«أودي» أدخلت «فيس بوك» و«تويتر» إلى مقصورة السيارة

«فيس بوك» و«تويتر» يغزوان عالم السيارات

«أودي» أدخلت «فيس بوك» و«تويتر» إلى مقصورة السيارة
«أودي» أدخلت «فيس بوك» و«تويتر» إلى مقصورة السيارة

تسارعت وتيرة التطورات التكنولوجية خلال العقد الماضي، حيث أصبح المرء قادراً على الاتصال بالإنترنت في أي زمان ومكان بفضل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية. ولم يعد الأمر مقصوراً منذ فترة طويلة على تصفح المواقع الإلكترونية فحسب، بل تطور الموضوع إلى استخدام التطبيقات والبرامج المفيدة، التي يتم تشغيلها على الهواتف الجوالة. وعن طريق أنظمة المعلومات والترفيه الحديثة يمكن للمستخدم أن ينقل مثل هذه البرامج والتطبيقات إلى السيارات الحديثة، وهو الأمر الذي كان محل انتقادات لاذعة من خبراء النقل والمواصلات.

ولخص بهارات بالاسوبرامانين، من قسم أبحاث التطوير بشركة «مرسيدس – بنز»، نتائج استطلاع رأي العملاء بوادي السيليكون، قائلاً «لا يمكن للمستخدم أن يتخلى عن شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل (فيس بوك) و(تويتر) لدقائق معدودة، وأصبح المرء يفضل أن يظل في المنزل على أن يتنقل من مكان لآخر من دون وجود اتصال بالإنترنت». ولذلك فإن البرامج الصغيرة، أو ما يُعرف باسم التطبيقات، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، وهو ما يضع شركات السيارات تحت ضغوط ويجبرها على مواكبة هذا التطور وتلبية رغبات عملائها».

فئة الشباب

خيط رفيع

يعترف المتحدث الإعلامي باسم شركة «أودي» الألمانية، أوليفر شتروباخ، بأن شركات السيارات تسير على خيط رفيع في ما يتعلق بموضوع دمج التطبيقات والبرامج الإضافية في السيارات الحديثة، ويؤكد ذلك بقوله «تسعى شركات السيارات إلى تلبية رغبات عملائها من خلال توفير أقصى قدر ممكن من الخدمات الإضافية»، لكن يجب أن يتم دمج هذه الوظائف الإضافية لاسلكياً في طريقة استعمال السيارة، حتى يظل الهاتف الذكي في جيب السائق، لأن مجرد مسك الهاتف الجوال يعد من الأمور المحفوفة بالمخاطر أثناء القيادة. وقد تعرض الاتجاه نحو دمج التطبيقات والبرامج الصغيرة في كمبيوتر السيارة إلى العديد من الانتقادات اللاذعة من المجلس الألماني للسلامة على الطريق (ضز)، حيث أكدت المتحدثة الإعلامية، كارا بورمان، على ذلك بقولها «يجب أن ينصب اهتمام وتركيز قائد السيارة بالكامل على متابعة أحوال الطريق» وقد يؤدي أي إجراء يلفت انتباه السائق، بما في ذلك استعمال التطبيقات بأنظمة المعلومات والترفيه، إلى تزايد خطر الحوادث على الطريق، وأضافت بورمان «نحن نرى أن إجراء المكالمات الهاتفية المسموح بها في السيارة عن طريق تجهيزة التحدث الحر يعد من الأمور الخطيرة؛ لأن تركيز السائق في تلك الأثناء يكون منصباً على المكالمة الهاتفية وليس على متابعة أحوال الطريق من حوله».

لم تعد شركات السيارات تكتفي فقط بإتاحة وظيفة الإنترنت في السيارات التي تستهدف بها مخاطبة أذواق فئة العملاء من الشباب، لكنها تسعى حالياً إلى استعمال التطبيقات والبرامج المختلفة في مقصورة القيادة. وتتيح الوظائف الجديدة إمكانية توصيل الهاتف الذكي «آي فون» بالشاشة الموجودة في السيارة، ويمكن لقائد السيارة عن طريق هذه الشاشة استدعاء شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل «تويتر» و«فيس بوك»، إلى جانب قراءة الرسائل النصية القصيرة أو استدعاء جهات الاتصال المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك يتمكن قائد السيارة من إرسال الرسائل عن طريق أدوات العرض والاستعمال بالسيارة.

وأوضح المتحدث الإعلامي باسم الشركة الألمانية، ماتياس بروك، أن قائد السيارة يمكنه على سبيل المثال اختيار الموسيقى واستدعاء النشرة الجوية والاستعلام عن أسعار الأسهم في البورصة. وبغض النظر عن الهاتف الذكي« آي فون»، فإن قائد السيارة يتمكن من تحميل البرامج الأخرى في نظام Command من شركة «مرسيدس» عن طريق اتصال «البلوتوث» مع الهاتف الجوال. وقد تم تخزين مثل هذه البرامج الصغيرة في متجر تطبيقات خاص بها. وتساعد هذه التطبيقات قائد السيارة في العثور على مكان مناسب لصف السيارة للانتظار أو الاستعلام عن أسعار الأسهم الحالية في البورصة، وتخطط شركة «مرسيدس – بنز »حالياً لتطوير باقة من التطبيقات الأخرى.

متعة القيادة

طورت شركة «بي إم دبليو» الألمانية وشركة «ميني» البريطانية التابعة لها، متجر تطبيقات خاصاً بها. ولم يقتصر اهتمام الشركة الألمانية فقط على تطبيقات الإنترنت المعتادة بدءاً من شبكات التواصل الاجتماعي ووصولاً إلى راديو الويب، لكنها حرصت على مراعاة الموضوعات المتعلقة بالسيارات أيضاً، حيث تقدم شركة ميني، على سبيل المثال، تطبيقاً لمتعة القيادة. ويقوم هذا البرنامج بإخبار السائق بقيم التسارع الحالية بالإضافة إلى العديد من القيم المهمة الأخرى بدءاً من درجة حرارة سائل التبريد مروراً بقوة المحرك ووصولاً إلى عدد اللفات وعزم دوران المحرك. ولا يكتفي التطبيق بهذه المعلومات، بل إنه يقوم أيضاً بإظهار بعض البيانات المتعلقة بالطقس على شاشة كمبيوتر السيارة

وقامت شركة أودي بتجهيز سيارتها «A3» الجديدة بوظائف مشابهة في نظام المعلومات والترفيه الخاص بها، كأول موديل من الشركة الألمانية يلبي طموحات العملاء من فئة الشباب. ويؤكد المتحدث الإعلامي باسم شركة أودي، أوليفر شتروباخ، أن السيارة المدمجة الجديدة تأتي مزودة بتطبيقات خاصة لشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل «تويتر»، و«فيس بوك».

ومنذ فترة طويلة لم تعد مثل هذه الحلول امتيازاً يقتصر فقط على أصحاب السيارات الفارهة التي تحمل شعارات الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع الموديلات الفاخرة، بل إن هذه التطبيقات أصبحت متوافرة لأصحاب السيارات الصغيرة الأقل تكلفة مثل «تويوتا»، ورينو Clio الجديدة.