«أصدقاء سورية» مطالبة بمزيد من دعمها إنسانياً وسياسياً

«أصدقاء سورية» مطالبة بمزيد من دعمها إنسانياً وسياسياً

 

الأوضاع الإنسانية للسوريين تحتاج إلى تكاتف دولي.
الأوضاع الإنسانية للسوريين تحتاج إلى تكاتف دولي.

 

تجتمع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» غداً في المغرب، للمرة الأولى منذ توحيد المعارضة ضمن ائتلاف وطني واحد يتوقع أن يستفيد من لقاء مراكش لتكريس شرعيته ممثلاً للشعب السوري أمام المجتمع الدولي، لا سيما إذا نال اعتراف واشنطن الكامل به.

وسيكون من بين أهداف الدول العربية والغربية خلال لقاء مراكش في المغرب، زيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء في مرحلة أصبح فيها الوضع على الأرض مأساوياً، حيث تزايد عدد القتلى بشكل كبير منذ آخر اجتماع لأصدقاء سورية بباريس في يوليو الماضي.

فقد ارتفع عدد القتلى من نحو ‬16 الفاً في يوليو الى أكثر من ‬42 ألفاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في أنحاء سورية، وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. ويؤكد ان حصيلته تشمل المدنيين والعسكريين ومقاتلي المعارضة.

ومن المفترض أن يناقش لقاء مراكش «نقطتين»رئيسيين، حسب ما أفاد مسؤولو المغرب البلد المضيف، هما «الدعم السياسي، والدعم الإنساني».

ويتعلق الأمر على الصعيد السياسي، حسب الرباط، بـ«تقديم الدعم السياسي اللازم للائتلاف الوطني الذي يضم مختلف شخصيات وفصائل المعارضة السورية»، والتي تمثل «مخاطباً ذا صدقية»، أمام المجتمع الدولي.

وتضم مجموعة أصدقاء الشعب السوري اكثر من ‬100 دولة عربية وغربية ومنظمات دولية، وكذلك ممثلون عن المعارضة السورية. وسيكون اجتماع مراكش الرابع على المستوى الوزاري، والأول منذ اجتماع باريس في يوليو.

وتوحدت فصائل المعارضة السورية لنظام دمشق منذ ‬11 نوفمبر الماضي في ائتلاف وطني بعد ضغوط من قبل المجتمع الدولي، لتسريع عملية التوحد.

وقد نال هذا الائتلاف قبل انعقاد اجتماع مراكش اعتراف كل من فرنسا وبريطانيا، باعتباره الممثل الوحيد للشعب السوري، إذ من المنتظر ان يحصل أيضاً على دعم واعتراف الولايات المتحدة خلال لقاء المغرب.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي ستشارك في لقاء مراكش، «الآن بعد أن تم تشكيل معارضة جديدة، سنبذل ما في وسعنا لدعمها».

من جهته، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الخميس الماضي، ان «هذه المجموعة (الائتلاف الوطني) وإن كانت حديثة العهد، فإنه يبدو واضحاً أنها تتحرك في الاتجاه الصحيح».

ومن بين آخر خطوات تكوين الائتلاف الوطني السوري قبل لقاء مراكش، إعلان تشكيل وشيك لقيادة عسكرية جديدة من شأنها ان تشرف على معظم فصائل المعارضة المسلحة ضد النظام، باستثناء جهاديي جبهة النصرة.

وبخصوص «جبهة النصرة»، من المحتمل أن تعلن واشنطن – التي تخشى منذ شهور إمكانية «اختطاف» الجماعات الجهادية للثورة السورية – عن إدراج هذه الجبهة على قائمة «المنظمات الارهابية».

ومن جانب آخر، تضغط البلدان التي ستشارك في لقاء مراكش من أجل اعتراف مشترك بالائتلاف الوطني الجديد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «نأمل أن ينضم أكبر عدد من البلدان الى صفنا، ولا أعرف ما إذا كان هذا الاعتراف (بالائتلاف) سيتم بشكل جماعي أم بشكل فردي». وأضاف «نأمل أن يسمح لقاء مراكش بوضع أسس تشكيل حكومة مؤقتة في سورية».

وعبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية معاذ أحمد الخطيب، خلال حديثه مع وكالة «فرانس برس» عن تفاؤله بإمكانية قيام مبادرة مشتركة في هذا الشأن، انطلاقاً من لقاء مراكش.

وأضاف «دعنا لا نبالغ في التوقعات، رغم ان العديد من البلدان الأوروبية والولايات المتحدة ودول الخليج أظهرت تفهما كبيرا»، بخصوص هذا الموضوع.

ودعا الخطيب عموماً الى ان «يكون لقاء مراكش وفياً لاسمه»، أي ان المشاركين يجب أن يظهروا أنهم «أصدقاء حقيقيون لسورية، من خلال الدعم عن طريق جميع الموارد الممكنة».

واعتبر الخطيب مسألة «الدعم الإنساني» ملحة وأولوية.

من جهتها، أكدت كلينتون على الموضوع نفسه عندما قالت إن سقوط نظام بشار الأسد «أمر لا مفر منه»، ويظل «السؤال الوحيد هو عدد الأشخاص الذين سيسقطون في انتظار ذلك».