أهمية اﻷصدقاء في حياة اﻷم

أهمية اﻷصدقاء في حياة اﻷم

 

 

أهمية اﻷصدقاء في حياة اﻷم
أهمية اﻷصدقاء في حياة اﻷم

 

 

بقلم: ريهام القاضي

كنت متشوقة للغاية عندما اكتشفت أنني كنت حاملاً بطفلي الأول، وكنت أنظر لصور النساء الحوامل والأطفال الرضع ذوي الخدود الممتلئة، وأسعد كثيراً في فترة حملي، كنت أتخيل المستقبل، وأنا أذهب للتمشية مع أصدقائي وابني الصغير، اتخيل مواعيد اللعب وحفلات أعياد الميلاد الممتلئة بالضحك والفرح، ثم واجهني الواقع بلياليه المجنونة، وأيامه الطويلة وأنا حامل، حيث الشعر الجاف والمعقد، كثرة الحاجة إلى التبول، القليل من الاستحمام، والبيت الذي أصبح يشبه حديقة حيوان، كل شىء اختلف مرة واحدة.. ولكن هل تعلمي ما أهم تغيير حدث؟ صداقاتي!

أما بعد الحمل.. فكانت النقطة التي غيرت علاقتي بجميع صداقاتي، أقرب صديقاتي لم يكن لديهن أطفال أو لم تتزوجن بعد، ومن لديهن أطفال كانوا أكبر سنا بكثير من طفلي، كنت قد تركت عملي، ولم أكن أفعل سوى رعاية الطفل طول الوقت، وكنت أمر بنوبة اكتئاب ما بعد الولادة، كان وقتا عصيبا.

الحمد لله بدأت مؤخراً وظيفة جديدة، حيث التقيت بالكثير من الأمهات اللاتي تمر كل واحدة منها بنفس المرحلة التي أمر بها، هؤلاء النساء هم الآن أعز صديقاتي، مررنا بالكثير من الأحداث مثل تأخر الحمل، مواليد، طلاق، موت، والكثير الكثير، أصبحنا مرتبطات ببعضنا البعض.

المواليد الجدد يستغرقون الكثير من الوقت، إلى جانب منزل فوضوي، وأب يشعر بتجاهل، والحفاظ على الأصدقاء عادة ما يكون آخر شيء في أذهان معظم الأمهات، ولكن يجب على الأم أن تعتبر الأصدقاء أولوية في حياتها، الأصدقاء ليسو مجرد ترفا في الحياة، بل هم ضرورة إذا كنتِ ترغبين في النجاح في مهمتك كأم في تلك الأوقات الصعبة من حياتك.

التخلص من التوتر:

تؤكد د. ميج ميكر – طبيبة أطفال، أن النساء تحتجن إلى صديقات في حياتهن حتى يتحملن الحياة، ويعملن بكفاءة بل ومن أجل أن يصبحن أصحاء.
الأمهات بطبيعتهن كائنات يحتجن إلى العلاقات، نحن نزدهر بالمحبة عند التحدث إلى الآخرين والاستماع إليهم ورؤيتهم، بعض الأمهات تشبع احتياجاتهن من خلال عائلاتهن، البعض الآخر تحاولن من خلال العمل والعلاقات العاطفية والزواج، تقول د.ميج: «هذه العلاقات في غاية الأهمية، ولكنها لا تفي تماماً باحتياجاتنا لأن الآخرين في العلاقة قد تكون لهم احتياجات آخرى».

بعكس الزوج.. تعطيك الصديقات الفرصة للحديث والرغي والتعبير عما بداخلك وتبدين لكِ االتعاطف، وليس بالضرورة علاج للمشكلة ولا تطلبن منك «التوقف عن الشكوى»، وهذا بالنسبة لنا أكثر من كافي لإفراغ التوتر الحادث في حياتنا.

الدعم الاجتماعي:

يمكن تحمل الحزن إذا كان هناك من يشاركك، أما الفرح فهو سهل الانتشار، الأصدقاء يساعدونك بدعمك اجتماعيا وعاطفيا من خلال التواجد في الحزن والفرح، ستجدين صديقاتك في أعياد الميلاد والتخرج، وأثناء الإقامة في المستشفى، وفي أيام العزاء لفقدان غالي، وجود الأصدقاء في حياتك يساعدك على التفكير بشكل منطقي، بل وتعرفك بآخريات سوف تصبحن صديقاتك فيما بعد، فنجان واحد جيد من القهوة معهن بالتأكيد أرخص من جلسة عمل مع أي طبيب نفساني.

صديقاتك يعرفن الإجابة:

من تسألينه لتعرفي ما هي أفضل دور حضانة؟ أو عربات الأطفال؟ أو ماذا يحدث عندما تجدين شعرك يتساقط بعد الولادة؟ من مرت بهذه الأشياء من قبل سوف تساعدك، وسوف تجدين لديها الإجابات، وتتعلمين مما مرت هي به من تصرفات صحيحة أو خاطئة.

لا أمك، ولا زوجك:

قد تكون والدتك هي أفضل صديقاتك، ولكنها كانت أم منذ ما لا يقل عن عشرين عاما، تغيرت كثيرا مفاهيم وطرق الحياة وتربية الأبناء منذ ذلك الحين، وأنتِ تحتاجين لشخص يتفهم الحياة المجنونة التي نحياها الآن.

وربما يكون زوجك هو أحب الناس إليكِ، ولكن حتى أكثر الأزواج محبة وعطف في حاجة إلى استراحة من بعضهم البعض وقضاء بعض الوقت مع أشخاص آخرين.