أشنع فنون التعذيب في معسكرات كوريا الشمالية

رصدت صحيفة دايلي ميل البريطانية سلسلة من روايات تكشف عن أشنع فنون التعذيب المعتمدة في معسكرات في كوريا الشمالية، تصل بوحشيتها إلى حد إجبار الأم على إغراق رضيعها بنفسها.

تفاصيل مثيرة تكشف عن حقيقة معسكرات التعذيب الأكثر وحشية في العالم، التي يديرها نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رواها بعض الناجين من تلك العمليات الوحشية، التي كانت تصل إلى حد إجبار بعض الأمهات على إغراق أطفالهن في الماء!.

ورصدت صحيفة دايلي ميل البريطانية في هذا الخصوص العديد من الروايات، التي تبيّن مدى الوحشية التي يتعامل بها النظام الاستبدادي في كوريا الشمالية مع المواطنين. ولفتت في البداية إلى قصة عامل شاب سقطت منه سهوًا ماكينة خياطة، وتعذر إصلاحها، فما كان من مدير المصنع، الذي كان يعمل فيه، إلا أن أرسله إلى “المعسكر 14” للتعذيب، وهناك قطع إصبعه الأوسط من يده اليمنى فوق المفصل الأول مباشرةً، وذلك باستخدام سكين مطبخ كبير.

ورغم قسوة العقوبة وشدتها، إلا أن العامل، الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، شعر بأنه حصل على عقوبة مخففة. وأوردت عنه الصحيفة قوله: “تصوّرت أنه سيتم قطع يدي كلها من عند الرسغ، لكن ذلك لم يحدث، وهو ما جعلني أشعر بالشكر والامتنان”.

روايات شنيعة
أوضحت الصحيفة أن تلك الرواية لم تكن سوى جزء من سلسلة روايات شنيعة استمعت اليها قبل بضعة أيام لجنة أممية منوطة بتقصي الحقائق في سيول في كوريا الجنوبية. وأجرت اللجنة مقابلات مع نحو 30 منشقًا ممن حالفهم الحظ ونجحوا في التسلل بعيدًا عن واحد من أشنع الأنظمة التي عرفها العالم على مر العصور.

يعتبر هذا العامل، الذي يدعى شين دونغ هيوك، والذي أدلى بشهادته يوم الاثنين الماضي، واحدًا من أبرز المنشقين. وقام أخيرًا بنشر تجربته في كتاب أسماه “الفرار من المعسكر 14”. ورغم فظاعة الروايات، التي سردها ضحايا النظام في كوريا الشمالية، إلا أن اللجنة كانت حريصة على إظهار مثل هذه الأفعال الإرهابية التي يقترفها النظام هناك.

وتأمل اللجنة أن تصل أخبار تلك القصص والروايات المأسوية إلى كوريا الشمالية، وأن تنبّه المواطنين المغيبين هناك إلى ما يحدث منذ وصول أسرة كيم للسلطة في العام 1948. وأشارت الصحيفة إلى أن شهود عيان على أعمال التعذيب، والبالغ عددهم 30 شخصًا، هم مجرد حفنة من مئات الآلاف من المعتقلين السياسيين المحتجزين في شبكة من المستعمرات السياسية التي تتم فيها معاقبة العمال.

أغرقت رضيعها
تحدثت شاهدة أخرى، تدعى جي هيون إيه، عن الطريقة التي أُجبِرَت من خلالها إحدى الأمهات على إغراق طفلها الرضيع، من خلال غمر رأسه في وعاء ممتلئ بالماء. وأضافت جي: “ظلت الأم تتوسل للحارس كي يتركها، لكنه كان يستمر في ضربها، ما دفع بالأم، ويداها ترتعشان، إلى أن توجّه وجه الطفل صوب الماء. وبعدما أنزلته، توقف صراخه وصعدت فقاعة، في تأكيد على مفارقة الرضيع الحياة”.

وروى سجين سابق، يدعى كانغ كول هوان، واقعة إعدام شاهدها بنفسه في المعسكر 15، حيث تم ملء فم الرجل المدان بالحجارة حتى لا يتلفظ بأي كلام مناهض للنظام، ويسمعه المتفرجون. وبعدها وضع حبل حول عينيه، وآخر حول صدره، وثالث حول خصره. ثم أمر بعدها قائد فريق الإعدام رميًا بالرصاص بأن يتم إطلاق الرصاص على هذا الشخص، الذي وصفه بالخائن. وتم توجيه أول طلقة إلى رأسه مات بسببها على الفور، ثم تم توجيه طلقة أخرى نحو الصدر جعلته يتهاوى، وبعدها طلقة ثالثة على الخصر جعلته يقع في حفرة بأسفله.

وكان يُطلَب في بعض الأحيان من المساجين أن يلقوا بالحجارة على الجثامين إلى أن يسقط الجلد عنها. وأشار شين إلى أنهم كانوا يتناولون في فترة من الفترات لحوم الفئران، لدرء مرض مميت، يسمى البلاغرا، يحدث نتيجة نقص البروتين والنياسين. كما لفت شين إلى أنه أُجبِر على مشاهدة وقائع إعدام والدته شنقًا، بعدما أبرحت ضربًا، فيما لقي شقيقه حتفه رميًا بالرصاص في رأسه.

 

 

المصدر: ايلاف