم المادي.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت فور الاعلان عن تشكيل الائتلاف انها ستقدم الدعم للمعارضة السورية الموحدة.

في المقابل، دعت روسيا، حليفة دمشق، المعارضة الموحدة الى محاورة النظام السوري حول حل الازمة التي حصدت خلال ‬20 شهراً اكثر من ‬37 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

على الصعيد الميداني، شهدت الاحياء الجنوبية في دمشق، أمس، اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية التي تقوم بقصف عدد من المناطق في هذه الاحياء، بحسب المرصد.

وأفاد المرصد في بيانات متتالية بقصف طال حي التضامن، حيث تدور منذ أول من أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية «التي تحاول السيطرة على الحي» ومقاتلين معارضين، قتل فيها أمس أربعة مقاتلين. واشار الى سقوط قذيفة على منزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من التضامن. كما تعرض حي العسالي والاحياء الجنوبية لقصف من القوات النظامية في الساعات الاولى من صباح أمس.

وفي ريف دمشق، تعرضت مناطق عدة للقصف، ما تسبب، بحسب المرصد، في مقتل سبعة مدنيين، ستة منهم في مدينة داريا، حيث هاجم مقاتلون معارضون حواجز للقوات النظامية. وقتل مقاتلان معارضان في اشتباكات في ريف العاصمة، أمس، فيما «قتل ‬10 عناصر من القوات النظامية اثر اشتباكات مع مقاتلين اقتحموا محطة بث تلفزيوني وكلية الزراعة في قرية خاربو»، بحسب المرصد.

وذكرت صحيفة «البعث» السورية الرسمية، أمس، أن القوات النظامية «أحكمت سيطرتها على جميع احياء حرستا في ريف دمشق في انتظار إعلانها منطقة آمنة».

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا التي استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي، بحسب المرصد الذي أوضح ان القصف طال مبنى أمن الدولة الذي يحتله المقاتلون المعارضون وتجمعاً لهؤلاء على طريق رأس العين – الحسكة.

وقتل في القصف مقاتلان معارضان، في حين استهدف قصف مدفعي تجمعاً آخر لمقاتلين يحاصرون حاجزا للقوات النظامية في اصفرونجار في محيط رأس العين. وأفاد المرصد بمشاهدة «تعزيزات عسكرية تتجه على طريق تل تمر – رأس العين».

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تتعرض مدينة معرة النعمان لقصف مدفعي من القوات النظامية السورية «التي تشتبك مع مقاتلين من كتائب عدة عند مدخل المدينة الجنوبي»، بحسب ما ذكر المرصد.

واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من أكتوبر الماضي بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، إلا ان قوات النظام عادت وتقدمت خلال الايام الاخيرة على هذه الطريق واستعادت عدداً من القرى. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين «هاجموا مراكز للقوات النظامية في مدينة البوكمال» الحدودية مع العراق، بحسب ما ذكر المرصد.