أحمد راضي: عدي صدام ارسل اشخاصاً ضربوني لأنني رفضت اللعب لناديه

أكدأحمد راضي، أن أصعب المواقف التي مرت عليه في حياته هي تلك التي جرت من أجل إنتقاله من نادي الزوراء إلى نادي الرشيد ، وقال أحمد عبر حسابه الشخصي في موقع”فيس بوك”، انه لا يقصد الإساءة إلى أحد من خلال نشر هذه الذكريات بقدر ما هي تاريخ ، وبدأ أحمد بنشر المذكرات ،وقد جاءت اغلبها باللهجة العامية لاسيما الحوارات منها وحاولنا إعادة بعضها إلى اللغة العربية لتكون مفهومة أكثر كما عملنا على تحرير النص المكتوب للتفاصيل الكثيرة فيه .
 
يقول احمد في الجزء الأول مخاطبا قراء صفحته : اليوم سابدأ رحلة التواصل معكم… لذكريات دام تاريخها إلى مايقارب الثلاثين عاماً،فيها من الألم والحزن والفرح السرور ،وأن المهم في هذه الأحداث مواقف لم تذكر سابقاً.. ولم يعرفها إلا أشخاص قلائل كانوا قد عاصروها ، وستعيشون قصصاً وفيها أسماء لها مكانتها السياسية والرياضية ،بعضهم اليوم علاقتي بهم حميمة وبعضهم من غادر هذه الدنيا ..، وقد يكون للبعض منهم مواقف سلبية وأخرى إيجابية …ولكن سيكون ذكرها تباعاً.
 
وأضاف : الغرض من ذكر هذه الأحداث ليس للإساءة إليهم …ولكن هكذا هو التاريخ يسجل كل شئ …واني اتبع نظرية ان الانسان يعيش مراحل متغيرة في حياته …تجده يوما معك ويوما يخالفك ،  فالبشر يتغيرون في سلوكهم وأخلاقهم.. وفي كل مرحلة من مراحل أعمارهم.. واعتقد أننا مررنا بهذه المراحل ولنا إيجابياتنا و سلبياتنا.. ولو نخير في ان يرجع بنا الزمن لنغير سلوكنا ومواقفنا لقمنا بتغييرها ، والحكيم من يجد لأخيه عذراً.
 
انتقالي من نادي الزوراء إلى نادي الرشيد 
 
في العام ١٩٨٤ في هذا العام استطاع نادي الرشيد من الصعود إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في الدوري العراقي وكان يرأس النادي السيد حسين كامل المجيد صهر الرئيس صدام حسين ورئيس جهاز الأمن الخاص ونائب الرئيس السيد عدي صدام حسين الابن الأكبر للرئيس صدام حسين والحقيقة كان وجود السيد حسين كامل لغرض الاستفادة من موقعه الحكومي والصلاحيات غير المحدودة وخاصة في مسألة الدعم المادي الكبير وتبويبها بارتباط النادي بجهاز الأمن الخاص ورئيسه ، وأما المسؤولية المباشرة لإدارة النادي فكانت للسيد عدي صدام فكانت أهدافه لتأسيس هذا النادي بعيدة المدى رياضياً وسياسياً .
 
وتابع : ” لن أخوض في هذه الأمور لأني اعرف أن الكثير منكم يريد مني الدخول في أحداث هذه القصة، حالي حالكم عندما اقرأ حدثا أو قصة، فأني أتململ من المقدمة ، وبالعودة إلى القصة فقد كنت في ذلك الوقت ألعب في نادي الزوراء والمنتخب الوطني العراقي وكنت في بدايات الشهرة وحب الجمهور لي وخاصة من محبي ومشجعي نادي الزوراء وصدف أني في ذلك الوقت قد أبعدت عن المنتخب الوطني من قبل السيد عمو بابا مدرب المنتخب الوطني بس تعنتي وغروري من جهة وشدة وقسوة تعامل المدرب عمو بابا معي في التدريب من جهة أخرى ، هذا الأمر دفعني إلى عدم احترامه وعدم الألتزام بالتدريب نتج عنه خلاف بيني وبينه فقررا بعادي عن المنتخب الذي كان يستعد لأولمبياد لوس انجلوس وهذه المرة الأولى التي أبعد عن المنتخب الوطني.
 
وواصل : كنت في رحلة مع أصدقائي في مدينة الحبانية السياحية وكان اليوم الأول الذي وصلنا فيه حيث وصلنا صباحاً  وبعد إجراءات الحجز وترتيب الأمتعة بدأت رحلتنا بالسبح في بحيرة الحبانية ومن ثم تناول الغداء وبعدها التجول بأروقتها وأثناء دخولنا إلى (الشاليه) أو البيت الذي نسكنه للراحة بعد الجولة الاولى للاستمتاع برحلتنا ،  رن الهاتف الأرضي للمنزل ليكلمني موظف البدالة : لديكم اتصال خارجي من بغداد للسيد أحمد راضي، هل السيد أحمد موجود ؟ وكان ردي نعم انا أحمد.. ، فقال موظف البدالة : (حسناً سوف أحول لك الخط). “
 
ويضيف راضي : ”  أن المتصل كان شقيق اللاعب صالح راضي الذي اخبره أن اتصالا من استعلامات القصر الجمهوري وردهم في المنزل يريد منه الاتصال بهم على رقم قاموا بإعطاءه لصالح  ” 
 
ويكمل أحمد راضي : ” أخذت الرقم وأنا أشعر قلق وحيرة (ياترى ماذا يريدون مني.. هل من الممكن أن يكون عمو بابا أشتكاني لدى المسؤولين.. ؟ ) ، لتذهب فمتعة الرحلة ، وبدأت في التفكير يمياً ويساراً ، وذلك لأن طوال ذلك الوقت لم يتصل بي أحد من جهة مهمة ، وبمستوى القصر الجمهوري وعمري عشرون سنة في ذلك الوقت ، مع ذلك حاولت أسهل الأمور بداخلي وأتوكل على الله .. “
 
بداية الحوار مع القصر الجمهوري 
 
 
ويضيف راضي :”  قررت أن أقوم بالاتصال على الرقم الذي وصلني ، حيث دار الحوار التالي : 
 
– السلام عليكم استعلامات القصر..
– نعم تفضل ..
– أنا احمد راضي، لقد اتصلتم بي على المنزل وطلبتم أن اتصل بكم..؟
– نعم دقيقة  (وتم تحويلي إلى أحد الأشخاص ..)
 
– مرحبا أستاذ احمد (وعندما قال لي أستاذ احمد شعرت بالارتياح.)
– أهلا أستاذي العزيز ، أستاذ أحمد لديك غداً مقابلة مع أستاذ عدي صدام حسين ، وعلى ذلك نرغب في قدومك بقرب مدرسة الإعداد الحزبي بالحارثية ، فهل تعرف المكان ؟
– لا أعرفه ..
– إذن هل تعرف الجسر الخاص بالحارثية ..؟
– نعم ، أعرفه  ..
– جيد ، إذن تعال هناك غداً الساعة العاشرة صباحاً ، وتواجد بالقرب من الجسر ، حيث هناك موقف للسيارة ، فقم بإيقاف سيارتك هناك ، وسوف تأتي سيارة تقلك من هناك إن شاءالله .
– اين أنت الان ؟ 
– أنا  بالحبانية حالياً 
– هل ترغب أن نرسل إليك بسيارة هناك  تقوم بإحضارك ..؟
– لايوجد داعي لذلك ، فلدي سيارة واليوم سأرجع إلى بغداد إنشاءالله..
– إذن توصل بالسلامة ، وفي أمان الله ..
– شكراً ، في أمان الله
 
 
مابعد الإتصال .. تساؤلات وموعد غامض
 
طبعا بعد أن أبلغت أصدقائي بالقصة وأني مضطر للرجوع ، تضايقوا لسببين ، الأول  أن الرحلة بذلك لم تكتمل بسبب رجوعي ، أما الثاني فقد كان خوفاً علي جراء هذا الاتصال والموعد.، وقمت على أثر ذلك بطمأنتهم لأني فعلاً كنت مطمئن بعدما أتصلت بإستعلامات القصر وأن الموضوع لم يتجاوز الأمور الرياضية ، ولم أكن أفكر بمساؤى الأمور لان في تلك الأيام كان عدي ذكره قليل في المجتمع العراقي حتى أني سمعت بالمصادفة أن هنالك نادي الرشيد وعدي ابن الرئيس يدعم هذا النادي .
 
ويتابع احمد راضي : بعد أن قمت بترتيب أمتعتي وحقائبي ، أصر أصدقائي على الرجوع معي إلى بغداد مع إتضاح إنزعاجهم ونحن في طريق العودة إلى بغداد .
 
وبعد وصولنا إلى بغداد ذهبت في اليوم الثاني إلى المكان المتفق عليه تحت جسر الحارثية ، حيث تفاجـأت بأربعة لاعبين معروفين يقفون بنفس المكان وهم عدنان درجال من نادي الطلبة و شاكر محمود من نادي الصناعة ومحمد فاضل من نادي الجيش على ما اعتقد ، ووصفي جبار حارس مرمى نادي الشرطة .
 
وتابع :”  وبعد السلام وتبادل التحية بدأت الدردشة فيما بيننا بصوت خافت ( ماذا في الأمر ، خابرونا وطلبوا منا الحضور لمقابلة عدي .. ، ودار بيننا تساؤلات حول حقيقة ماذا يريد بنا  ، حيث أجاب عدنان درجال قائلا : ” من الممكن أن يكون لأجل نادي الرشيد التابع له ، وأثناء حوارنا ، جاءت سيارتان من نوع مرسيدس ، طلبت منا الركوب إليها وبالفعل ركبنا بهما وانطلقنا إلى القصور المطلة على دجلة والتي بنيت بنفس التصميم والخريطة والشكل الموحد لأغراض الضيافة للرؤساء في المؤتمرات التي كانت تقام في ذلك الوقت وقد كان لعدي صدام واحد من هذه البيوت والذي يعتبر مكتبا له ويسمى(مكتب رقم سبعة) .
 
وواصل :”  دخلنا القصر ( والتي بالمناسبة يقيم فيها اليوم السفير الإماراتي والسفير الكويتي وبعض السفارات الاجنبية والعربية ، حيث كان انيقا مريحا، وجلسنا تقريباً لعشر دقائق وثم دخل علينا السيد عدي صدام وكان ترحيبه فائق للجميع وحقيقة كان يسميني (أبو شهيبه) ، وبدأ بإستعراض فكرته وسبب دعوته لنا في ذلك اليوم ، حيث ذكر لنا فكرته تدور أن يجمع أكثر عدد من نجوم الدوري واللاعبين المميزين لنادي الرشيد وذلك لان هذا النادي يريد له أن يكون من أفضل الأندية العربية والآسيوية وتكون فائدته الأولى تصب للمنتخب الوطني حيث أن اغلب لاعبي المنتخب سيكونون في هذا النادي موضحنا أنه اختارنا لأنه يعرف الفائدة التي ستحدث للنايد في حال ألتحقنا به .
 
كما  تحدث عن إمكانيات هذا النادي وما سيناله الرياضيين ولكافة الألعاب من اهتمام ورواتب وتغذية ومعسكرات ونوعية المدربين والكوادر الطبية وتهيئة منشآت بطريقة تفوق الموجود لدى الأندية الأخرى .. لينتهي بالسؤال لكل واحد منا هل لديك الرغبة بالانضمام ؟
 
وأكمل : ” الكل وافق.. وبعضهم كانت لديهم في البداية مشكلة أنهم ملتحقين بالسلك العسكري لكن سرعان ما قال عدي لهم سيكون تنسيبكم على الحرس الجمهوري أو جهاز الأمن الخاص ، نحن مرتبون لكم كافة الأمور.. ليصل الدور لي بالسؤال حول رغبتي من الانضمام من عدمها ليحدث ببننا الحوار التالي :
 
عدي : أبو شهيبة ماذا تقول …
انا : أستاذ هذا شرف لنا أن نلعب بهكذا نادي يحمل كل هذه المواصفات ولكن هناك مشكلة أستاذ بالنسبة للجمهور
عدي :  وماذا به الجمهور الجمهور 
انا : أستاذ فلاح لا يوجد هناك من لا يحبه في العراق ، من انتقل من الزوراء وذهب لنادي الشباب وتفريغه لنادي الشباب الذي كان يرأسه السيد صباح ميرزا وكان مجبورا والجمهور يعرف انه مجبور دمروه جمهور الزوراء بالاقاويل والهتافات في المباريات ….وهذه هي مشكلتي واخشى أن يحصل لي ما حصله له .
عدي : هذه ليست مشكله ( قالها وهو منزعج ) سوف نكتب بالإعلام والصحف أننا من طلبنا منك الانضمام للنادي ونخلي مسؤوليتك أمام الجمهور ، فهذا أمر سهل ، فهل هناك أمر أخر ؟ 
أنا  : لا شكراً أستاذ …. 
 
بالنهاية صافحنا شكرنا وقالا سنخبركم لاحقاً عن موعد  انضمامكم للنادي … 
 
 
مابعد مقابلة عدي صدام .. تهديد وضرب
 
كان أحمد راضي هندما خرج من اللقاء كان ينتابه القلق وفي الوقت نفسه كان يفكر في ميزات النادي المغرية ،لكنه كان يخاف من جمهور الزوراء ، ليقرر التملص ولكن بعد نحو أسبوع تم الاتصال به للحضور إلى نادي الرشيد حيث هناك تم توزيع استمارات طلب انضمام للنادي، حيث تم ذلك من قبل احد المقربين من عدي وسكرتيره الخاص عفيف كاظم والذي كان يوزع الأوراق، ليوقع احمد وهو خائف، أن يصل الخبر إلى جمهور الزوراء، وانه حاول أن يتملص عن طريق الادعاء أن نادي الزوراء لا يعطيه استغناء ، وحاول احمد الاتفاق مع رئيس النادي سيف الدين المشهد الذي طمأن احمد انه سينهي الموضوع ، وشعر احمد بشيء من الراحة ولكن الليل حمل معه شيئا من الخوف حينما اقتحم أشخاص بيت احمد وقالوا له : نحن موظفون في القصر الجمهوري وأنت مطلوب حضورك بطلب من احد المسؤولين الآن ، ليطلب منهم احمد عن ما يثبت له بذلك، فاخرج احدهم هويته مكتوب عليها رئاسة الجمهورية ليطلب منهم تغيير ملابسه تمهيداً للذهاب معهم ..
 
ويواصل احمد سرد التفاصيل قائلا : دخلت البيت ودخلوااخوتي معي.. وقالوا ماذا ستفعل ..قلت لهم وماذا سافعل غير أن سأذهب معهم ..سكتوا والخوف يعتريهم ويعتريني ورحت أفكر بهذا المسؤول.. من هو يا ترى هل هو عدي ام غيره ..غيرت ملابسي .
 
وخرجت وركبت السيارة معهم واول ركوبي للسيارة سألتهم من هذا المسؤول الذي يريد رؤيتي الان …فقال احدهم وكان عددهم ثلاثة أشخاص ستعرفه بعد قليل.. وسألته ألا تعرف لماذا أراد بطلبي الآن …فقال أنت تحرشت بإحدى معارفه ببنت اسمها سميرة فاشتكت عليك عنده !!، 
 
وعند نهاية شارع منزلنا ..نزع احدهم ربطة عنقه وربط عيني بها ..وهنا أوشكت أن أيقن باني ذاهب الى الموت.. انتابني الخوف بشكل لا يوصف.. حيث لم يبق في مخيلتي من شىء بالسوء إلا وقد مر علي في تلك اللحظات.. السجن ..التعذيب. الضرب. القتل. ، كل هذا تخيلته عندما ربط عيني برباط عنقه… 
 
وهنا ومن شدة خوفي بدأت بالحلف وبأغلظ الإيمان أني لا اعرف سميرة ولم أتحرش بها ولم يمر علي هذا الاسم…فقال ليلا ..أنت قد تحرشت بها وستلاقي حسابك عند المسؤول…وعدت عليه بالحلف..
 
 فقال لي اسكت إذا كان عندك كلام فقله للمسؤول ..وفي هذه الأثناء السائق يرفع جهاز اللاسلكي الذي في السيارة وينادي الهدف معنا ونحن قادمون باتجاهكم .ومنزل الهدف وهاتفه مراقب ..وكلما مر وقت قصير ويفتح نافذة السيارة ويتكلم باتجاه خارج السيارة ..ارفع العارضة ولكني لا اسمع شيئا أو رد من الخارج.. يتكرر هذا الكلام لأربع أو خمس مرات.. 
 
وبعد انقطعنا مسافة قدرها الزمني حوالي ربع ساعة ..وقفت السيارة واسمع احدهم يقول هنا.. أنزلوه من السيارة وانزلوني منها وأوقفوني مسافة خمس أمتار تقريبا بعيدا عن السيارة وأنا لا أكاد أن استطيع الوقوف من شدة الخوف والرعب والذي أرعبني أكثر لا أرى شيئا ولا اعرف أين أنا …
 
وبعد اقل من دقيقة حيث كانوا يتكلمون بصوت خافت وعن بعد عشر أمتار جاءوا باتجاهي وانهالوا علي بالضرب حيث ابتدأها أولهم بصفعة قوية على وجهي وكنت متوقعها في تلك اللحظة.. فوقعت على الأرض ولملمت نفسي وغطيت وجهي بيدي واستمر بضربي وأنا على الارض وأنا قد أجهشت بالبكاء من أول لحظة تعرضت بها للضرب.. توقفوا عن ضربي وقد أزيلت الربطة عن عيني من جراء الضرب وقد رأيت تلة تراب وبناء مشروع سكني لم يكتمل وعلى ما اعتقد انه مشروع شقق في بداية منطقة السيدية… 
 
ولم يكن هناك مسؤول أو معسكر أو عوارض ودخول وخروج ولا موضوع تحرش ولا سميرة أو أميرة في الموضوع وإنما كانت رسالة غضب لأحدهم عن عمل قد قمت به… فأيقنت انه موضوع نادي الرشيد وان عدي وراء هذا الموضوع …واستمر بكائي حتى صعودي للسيارة مرةاخرى.. واخذ احدهم ربطته وطلب مني أن يكون نظري إلى قدمي طول فترة عودتنا ..وطلب من السكوت عن البكاء وثم قال لي أنت تلعب (كرة ) قلت له نعم وان شاءالله راح العب لنادي الرشيد محاولة مني لإرضائهم فقال لي والله اذاشفناك تلعب كرة مرة أخرى سنكسر رجليك..فطلب ان ارفع راسي.
 
وبعد أن وصلنا مسافة ليست بقريبه من منزلي .وقال أين منزلك ..فقلت له بعد مسافة… فقال انزل هنا واذهب مشيا فأنزلوني مقابل جامع العشرة المبشرة في حي العامل وكان يبعد حوالي ٣ كيلو متر عن منزلي ولكني عندما نزلت كنت غير مصدقا باني رجعت سالما واني لم احبس أو اقتل… حيث لم يكن لي من العمر سوى عشرون عاما… 
 
وأنا في مسيري للعودة للبيت مسرعا صرت اترقب واتلفت خوفا في ساعة متأخرة من الليل حتى وصلت (رأس شارعنا) وجدت أخي وحبيبي صالح جالس على الرصيف يترقب وينتظر عودتي والخوف في عينه ولكن ما أن راني شعرت بفرحته حتى عانقني وكأنني كنت مسافرا لسنوات طويلة.. وقال لي ضربوك فقلت له نعم.. قال تأذيت هل عندك كسر أو وجع قلت له لا فقط الم في وجهي وفي عنقي وألم بسيط في ظهري.. قال الحمدلله على كل شئ ..قال لي منهم هؤلاء …فقلت له جماعة عدي ..فقال ماذا فعلت لعدي ليفعل بك كل هذا …قلت له انتظر حتى نصل البيت ، وما ان وصلنا البيت .. غسلت وجهي وغيرت ملابسي وشربت الماء واخذت قسط من الراحة ..شرحت له ما حصل عصر ذلك اليوم …وقلت له لا أعرف ما الذي قاله رئيس النادي لفاضل أبو زينه ليغضب عدي بهذه الطريقة.. فنصحني صالح ان اذهب لنادي الرشيد واطلب مقابلة عدي وقل له انك كنت موافق وقد قلت لرئيس نادي الزوراء السيد سيف الدين هذا الكلام ….ولكم الخيار كإدارة نادي في منحي الاستغناء…اتفقنا أنا وصالح على هذا …وطلب مني النوم ..
 
وبالتاكيد لم انم لحظه واحدة حتى صارت الساعة التاسعة صباحا..,ابدلت ملابسي وذهبت الى نادي الرشيد لعلي اجد عفيف كاظم سكرتيره واطلب مقابلة عدي ثم ألتحقت بنادي الرشيد  .

 

المصدر: ايلاف