الإمـارات تسعـى لرفع إنتـاج النفـط إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً في ‬2017

«أدنوك»: مصفاة نفط جديدة في الرويس العام المقبل

الإمـارات تسعـى لرفع إنتـاج النفـط إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً في ‬2017

 

الإمـارات تسعـى لرفع إنتـاج النفـط إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً في ‬2017
الإمـارات تسعـى لرفع إنتـاج النفـط إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً في ‬2017

أكدت الإمارات سعيها إلى زيادة قدرتها الإنتاجية من النفط الخام إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً في عام ‬2017، للمساهمة في استقرار الأسواق العالمية وضمان التزاماتها طويلة الأجل مع المستهلكين، في وقت كشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن خطة لبناء مصفاة جديدة في منطقة الرويس، من شأنها تغطية احتياجات الطلب المحلي على المشتقات البترولية، من أهمها وقود السيارات.

وتوقعت الشركة في تصريحات صحافية أمس على هامش انطلاق فعاليات «مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز ‬2013» الذي بدأ أعماله في «فندق أبراج الاتحاد جميرا» في أبوظبي، أمس، الانتهاء من المصفاة الجديدة عام ‬2014 بحسب الخطة الموضوعة.

زيادة الإنتاج

وتفصيلاً، أكد وزير الطاقة، سهيل بن محمد المزروعي، أن «الإمارات تسعى إلى زيادة قدرتها الانتاجية إلى ‬3.5 ملايين برميل يومياً من النفط الخام، للمساهمة في استقرار الأسواق العالمية وضمان التزاماتها طويلة الأجل مع المستهلكين».

وقال في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لـ«مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز ‬2013» إن «الأحداث الأخيرة أثبتت أن من الضروري التركيز على أمن الطاقة لمواجهة الكوارث الطبيعية والأحداث الجيوسياسية، والظروف الأخرى غير المتوقعة التي قد تحدث في أي وقت في العالم»، مشيراً إلى أن الإمارات عمدت إلى «بناء وتشغيل خط أنابيب نفط (حبشان ــ الفجيرة) لضمان تدفق النفط الخام إلى الأسواق العالمية».

ولفت إلى أنه «على الرغم من حالة عدم اليقين التي تواجه الطلب على النفط خصوصاً، والصناعة النفطية عموماً، فإن من المؤكد أن عصر البترول لايزال مزدهراً، وأن الطلب على المدى الطويل آخذ في النمو، كما أن الدول المنتجة مثل الإمارات مستمرة في الاستثمار في طاقتها الإنتاجية لتلبية هذا الطلب المتنامي».

وشدد المزروعي على أهمية الاستثمار في قطاع الطاقة، قائلاً «ليس لدي أدنى شك في أن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار، إذ إن بعض السيناريوهات تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط سينمو بمقدار مليون برميل يومياً، ليصل إلى ‬105 ملايين برميل يومياً عام ‬2030، فيما تتوقع بعض السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً أن يصل الطلب العالمي إلى ‬112 مليون برميل يوميا».

وأكد أن «الدولة تولي قطاع الطاقة أهمية كبيرة، وتعمل في هذا الصدد من خلال أربعة محاور، هي: العمل مع دول منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك) للمساهمة في المحافظة على توازن واستقرار أسواق النفط العالمية، وتنويع مصادر الطاقة بالاستثمار في مصادر الطاقة المكملة، خصوصاً في زيادة استخدامات الطاقة الشمسية، وفي إنتاج الطاقة النووية، واستخدام أحدث التقنيات لاستكشاف واستغلال المواد الهيدروكربونية، والمحافظة على البيئة، وترشيد استخدامات الطاقة داخل الدولة».

وأشار إلى أن «الطاقة النووية ستسهم بحلول عام ‬2021 بنسبة قد تصل إلى ‬25٪ من إنتاج الكهرباء في الدولة، وذلك عن طريق تشغيل أربع محطات تنتج ‬5.6 ميغاوات من الكهرباء».

وقال إن «الإمارات قطعت شوطاً في مجال انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وذلك بتدشين محطة (شمس ‬1) بطاقة ‬100 ميغاوات».

التزام «أدنوك»

من جهته، أكد المدير العام لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عبدالله ناصر السويدي، التزام «أدنوك» بضمان إمدادات آمنة ومستقرة من النفط الخام، والمشتقات البترولية لتلبية الطلب العالمي والمحلي، على المديين القصير والبعيد من خلال زيادة الطاقة الإنتاجية والتوسعة في صناعة المنتجات المكررة.

كما أكد التزام «أدنوك» بتطوير بنيتها التحتية في مجال الاستكشاف والإنتاج، وصناعة المنتجات المكررة، إضافة إلى الصناعات البتروكيماوية، مشيراً إلى أن «أدنوك» تخطط لرفع طاقتها الإنتاجية إلى نحو ‬3.5 ملايين برميل يومياً في عام ‬2017، وزيادة طاقتها التكريرية إلى نحو ‬900 ألف برميل يومياً، للإيفاء بالطلب المتنامي على المنتجات المكررة عالية الجودة.

وأشار إلى ضرورة تبني استراتيجيات جديدة للتعامل مع التغير الذي سيطرأ على دور المنتجين الرئيسين في الأسواق العالمية للطاقة، نتيجة للزيادة المطردة في إمدادات الطاقة من مصادر غير تقليدية، مثل النفط والغاز الصخري، التي حدثت بفعل التطور التكنولوجي الكبير.

ولفت إلى استمرار الدول المنتجة للنفط في منطقة الشرق الأوسط، في لعب دور مهم في الإيفاء بالطلب العالمي على الطاقة ضمن منظومة الطاقة العالمية.

وقال إن «(أدنوك) نجحت في التغلب على التحديات الكبيرة التي كانت تواجه عمليات تطوير أول حقل للغاز الحمضي»، مشيراً إلى أن حقل «شاه» سيبدأ الإنتاج أواخر عام ‬2014، الأمر الذي يسهم في زيادة إمدادات الغاز في أبوظبي.

وأكد السويدي حرص «أدنوك» على أن تكون أنموذجاً يحتذى به في كل دول العالم في الجمع بين الالتزام بالإيفاء باحتياجات العالم من الطاقة، والالتزام الراسخ بتقليل الأثر البيئي، مستعرضاً جانباً من جهود الشركة ومبادراتها لتطبيق أفضل ممارسات الصحة والسلامة والبيئة.

وذكر أن «شركة (أدنوك) توفر بعثات دراسية داخل الدولة وخارجها للطلبة المتميزين، إذ تخرج حتى الآن نحو ‬12 ألف مبتعث التحقوا بمجال الصناعة النفطية، فضلاً عن أنها ملتزمة بتطوير مهارات العاملين ورفع قدراتهم للإيفاء بالحاجة المتزايدة من الأيدي العاملة المؤهلة التي يحتاج إليها قطاع النفط والغاز في الدولة، مشيراً إلى أنه لبلوغ هذا الهدف بادرت (أدنوك) بإنشاء العديد من المؤسسات التعليمية مثل مدرسة (غلينج) و(معهد أدنوك الفني) و(المعهد البترولي)».

مصفاة جديدة

بدوره، قال مدير دائرة التسويق والتكرير في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، سلطان أحمد المهيري، إن «خطط التوسع في الانتاج لدى الشركة يقابلها أخرى موازية في مجال التكرير، منها بناء مصفاة جديدة».

وأضاف أن «الطاقة الانتاجية للمصفاة الجديدة في منطقة الرويس ستصل إلى ‬417 ألف برميل يومياً تغطي الطلب المحلي، ويصدّر جزء منها للخارج»، مشيراً إلى أن من شأن المصفاة الجديدة، فضلاً عن الحالية، أن ترفع طاقة «أدنوك» التكريرية إلى ‬900 ألف برميل يومياً. وتحفظ المهيري على الربط بين المصفاة الجديدة وتراجع أسعار الوقود، كونه مكرراً محلياً، موضحاً أن الأسعار تحددها الجهات الحكومية المتخصصة، فضلاً عن لجان متخصصة في ذلك. وأوضح أن «تغطية السوق المحلية لا تعني وقف الاستيراد، كون السوق المحلية مفتوحة»، مؤكداً أن «أدنوك» توفر لـ«شركة أدنوك للتوزيع» كل ما تحتاج إليه من مشتقات نفطية.

ولفت إلى قيام شركات أخرى بالاستيراد من الخارج لأسباب تجارية خاصة بها، ملمحاً إلى أن هذا يؤثر في شركة أدنوك، لكن بشكل غير مباشر.

ونفى المهيري أن يكون هناك إغلاق لأي من محطات «شركة أدنوك للتوزيع» في الدولة.