إقبال الأحمد ـ الشريط الذي سيوحد الكويت

ما إن خرج الشيخ أحمد الفهد الصباح، بعد استماع النيابة إلى أقواله اثر قضية تتعلق بشريط أياً كان محتواه.. حتى خرج لنا من هو على الساحة ومن فارقها منذ زمن طويل.. من يعنيه الموضوع ومن لا يعنيه.. ليفتي بالموضوع ويتوعد إذا ما كان في هذا الشريط ما يهدد أمن البلاد واستقرارها.

وللمرة الأولى، أشعر باتفاق كل الأطراف المؤيدة والمعارضة.. المثقفة والأقل ثقافة.. من هي بالساحة ومن هي خارجها، على موضوع بعد أن غاب عنا الاتفاق دهراً.. عندما هجر الساحة السياسية الكويتية منذ سنوات.

هل سيعيد هذا الشريط الغامض بمحتواه وطريقة عرضه وكيفية وصوله بهذا الشكل لحمة الساحة الكويتية.. بكل مكوناتها.. المعارضة والمؤيدة والمتأملة من دون أي تعليق.. لأن محتواه (هذا إذا ثبت ذلك) يتضمن تهديداً لأمن واستقرار البلاد بأي شكل من الأشكال؟

تؤسفني حقيقة أن يتحد الشارع الكويتي ومن يتمتع بمواقع لها قوتها وسلطتها بسبب قضية.. مازالت إلى اليوم مجرد قيل وقال.. وكان الأجدى برئاسة الحكومة أن تتولى مسؤولية التعليق على الموضوع وتحديد شكل الخطوات القادمة، لأن موضوع السيادة والسلطة كان جزءاً من حالة المضغ.. لا أن يترك الشارع يفتي كما يريد.. خاصة أن ما يتم تناوله عبارة عن كلمات مبهمة، باطنها فضائح إذا صدقت، وغلافها نوايا لا يعرف سوى الله هويتها.. إذا ثبت.

كل ما يقال وما يكتب حول هذا الشريط يجب ألا يطول زمن المضغ فيه.. ولابد لمن يمتلك ولو جزءاً من الحقيقة الثابتة والمؤكدة أن يوضحها إلى أن يبت القضاء ما ورد فيه.. ومن المسؤول عنه.

***

أجمل ما قرأت: الله تعالى لا يحتاج إلى دفاع لأنه أراد لهذا العالم أن يكون بهذا الشكل، وللحياة أن تكون بهذه الصورة، يعيش فيها الجميع على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وقومياتهم بسعادة «وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»، ولم يقل سبحانه لتتقاتلوا أو تتنازعوا أو تحتقروا بعضكم بعضاً، فالله كالشمس يشرق بنوره على كل الدنيا.. وكالمطر يروي كل الأرض.. فمن أنت أيها الإنسان حتى تمنع رحمة ربك عنهم وتريد الشر لهم؟!