التقنيات المطوّرة وأنظمة التشغيل الجــديدة تزيدان مبيعات الهواتف الذكية

مسؤولو شركات أكّدوا تراجع الإقبال على أجهزة لم تشهد تحديثاً لافتاً

التقنيات المطوّرة وأنظمة التشغيل الجــديدة تزيدان مبيعات الهواتف الذكية

«آي فون ‬5» شهد تطوراً في السرعة وقياس الشاشة.. لكن التطور في التقنيات المرافقة غاب عنه.
«آي فون ‬5» شهد تطوراً في السرعة وقياس الشاشة.. لكن التطور في التقنيات المرافقة غاب عنه.
 

طرحت الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية، خلال الربع الأخير من العام الماضي، هواتف جديدة في السوق المحلية تميزت بالتطور الكبير في مواصفات العتاد (هاردوير)، مثل السرعة العالية والسعة الكبيرة وقوة الأداء، إلا أنه وبسبب التشابه الكبير بين المواصفات التي تقدم في كثير من الهواتف الجديدة عموماً، ارتأى المصنعون أن العتاد المتطور وحده لا يكفي لرفع حصصهم من السوق، فلجأوا إلى الاعتماد على تطوير البرامج والتقنيات التي تقدمها أجهزتهم، إضافة إلى تقديم أنظمة تشغيل جديدة، لإبراز حقيقة ما تتمتع به أجهزتهم من قدرات.

وتتضمن أبرز أنظمة التشغيل المتوافرة حالياً نظام «أندرويد ‬4.1» من شركة «غوغل»، ونظام «ويندوز فون ‬8»، الذي طرحته شركة «مايكروسوفت»، أخيراً، ونظام «آي أو إس ‬6»، الذي طورته شركة «آبل» وخصصته لأجهزتها.

وبحسب مسؤولي مبيعات في شركات لتجارة الإلكترونيات في السوق المحلية، فإن الشركات التي طورت البرامج والخصائص التقنية في أجهزتها وحدّثت أنظمة التشغيل لديها باتت تشهد طلباً أكبر على أجهزتها حالياً، بعكس تلك التي لم تحدّث تغيرات حقيقية على هواتفها الجديدة.

«ويندوز فون ‬8»

قال كبير مديري التسويق في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «إتش.تي.سي» للهواتف، نيراج سيت، إن «الشركة طرحت هاتفين هما (إتش.تي.سي ويندوز ‬8 إكس) و(‬8 إس) العاملان بنظام (ويندوز فون ‬8) لإتاحة خيارات أكبر أمام المستهلكين، إذ يتوافر الجهازان إلى جانب نظام (أندرويد)، الذي تستخدمه الشركة في هواتفها الأخرى».

بدوره، قال مدير المنتجات والأجهزة الذكية لمنطقة الشرق الأوسط، في شركة «نوكيا»، طارق زكي، إن «أبرز خصائص نظام التشغيل (ويندوز فون ‬8) تتمثل في إمكانية اختيار وتغيير شكل واجهة الهاتف، وترتيب التطبيقات وفقاً لأولويات كل مستخدم، مع إتاحة استخدام ألعاب (إكس بوكس)، وبرامج (أوفيس) المخصصة للهواتف، واستخدام تقنيات (سكاي درايف)، إضافة إلى سرعة الاستجابة التي تتيح للشركات وضع تطبيقاتها المبتكرة الخاصة لكل منها على الهواتف».

https://i0.wp.com/media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/02/02215487963.jpg?resize=335%2C209

وكانت من أبرز الأمثلة على استخدام البرمجيات والخصائص التقنية الحديثة بالتزامن مع استخدام أنظمة تشغيل جديدة، إطلاق شركة «نوكيا» ضمن هاتفها «لوميا ‬920»، الذي يعمل بنظام «ويندوز فون ‬8»، تقنية «بيور فيو»، التي توفر صوراً نقية في مختلف ظروف التصوير حتى مع الإضاءة المنخفضة، وتقنية «العدسة العائمة» في الهاتف التي تسمح بالتقاط كاميرا الهاتف خمسة أضعاف كمية الضوء مقارنة بكاميرات التصوير التقليدية للهواتف، من خلال التصوير من دون فلاش بعد إزالة فتحة العدسة للسماح بدخول الضوء، وأما تقنية «سيتي لينز» فتوفر للمستخدمين إمكانيـة معرفة أماكن المطاعم والفنادق والبنوك، وغيرها والحصول على بياناتها في أي مكان في العالم، بمجرد فتح الكاميرا وتوجيها نحو الشارع، وأخيراً فإنه يمكن للمستخدم شحن جهازه «لوميا ‬920» لاسلكياً.

من جانبها، طرحت شركة «إتش.تي.سي» هاتفاً جديداً يعمل بنظام «ويندوز ‬8»، أطلقت عليه اسم «إتش.تي. سي.ويندوز ‬8 إكس»، وزودت الشركة الجهاز الجديد بتطبيقات لالتقاط أفضل صور في ظروف الإضاءة المنخفضة، مع رقاقة تصوير تعمل بتقنيات «إمج تشيب» للحصول على صور أوضح وأسرع بغض النظر عن وضع وظروف التقاطها، ووفرت الشركة في هاتفها تقنية «بيتس أوديو»، التي تتيح للمستخدمين الاستماع إلى مختلف الوسائط بجودة صوت مرتفعة.

من ناحيتها، أطلقت شركة «سامسونغ إلكترونيكس»، هاتفها «غالكسي نوت ‬2»، الذي وفرت له معالجاً رباعي النوى سرعة ‬1.6 غيغا هيرتز، وزودته بعدد من البرمجيات والتقنيات الجديدة، مثل تقنية «آير فيو» التي تتيح عرض ما بداخل المجلد قبل النقر عليه، وتقنية «بوب ـ أب نوت» لتدوين الملاحظات عبر النافذة المنبثقة، والقلم الذكي «إس بين» الضوئي الذي يتيح الكتابة على الشاشة، وأداء العديد من المهام الأخرى، وغيرها الكثير من المزايا.

من جانب آخر، أطلقت «آبل»، هاتفها «آي فون ‬5»، العامل بنظام التشغيل «آي أو أس ‬6»، الذي أتاح سرعة أعلى من سابقه، وعدّل شكله بزيادة قياس الشاشة مع تقليل السمك، لكن الشركة لم تأتِ بجديد على صعيد البرمجيات التقنية الملحقة بالجهاز، إذ اكتفت بالمساعد الشخصي «سيري» الذي يستطيع التحكم في وظائف الجهاز، إضافة برمجية «آي كلاود» لمزامنة البيانات عبر تقنية الحوسبة السحابية، واللذين جرى تقديمهما في «آي فون ‬4 إس».

وقالت المشرفة الأولى للمبيعات في محل «إكسيوم تيلكيوم» في «الشارقة سيتي سنتر»، برنسيس ناسبيزنا، إن «أنظمة التشغيل الجديدة والتقنيات الخاصة بالهواتف، أسهمت في ارتفاع الإقبال على الهواتف الجديدة، خصوصاً التي تحتوي على تعديلات كبيرة، مقارنة بطلب أقل على الهواتف التي لم تحتوي تعديلات كبيرة أو مؤثرة»، لافتة إلى أن «عدداً كبيراً من المستهلكين يقبلون حالياً على شراء الهواتف التي تعتمد أنظمة (ويندوز فون ‬8)، بعدما كان التركيز فقط خلال فترات سابقة ينحصر بين الهواتف التي تعمل بنظام (أندرويد) و(آي أو إس)».

من جهته، قال مسؤول المبيعات في شركة «إي فور يو» للإلكترونيات، نيش صني: «لاحظنا تزايداً في استفسار المستهلكين عن المزايا البرمجية والتقنية للهواتف الجديدة وأنظمة التشغيل الجديدة فيها، على الرغم من أنهم كانوا يقبلون سابقاً على علامات تجارية معينة كانت تسيطر على الحصص الأكبر في السوق»، مشيراً إلى أن «هاتف (آي فون ‬5) الجديد، على سبيل المثال، لم تكن مبيعاته بدرجة القوة نفسها مقارنة بموديلاته السابقة، نظراً لطرحه بتعديلات غير مؤثرة، في ظل ارتفاع حدة المنافسة مع الهواتف الأخرى».

من جانبه، قال مسؤول المبيعات في شركة «آي ستي»، إقبال أحمد، إن «المنافسة بين الهواتف حالياً في السوق انتقلت بين أنظمة التشغيل، والتقنيات الخاصة التي يوفرها كل جهاز، ولم تعد تقتصر على العلامات التجارية فقط»، لافتاً إلى أن «لجوء هواتف إلى استخدام نظام (ويندوز فون ‬8) رفع من حجم الطلب عليها أخيراً، إضافة إلى الأجهزة التي وفرت تقنيات ومزايا جديدة والعاملة بنظام (أندرويد)».