الأطفال يولدون بأذن موسيقـــية

الأنغام تؤثر في نمو قدراتهم العقلية

الأطفال يولدون بأذن موسيقـــية

الأطفال يولدون بقدرات تمكنهم من تمييز النغمات الموسيقية.
الأطفال يولدون بقدرات تمكنهم من تمييز النغمات الموسيقية.

أثبتت دراسات حديثة أن الأطفال حديثي الولادة يتمتعون بقدرات عالية على تمييز النغمات الموسيقية، كما وجدت أن للموسيقى تأثيراً لا يمكن إغفال أهميته على نمو القدرات العقلية للأطفال منذ نعومة أظفارهم، حتى وهم في شهور حياتهم الأولى.

وسبق الموسيقار المجري، فرانتس ليست، ومن أشهر أعماله الرابسويات المجرية، الجميع حينما قال إن «الموسيقى هي قلب الحياة، فبها ينطق لسان العشق ومن دونها لا يوجد خير ممكن، ومعها يكتسب كل شيء في هذا العالم مذاقاً جميلاً».

هذا ما قاله عاشق الموسيقى الشهير، وما أثبتته الدراسات العلمية كشف ما هو أبعد من ذلك، إذ أشارت بعض الأبحاث التي أجريت أخيراً إلى أن فوائد الموسيقى لا تحصى وترتبط بالبشر طوال فترة حياتهم، بل حتى قبل رؤيتهم بصيص الضوء الأول، وإطلاق صرخة ولادتهم، فضلاً عن تشكيلها دوراً أساسياً أثناء فترة الطفولة.

هبة

على سبيل المثال، أثبتت دراسة أجراها معهد المنطق واللغة والبرمجة، التابع لجامعة أمستردام الهولندية، أن الأطفال يولدون بهبة التعرف إلى الأنماط النغمية والقدرة على تمييز الحركات الموسيقية المختلفة، بل إنهم يكتسبون هذه القدرات قبل الولادة أثناء فترة الحمل في الرحم.

وتستند الأبحاث الهولندية إلى ضرورة التوصل إلى القدرات التي يولد الأطفال بها، قاعدةً أساسيةً لتفهم كيفية تمييز الإنسان الناضج للموسيقى، ولهذا يدور الجدل حالياً بين العلماء حول ضرورة معرفة إذا ما كانت خاصية «تتابع الإيقاع»، أو تمييز نبضة اعتيادية في وسط اشارة سمعية، هي صفة يولد بها الانسان أم يكتسبها.

ويرى العلماء الهولنديون أن هذه الصفة طبيعية وليست مكتسبة، ذلك لأن دراساتهم أثبتت أن الأطفال لديهم قدرة على توقع تغييرات النوتة الموسيقية المختلفة في أي موسيقى معزوفة، إذ لوحظ وجود نشاط مصحوب بتعارض للتوقعات الحسية حين حدوث أي تغيير في «التتابع الإيقاعي»، وثبت ذلك عند قيام فريق البحث بتشغيل إحدى مقطوعات موسيقى الروك لمجموعة من الأطفال حديثي الولادة ومراقبة أنشطتهم الدماغية بمجموعة من الأجهزة المتخصصة، ولهذا يأمل أستاذ الموسيقى بجامعة أمستردام هينكيان هونينج في العثور على المزيد من الأدلة تدعم هذه النظرية.

موتسارت

من جانب آخر، يتحدث البعض عن الأثر السحري لأعمال الموسيقار النمساوي موتسارت في تحسين القدرات العقلية، وزيادة التركيز، وتحسين القدرات الإبداعية والفكرية، والقدرة على إدراك الفراغ الزمني والتعبير الشهفي في ما يعرف باسم «تأثير موتسارت».

ويبدو أن موسيقى موتسارت لديها تأثير سحري في تحسين المهارات العقلية، خصوصاً مقطوعته المعروفة باسم «ري مايور».

وقامت الممرضات في مستشفى «لافي» الجامعي بمدينة بالنثيا الإسبانية، بدراسة فوائد الموسيقى على الأطفال غير الناضجين والرضع، وتمكنوا من التوصل إلى أن مقطوعات موتسارت وفيفالدي وبرامز تساعد في تحسين أداء عضلة القلب، فضلاً عن رفع مستوى الأوكسجين في أجساد الأطفال حديثي الولادة، وجعلهم يتمتعون بنوم مريح وهادئ وتقليل حالات البكاء.