إيران تصف تهديدات أميركا وإسرائيل بـ «المزحة»

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع كيري عقب الاجتماع مع «الكونغرس» بشأن عقوبات إيران
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث مع كيري عقب الاجتماع مع «الكونغرس» بشأن عقوبات إيران
المصدر:عواصم ــ وكالات

وصف وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، تهديدات أميركا وإسرائيل لطهران بأنها «مزحة»، داعياً إلى عدم أخذها على محمل الجد، فيما اتهم وزير إسرائيلي خلال زيارة إلى واشنطن الإدارة الاميركية بأنها «تقامر» بـأمن إسرائيل في سعيها للتوصل إلى اتفاق مع طهران حول الملف النووي، وحذر مجدداً من ان الدولة العبرية يمكن ان تشن ضربات عسكرية بمفردها.

وتفصيلاً، نسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) أمس، إلى العميد دهقان قوله، إن «تهديدات أميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مزحة». وأضاف «لا تأخذوا هذه التهديدات على محمل الجد كثيراً». وتأتي هذه التصريحات، فيما تخوض إيران مفاوضات جديّة مع دول «5 1» التي تضم الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا، حول برنامجها النووي. وشهدت المفاوضات تقدّماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بعد سنوات من التعقيد والفتور.

في الأثناء اتهم وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت زعيم حزب «البيت اليهودي» الديني المتشدد المؤيد بقوة للاستيطان، الادارة الاميركية بأنها «تقامر» بـأمن اسرائيل في سعيها للتوصل إلى اتفاق مع طهران حول الملف النووي الإيراني، وحذر مجدداً من ان الدولة العبرية يمكن ان تشن ضربات عسكرية بمفردها. ويزور الوزير بينيت واشنطن، حيث أوفده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة لتأليب أعضاء الكونغرس الاميركي ضد تسوية دبلوماسية محتملة بين الدول الكبرى وطهران حول البرنامج النووي الإيراني.

وقال بينيت امام معهد بروكينغز سابان للدراسات حول سياسة الشرق الأوسط «في الوقت الذي أنا فيه تواق للسلام، لا أعتقد ان هذا هو الوقت الملائم للمقامرة بأمننا». ورأى بينيت ان العقوبات القاسية المفروضة على إيران يجب ألا تخفف. وقال انه في الوقت الذي يترنح الاقتصاد الايراني فإن «هذا هو الوقت المحدد للقول للايرانيين، إما هذا أو ذاك، إما ان يكون لديكم برنامج للسلاح النووي او أن يكون لديكم اقتصاد، ولكن لا يمكنكم الحصول على الاثنين معاً».

وأضاف ان «الأمر أشبه بمباراة ملاكمة حيث الخصم مرمي أرضاً والحكم يعد: ستة، سبعة، ثمانية، تسعة، وفي تلك اللحظة بالذات نذهب وننتشله ونزيل الضغط عنه»، مؤكداً انه «الآن ليس وقت التهاون». وشدد الوزير الاسرائيلي على ان الهدف من المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة الدول الست الكبرى يجب ألا يكون وقف البرنامج النووي الايراني فحسب وإنما تفكيكه بالكامل. وأضاف «انا مقتنع بأننا اذا زدنا وتيرة الضغط سنحصل على الصفقة الصحيحة». ورأى الوزير الإسرائيلي ان ايران و18500 جهاز للطرد المركزي تمتلكها حالياً، يمكنها صنع سبع قنابل ونصف كل سنة، ويمنحها قدرة على انتاج أسلحة نووية خلال ستة أسابيع فقط. وقال ان «اسرائيل لن تتساهل ابداً بشأن أمنها ». وأضاف ان إسرائيل دمرت في 1981 مفاعلاً بناه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين و«في 2007 فعلت الأمر نفسه في سورية على ما يبدو». وتابع بينيت «أنقذنا العالم من رجال مجانين مرتين، فعلنا ذلك لأننا ندرك مكانتنا في التاريخ، فعلنا ذلك لأننا نعي مسؤوليتنا».

واتهم بينيت ايران بأنها تتراجع «وتبطئ الإنتاج الآن وتنتظر اللحظة المناسبة التي ينشغل فيها الغرب ببعض الازمات» لتدير له ظهرها. وقال «لا يمكننا التزام الهدوء بينما الغرب يسرع إلى توقيع اتفاق مع إيران سيكون كارثياً».

وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد دعا الكونغرس إلى إفساح المجال لإيران لتثبت جدية التزامها بالمفاوضات حول برنامجها النووي، وذلك عبر عدم فرض عقوبات جديدة فورية عليها. واعتبر نواب أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أن إيران لم تظهر جدية، ودعوا إلى تشديد العقوبات التي تخنق أصلاً الاقتصاد الايراني. لكن وزير الخارجية جون كيري دعا النواب إلى «التهدئة».