إقبال الأحمد ـ إسم الشارع أو الإستجواب

 

نعم يعقل.. وانا اعني ما اقول.. سأقدم استجوابا لرئيس الوزراء ان لم يُسمَّ شارع باسم احد ابناء «القبيلة الفلانية».

هذا هو مستوى الاستجوابات عندنا.. وليس لأي وزير.. لا.. لرئيس الوزراء بعظمته.. ليس لفشله بادارة الدولة او اخفاقه فى تطبيق خطة التنمية او لاهماله فى محاربة الفساد.. او لتفاقم المشكلات التي تمس المواطن العادي وعدم الوصول الى حلول لها.. لا.. لانه لم يسم اي شارع باسم قبيلة النائب.

ما ادري شقول.. هذي الكويت صل على النبي.. ولا هذا خبز خبزتيه يا الرفلة اكليه.. ولا قلعتكم يا حكومة.. ولا يا شماتة العذال فيكم.. والله ما ادري شقول!

لطالما استنكرنا ورفضنا مبدأ تسميات الشوارع باسماء لا طعم لها ولا رائحة، واستنكرنا حالة الاسهال فى التسميات.. فاذا اردت ان تعطي عنوانك اليوم بدل ان يكون قطعة اثنين مثلا شارع رقم عشرة وجادة ستة.. نقول تخرج من شارع فلان وعلى يمينك شارع فلان.. متفرع من شارع فلان!

لا اعرف على اي اساس بنى صاحب القرار ايا كان.. مبدأ تسميات الشوارع بأسماء.. وهذا ما اوصلنا اليه الحال اليوم.. التهديد بالاستجواب اذا لم يطلق اسم احد ابناء القبيلة على شارع.. والجاي اعظم.. فكل قبيلة ستطالب بحقها فى شوارع الكويت.. ثم الملتزمون بمذاهب دينية سيطالبون بقادة فكر مذاهبهم.. وهكذا دواليك.

انا شخصيا لا الوم النائب صاحب التهديد.. فله الحق ان يمتع عينيه باسم احد ابناء قبيلته فى مناطقهم.. والا اشمعنى فلان وفلان؟ ذلك انطلاقا من مبدأ المساواة والتعامل بالمثل.. كما قال النائب نفسه فى لقاء صحفي مع جريدة محلية.. وعرض هذا التهديد بالبونط العريض، لكني استغرب أن تكون هذه المسألة التي ينبغي أن تكون ثانوية للغاية في اهتمام «ممثل الشعب وليس ممثل قبيلة بذاتها»، هي سبب تهديده باستجواب رئيس الحكومة، فيما البلد مثقل بأولويات وقضايا عالقة وساكنة وأخرى تراوح في مكانها وغيرها من متطلبات الشعب الذي يمثله النواب، ما يغطي عدة دورات تشريعية!

يا اصحاب القرار.. ألغوا قرار تسمية الشوارع الداخلية بالاسماء وعودوا الى الأرقام.. وفكوا نفسكم من الدندرة والمشاكل.. والاستجوابات. فالدول المتحضرة لا تنشغل بأسماء وأرقام ولا تركز جهود حكوماتها على الشكليات، بل الجوهري وما يمسّ حاجات مواطنيها.

اعيدونا إلى «زمن الأرقام» المحايدة والمفهومة والبعيدة عن التمييز كونها «أرقام الجميع»، كما كنا سابقا.. او أوقفوا فورا التسميات الجديدة وعالجوا الخلل السابق بوضع أرقام واضحة بجانب كل الاسماء التي زينتم بها شوارعنا.. ليستدل من لا يقرأ اللغة العربية على عنوانه بسهولة.

كلما أثرت الموضوع مع نواب المجلس البلدي.. قالوا: إحنا مالنا شغل.. الأوامر من فوق؟!